د. مجدى عاشور المستشار العلمى للمفتى لـ«روزاليوسف»: الاعتماد على الراديو والتليفزيون فى الإفطار غير كافٍ ولابد من تحرى الوقت

حوار ـ صبحى مجاهد


الدكتور مجدى عاشور هو أحد العلماء المجددين فى الخطاب الدينى من خلال الفتاوى  الواضحة، ولذلك كان لـ«روزاليوسف» حوارا معه حول أهم القضايا التى تشغل بال الكثيرين خلال شهر رمضان لاسيما فيما يتعلق بالمسائل الحديثة، كالشيشة الإلكترونية فى نهار رمضان، والاعتماد على وسائل الإعلام فى إفطار.
كما  تناول الحوار عددا من المسائل  المهمة المتعلقة  بالخلاف فى صلاة التراويح وحكم، وصوم الأطفال، وإصرار البعض على إخراج الزكاة فى رمضان حبوبا، إلى غيرها من الأمور التى يبحث فيها القارئ عن إجابات واضحة.


■ بداية ما حقيقة تصفيد الشياطين فى رمضان رغم وجود المعاصى؟
- العلماء قالوا إن التصفيد يكون لشياطين الجن أما شياطين الأنس موجودين، وشيطان الأنس تحركه نفسه رغما، من منهم من يصومون وهؤلاء من قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس له من صومه إلا الجوع والعطش»، وهناك رواية تقول :» تصفد مردة الشياطين» بمعنى أن مردة شياطين الجن هم من يصفدوا فقط دون صغار الشياطين حتى يجاهد الإنسان نفسه، ولابد من الصبر والأخلاق والمجاهدة لدى الصائم حتى يبتعد الشيطان عن الصائم.
وليس معنى الصوم أن الإنسان لا يقع فى معصية لأن النفس أمارة بالسوء لكن عليه أن يمسك نفسه عن المعصية ابتغاء مرضات الله تعالى.
■ كثير ما نرى تقليل ساعات العمل، وهو أمر تنظيمى متبع، لكن هناك من يتعمد أن ينصرف عن العمل تماما فى شهر رمضان فما حكم ذلك؟
- رمضان شهر العمل وليس شهر الكسل، ومن يتكاسل عن العمل فى الصوم قد فعل العبادة الجسمانية لكن دون تحقيق الثمرة، ونقول إنه ينبغى أن تكون حياتنا عمل، مؤكدا أن ثمرة الصيام هى الهمة والتقوى التى تهدف لى القيام بفعل الواجبات على الوجه الأكمل.
أما  تقليل ساعات العمل فى رمضان فأمر جائز من حق صاحب العلم، كما أن تقليل ساعات العمل لا يقصد به تقليل العمل وإنما اتاحة الفرصة لإفطار الصائم فى بيته.
■ نرى  فى بعض  الأسر من يجبر أبناءه الصغار على الصوم ابتغاء ثواب تعليمهم صوم الفريضة، فكيف ينظر الإسلام لهذا الأمر؟
- لابد وأن نسير بالتدريج مع الأطفال، حتى لا يتضايق من الصوم لأنه لا يوجد إجبار على العبادة ولكن هناك طريقة فى التعامل مع الأطفال بحيث يكون الصوم بالنسبة لهم عبادة محبوبة.
■ كثير ما نسمع  بأن تعجيل الفطر سنة فكيف يكون هذا التعجيل حتى لا يقع الناس فى محظور؟
- تعجيل الفطر لا يعنى الإفطار قبل موعد أذان المغرب، أو عدم التحقق من دخول الوقت، وإنما  المقصود ان يكون أول فعل للصائم عند أذان المغرب هو الفطر، فبمجرد أن يسمع المسلم أذان المغرب  فعليه الإفطار والدعاء بما يريد.
■ وما حكم من أفطر على أذان الراديو أو التليفزيون وتبين له أن المغرب لم يؤذن بعد؟
- لابد وأن يراعى الصائم  فروق التوقيت، ولا يعتمد فقط على أذان الراديو أو التليفزيون وعليه أن يحسب الوقت بصورة جيدة حتى لا يفطر قبل موعد إفطار فيفسد الصوم ويصبح عليه قضاء.
■ ظهرت حديثا الشيشة الإلكترونية  ولابعض يرى أنها قد لا تؤثر  فى الصوم  فما حكم ذلك؟
- ما دام أن هناك دخانا يدخل فى جوف الإنسان ويخرجه فتكون مفطرة، وهى فى ذلك مثل السجائر والشيشة العادية لأن التدخين مفطر لصحابه.
■ وما حكم الخلاف فى صلاة التراويح؟
- صلاة التراويح سنة مؤكدة وليست فرض والاختلاف فيها يعد هينا، ولكن الحديث الثابت انه ما زاد الرسول فى رمضان أو غيره عن ثمانى ركات أو إحدى عشر ركعة، ولكن جاء بعض الصحابة فصلوا التراويح عشرين ركع وقيل إن الصلاة التى ذكرتها السيدة عائشة هى صلاة القيام، ومن هنا جاء الخلاف.
وعلى المسلم ألا يفوته  ثمانى ركعات  فى التراويح، ومن أراد ان يصلى عشرون ركعة كما هو معمول فى بعض المساجد فليصلى لأنه كان معمول به، لكن لا ينبغى ان يكون هناك خلاف، فمن أراد أن يصلى حتى مثل أهل المدينة 36 ركعة فليفعل، وإن كان توحيد صفوف المسلمين فى صلاة التراويح أولى لأن فيه مظهر الوحدة.
■ فى كل عام يثار الخلاف حول إخراج زكاة رمضان حبوبا أم مالا، وهناك من يقول إن اتباع السنة هو إخراج الحبوب، فما تعليق سيادتك على هذا؟
- الأرفق بالناس بعد  الدراسات أن نسير على المذهب الحنفى وهو إخراج الزكاة قيمة لن الناس لم تعد بحاجة للحبوب، فمصلحة الفقير تقتضى أن  يحصل على الزكاة مالا لكى يشترى به ما يريده من أمور يحتاج إليها.