الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإنابة والتسليم

الإنابة والتسليم
الإنابة والتسليم




فى كل يوم من أيام الشهر الفضيل نعرض لقرائنا  أحد الطرق التى تصل بنا  إلى الإيمان الحقيقى والتى لا يمكن للمؤمن ان يستغنى  عنها فى سيره إلى الله. الإنابة تعنى الرجوع إلى الله تعالى وهى بعد التوبة، والرجوع فى التوبة رجوع اعتذار ولكن فى الإنابة  رجوع إقبال،، كما أن الرجوع فى التوبة رجوع عن لا معصية، لكن فى الإنابة رجوع وفاء لله، والرجوع إلى الله فى الإنابة رجوع حالة، وهناك فرق بين الإنابة والتسليم حيث إن التسليم منزل يقع بين الصبر والرضا، وقد تكون المنح فى المحن، وقد يكون الغنى فى الفقر.
والتسليم جاء بمعناه الدقيق فى قوله تعالى: «فلا وربك لا يؤمنون حتى  يحكموك فيما شجر بينهم» وهنا التحكيم فى الظاهر والرضا به فى النفس ويسلموا بذلك الأمر، وعليه فالتسليم أعلى من الإنابة ويقول بن عطاء الله السكندرى أنه إذا أراد الله تعالى أن يقوى عبد على ما يريده من احكامه ألبسه من وصله وكساه من نعته فتتنزل الأحكام، وقد سبقت إليه الأنوار فيتقبلها برضاء « ومعنى هذا أن الله إذا أراد أن يقوى العبد على أحكام الحلال والحرام فيجعل فى قلبه الرضا والطمانينة فلا يجزع من قدر أو ابتلاء، لأن أنوار الله سبقت إلى قلبه، فكثير منا فى ابتلاء شديد يكون فى سكينة ولطف لأن الله إذا أراد بعبد أن يقويه يتجلى عليه بأنوار الإيمان والصبر والرضا.
والإنابة إلى الله تعالى درجات أولها الإصلاح، ثم الوفاء ثم الحال، فالإصلاح يكون برجوع العبد لله تعالى رجوع إصلاح بالندم على ما فعل وتلافى الذنب، والخروج من مظالم العباد والتكفير عن الذنوب،  ثم يأتى الوفاء بمعنى إذا ما تذكر الذنب آلمه ألما شديدا، وينظر إلى أهل الذنوب والمعاصى  برحمة لأنه كان فى ذنب،  ثم يأتى الحال بأن يكون متيقظا لحاله وألا ينظر إلى عمله الصالح بل ينظر لفضل الله ومنه أن هداه لهذا وجعله يفى، ومن يفعل ذلك فقد استمسك بالعروة الوثقى وأسلم الأمر كله لله تعالى.. وعليه من علامات الرجوع لله والإنابة إليه أن تفى لله تعالى بالرجوع وأن يتألم لذكر الذنب وتصديق الحال بفعل الخير، وعدم الرجوع للخلف.