الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

معركة «روزاليوسف» وهدى هانم شعراوى!

معركة «روزاليوسف» وهدى هانم شعراوى!
معركة «روزاليوسف» وهدى هانم شعراوى!




سيدتى الفاضلة
نقل إلى أحد المتصلين بك أنه طلب منك صورتك لتنشر فى صحيفتى أبيت واستكبرت وتساءلت فى سخرية.. «عاوزين صورتى ليه؟.. علشان ينشروها مع صور الممثلات؟!»
ومع ذلك يا سيدتى لم نعجز عن الحصول على صورتك ونشرها عملًا بواجبنا نحو جمهور قرائنا - نشرنا صورتك ورغم ما نقل إلينا عددنا حولها مآثرك وخدماتك ولم نبخسك حقك قياما بواجبنا نحوك ونحو ضميرنا.
وقياما بواجبنا للمرة الثالثة أوجه إليك اليوم كلمة صريحة.
هل أبيت دائما يا سيدتى أن تنشر صورتك مع صور الممثلات؟
كلا يا سيدتي! لأن تحت يدى الآن أكثر من مجلة أفرنجية واحدة قد نشرت صورتك وبين صفحاتها نشرت صورا عديدة لممثلات غربيات، فما الفرق بين مجلات الغرب ومجلات مصر؟
تأبين يا سيدتى أن تنشر صورتك مجلة مصرية بينما أنت تسارعين إلى ايفاد رسول خاص يحمل صورتك إلى المجلات الأفرنجية إذا أزمعت السفر إلى الخارج، أو إذا جد ما يثير اهتمام الناس بأمرك.. فإذا نشرت المجلة الأفرنجية صورتك وأوفدت إليك رسولها «الخواجة» يحمل فاتورة الحساب مبينا فيها ثمن حفر الكليشيه وأجرة النشر أسرعت فدفعت القيمة شاكرة لهم فضلهم!.. منة كبرى من مجلة أفرنجية أن تنشر صورتك! منة كبرى تستحق منك الجزاء الحسن!
أنا أقسم يا سيدتى على صحة ما أقول، فهل فى وسعك أنت أن تقسمى على العكس؟ بل هل فى وسعك أن تقسمى على أنك رفضت ولو مرة واحدة إهداء صورتك إلى مجلة أفرنجية؟.. ثم أجيبينى بعدها هل فى مصر مجلة أفرنجية واحدة لا تنشر صور الممثلات؟
نحن ننشر صورتك وصورة غيرك مجانًا وقيامًا بواجبنا ولا أجر على واجب.. نحن نفعل ذلك فيكون نصيبنا الرفض.
والمجلات الأفرنجية تنشر صورتك وتطالبك بالقيمة والأجر؛ لأنها ترى أنها أدت لك خدمة ورفعت من شأنك حينما نشرت صورتك.. تفعل ذلك فيكون نصيبها منك الشكر الجزيل!
أية عقلية هذه يا سيدتى زعيمة النهضة النسوية فى مصر!
أية عقلية هذه وأنت المفروض فيها رجاحة العقل وسعة الصدر؟
أية عقلية هذه وأنت التى تسافرين فى كل عام إلى أوروبا وأمريكا وتعرفين ما للصحافة هناك من كرامة، وما على أمثالك «الزعيمات» من واجب نحوها؟
أية عقلية هذه يا سيدتى؟ وهل هى تستقيم مع ما تنادين به صباح مساء وتعملين من أجل تحقيقه؟
نحن والمجلات الأفرنجية سواء فى نشر صور الممثلات، ولكنك ترين الفخر كل الفخر فى أن ترضى مجلة إنجليزية أو فرنسية بنشر صورتك بأجر معلوم.. وتأبين استكبارًا أن تنشر لك صورتك مجلة مصرية!
وبعد.. لماذا تأبين أن تنشر صورتك مع صور الممثلات أو فى المجلة التى تنشر صور الممثلات؟
ما الذى ترينه فى ممثلاتنا حتى تأبين عليهن هذا الشرف؟
الممثلات - ولى الشرف أن أكون واحدة منهن قبل أن أغدو صحفية يؤدين عملهن وواجبهن كما تؤدين أنت عملك وواجبك..
كل منا على مسرحه! كل منا فى الدائرة التى رسمها القدر!
الممثلة يا سيدتى لا تقل شأنا عنك - وهى تأبى أن تجلس بين قدميك.. ومعاذ الله أن يحملنى التواضع الكاذب على أن أقول لك غير ما أعتقد.
قد يكون فى حياة بعض الممثلات ما لا يستقيم دائمًا مع حكم العرف والتقاليد.. وقد تسمع الناس عن حياة «الممثلات» أكثر مما تسمع عن حياة «الهوانم»، والسبب فى ذلك طبيعة الوسط الذى تتحرك فيه الممثلة، وما فيه من نور فاضح وستار رقيق!.. ولكن ثقى يا سيدتى الهانم أن بين «سيدات» الطبقات الراقية.. و«هوانم» الأوساط الارستقراطية التى لا تأنفين من ظهور صورتك إلى جانب صورهن.. ثقى يا سيدتى أن بينهن من لو قارنا الممثلات بهن لخرجن الممثلات من المقارنة قديسات طاهرات تحيط برؤوسهن هالة من نور!
لعل فى كلمتى شدة جارحة، ولعل فيها ما يؤلم، ولعلك لم تتعودى قبل اليوم أن تسمعى مثل هذه العبارات توجه إليك، ولكننى يا سيدتى يا نصيرة المرأة أكتب إليك وقد نسيت كل شىء إلا أننى كنت ممثلة وإلا أنك قد انتقصت من قدر الممثلات.
روزاليوسف
مايو سنة 1926