التقوى
روزاليوسف اليومية
فى كل يوم من أيام الشهر الفضيل نعرض لقرائنا أحد الطرق التى تصل بنا إلى الإيمان الحقيقى والتى لا يمكن للمؤمن ان يستغنى عنها فى سيره إلى الله.
التقوى لها صور كثيرة والتحقق بأحدها تجعل لصاحبها البشرى بالجنة :» ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» فالآية تبدأ بأنه لا حزن على ان أولياء الله لا خوف عليهم خاصة أنهم كانوا يتقون لأن التقوى صفة أهل الجنة ولهم البشرى فى الدنيا والآخرة، والإنسان يمكن أن يعرف أن لديه بعض التقوى منها أن يسعد الإنسان بإسعاد غيره، وإذا فعل أى عمل يصلح المجتمع، كما أن الإيمان والاستقامة هى التقوى وتجعل الإنسان وهو على فراش الموت من المبشرين لكونهم اتقياء باستقامتهم وإيمانهم، فيتبسم الإنسان ويبيض وجهه أثناء الموت.
فبشرى المتقين فى الدنيا تكون بالسرور فى القلب عند الممات طمأنينة وفى الأخرى بشرة بأن يكون الإنسان تحت شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم، ولذلك يقول الله تعالى: «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب»، كما أن سيدنا يوسف بين سبب انفتاح الدنيا له بقوله: ومن يتق ويصبر «فالتقوى أن نتقى الله ونوقن بأن الله يرانا».
وسيدنا على بن أبى طالب يقول: إن التقوى بالعمل بالتنزيل والخوف من الجليل والاستعداد ليوم الرحيل، فالإنسان بتقواه أن يراعى الله فى كل شيء، فالتقوى وقاية من النار وفى حديث البخارى أوضح لنا التقوى فى التعامل مع كل شيء، وهو حديث التوسل بالعمل الصالح وهو حديث الثلاثة الذين لجأوا فى الغار احتماء من المطر، وهذا يبين العمل الصالح وأهميته وكيف أنه تقوى من الله، فعندما احتبستهم صخرة كبيرة أغلقت عليهم باب الغار ذكر كل منهم عملا صالحا قام به، فانفرجت عنهم الصخرة.
د. مجدى عاشور