الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هـــل يكـــون تطـويـــــر «الحديد والصلب» بحلول محلية؟

هـــل يكـــون تطـويـــــر «الحديد والصلب» بحلول محلية؟
هـــل يكـــون تطـويـــــر «الحديد والصلب» بحلول محلية؟




فى إطار اتجاه الدولة لإعادة هيكلة وتطوير شركة الحديد والصلب بحلوان التابعة للقابضة المعدنية تم تشكيل لجنة برئاسة المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق لإعداد دراسة عن أبرز المقترحات لتطوير شركة الحديد والصلب بعد رفض عرض الشركة الروسية «ميت بروم» للتطوير.. ويتضح الاتجاه العام أن السيناريو الأقرب فى عملية التطوير وإعادة هيكلة الحديد والصلب هو الاعتماد على عملية تطويرها ذاتيًا بالاعتماد على مواردها وأصولها المتاحة.

وأشار خالد الفقى، عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية، إلى أنه بعد رفض العرض  المقدم من شركة ميت بروم الروسية، لتأهيل وتطوير الشركة، لكونه غير مناسب لتطوير الشركة وغير مطابق مع دعوة الشراكة لأنه كان أقرب لفكرة تنفيذ مقاولات وإدارة بمقابل وليس مشاركة إيراد كما نصت كراسة الشروط، ولفت أنه يتم حاليًا دراسة سيناريوهات أخرى لإعادة هيكلة وتطوير الشركة ومن ضمنها تطوير الشركة ذاتيًا من خلال الاعتماد على أصولها وعمل مشاريع صغيرة داخل الشركة يمكن أن تدخل إيرادات للحديد والصلب.
وقال المهندس سامى عبدالرحمن، رئيس شركة الحديد والصلب السابق، أن شركة الحديد والصلب كيان عظيم يستحق التطوير وهناك جدوى عائد اقتصادى كبير من إعادة هيكلته،
وأوضح أن أهمية مصنع الحديد والصلب هى أنه الوحيد على مستوى مصر الذى يعتمد على الخامات المحلية، وكل الشركات تستورد الخام من الخارج بينما مصنع حلوان خاماته موجودة فى الواحات البحرية، حيث إن المصنع لديه الاحتياطى استراتيجى لمصنع الحديد والصلب تقدر بـ٢٠٠ مليون طن فى ٤ مناجم كما تملك الشركة بنية تحية قوية وشبكة سكة حديد.
وتابع الحديد والصلب هى الشركة الوحيدة فى مصر التى تنتج ٣٥ منتجًا متنوعًا من الحديد  ولكن  المشكلات تنحصر فى التكلفة المالية المرتفعة، وأسبابها هو الاستهلاك الكبير من الغاز الطبيعى والكهرباء وتقادم تكنولوجيا المعدات، وبناء عليه الهدف من التطوير هو إضافة تكنولوجيا جديدة لاستخدام الطاقة حتى يعود بالأثر على سعر المنتج وعلى أرباح الشركة.
وأوضح أن عروض التطوير التى تلقتها الحديد والصلب فى مناقصة التطوير من ٩ شركات عالمية فى عام ٢٠١٧ جاءت بعد معاينة هذه الشركات المصنعة على أرض الواقع وليس مجرد الإطلاع على دراسة المكتب الاستشارى الإنجليزى ولكن أوقفها خالد بدوى وزير قطاع الأعمال السابق، ولفت أن أفضل حل للتطوير الحديد والصلب  هو التطوير المرحلى الذى من الممكن أن يتم على مدار ٥ سنوات، ولفت أن مشكلة الشركة الكبرى تكمن فى عجزها عن توفير الفحم اللازم للتشغيل وعدم وجود مخزون استراتيجى للفحم، وأضاف أنه ضد فكرة دخول أى مستثمر لتطوير شركة الحديد والصلب فالشركة قادرة على تطوير نفسها ذاتيا من خلال أصولها.
ومر مشروع تطوير الحديد والصلب بالعديد من التحديات والتغيرات منذ البدء فيه  فبعد انتهاء دراسة المكتب الاستشارى الانجليزى « تاتا ستيل « لتطوير إعادة هيكلة الشركة عام ٢٠١٤ وطرح مناقصه لتطوير وتلقى عروض  عالمية فى عهد وزير قطاع الأعمال دكتور أشرف الشرقاوى  من خلال المناقصة العالمية التى  طرحتها الشركة القابضة للصناعات المعدنية فى ٢١أبريل ٢٠١٧ لتطوير وتأهيل خطوط شركة الحديد والصلب، فى ضوء دراسة الجدوى المالية وفنية التى أعدت  بواسطة المكتب الاستشارى «تاتا ستيل» وشملت العطاءات المتقدمة للمناقصة ٩ شركات إيطالية وصينية وأوكرانية وروسية وألمانية من إجمالى ٢٢ شركة سحبت كراسات الشروط، حيث تم فتح المظاريف يوم ١٢ سبتمبر٢٠١٧ آخر يوم لتلقى العروض.
وشكلت لجنه لهذا الغرض لتقوم  بفحص العروض وتقييم كل منها من الناحية الفنية، ويلى ذلك التقييم المالى للعروض، وكانت الشركة على وشك الاستقرار على أحد العروض لتبدأ التطوير، لكن مع تولى خالد بدوى خلفا للشرقاوى اوقف مناقصة التطوير  للدراسه ثم الاعلان قبل تركه الوزارة بشهر عن إعادة تعديل دراسة التطوير والغاء انشاء مصنع جديد لحديد التسليح، ومع تولى هشام توفيق ارتكزت رؤيته على ضرورة تحديث دراسة المكتب الاستشارى الانجليزى قبل التطوير  نظرا  لرجوع الدراسة لعام ٢٠١٤ وحدوث تغيرات فنيه  بالمصنع  وارتفاع فى حجم خسائر الحديد والصلب.
وتنفيذ توصيات المكتب الاستشارى العالمى بضرورة تشغيل أفران الشركة تجريبيًا بكامل الطاقة الإنتاجية الممثله فى فرن ٣ و٤  لمدة أربعة أشهر حتى ليتسنى إجراء تقييم فنى دقيق للأفران وتحديد احتياجات التطوير، وذلك بالتوازى مع مشروع تحسين جودة خام الحديد وزيادة تركيز المعدن به من خلال الدراسات الفنية للمناجم.
تراجعت مبيعات الحديد والصلب خلال 5 أشهر من العام المالى 2018-2019 بنسبة 2.53%، على أساس سنوي، وقالت الشركة فى  آخر بيان لها للبورصة،أنها حققت صافى مبيعات من بداية يوليو حتى نوفمبر الماضى بقيمة 469.16 مليون جنيه، مقابل مبيعات بلغت 481.351 خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى.
وبلغت إيرادات الشركة خلال 5 أشهر من العام المالى الجارى نحو 640.067 مليون جنيه وحققت الشركة مبيعات محلية خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضى بقيمة 248.7 مليون جنيه، مقابل مبيعات بلغت 297.7 مليون جنيه فى الفترة المقارنة من 2017 وبلغت إيرادات نشاط الشركة الجارى خلال الفترة بنهاية سبتمبر الماضى نحو 363.3 مليون جنيه، وكانت المؤشرات المالية لشركة الحديد والصلب المصرية خلال التسعة أشهر المنتهية فى مارس 2018، أظهرت ارتفاع خسائرها هامشياً على أساس سنوي، فقد حققت خسائر بلغت 456.6 مليون جنيه خلال الفترة من يوليو إلى مارس الماضي، مقابل خسائر بلغت 441.7 مليون جنيه فى الفترة المقارنة من العام المالى الماضى.