الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المثقفون فى رمضان

المثقفون فى رمضان
المثقفون فى رمضان




يتميز شهر رمضان بطقوسه الخاصة على المستوى الديني والاجتماعي والثقافى، وفى ظل الحضور الكبير لمفهوم الطقوس فى المجتمع المصري على مدار تاريخه منذ المصريين القدماء وحتى الآن، «روزاليوسف» تحاور طوال أيام شهر رمضان مجموعة من المبدعين والمبدعات حول طقوسهم فى رمضان وكيف ينعكس الشهر الكريم على إبداعهم.

 

الناقد محمود عبد الشكور: فرصة أكبر للقراءة والذهاب إلى الأوبرا

 

 كتب - إسلام أنور

يقول الكاتب والناقد السينمائى محمود عبد الشكور عن طقوسه وذكرياته مع رمضان: شهر رمضان بالنسبة لى مسافة زمنية فاصلة بين شهور السنة، ابتعد بالطبع عن مشاهدة الأفلام، والكتابة عنها، ولكنى أتابع أيضا الدراما التليفزيونية، أو بمعنى أدق بعض المسلسلات، لأنه لا يوجد عاقل ولا ناقد يمكنه أن يتابع كل ما يعرض، ولذلك أقول فى نهاية الشهر أننى أختار الأفضل فيما شاهدت، وليس الأفضل على الإطلاق.
 من ناحية أخرى، تكون هناك فرصة أكبر للقراءة، ويكون ذلك عادة قبل الإفطار، حيث يكون الذهن أكثر صفاء، ولا أنسى أننى قرأت كتباً كثيرة فى رمضان ، أبرزها كتاب ألف ليلة بأجزائه الكاملة، والأعمال الكاملة ليوجين يونيسكو، من الطقوس أيضا الذهاب إلى الأوبرا، ربما لحضور حفلة غنائية أو للإنشاد الدينى، وكذلك للقاء الأصدقاء، وهناك بالطبع دعوات وعزومات الإفطار، وهى كثيرة ومتنوعة.
 بالمناسبة فى سنوات التسعينيات، كنت أتابع فى سينما مترو وسينما أوديون برنامجا سينمائيا حافلا، حيث يعرضون فيلما أجنبيا كل يوم فى رمضان بعد الإفطار، أى 30 فيلمًا فى الشهر من الأعمال القديمة، أتذكر أننى شاهدت فى هذا البرنامج أفلاما مثل ألدورادو وسلسلة الشيطان فلينت، لا أعرف لماذا توقفت الآن عروض ريبرتوار الأفلام الأجنبية القديمة فى سينما مترو وأوديون، وبالمناسبة أيضا كانت أوديون قاعة واحدة كبيرة وكذلك سينما مترو.

 

 الكاتب أحمد شوقى على: حنين لذكريات الطفولة

 

يقول الكاتب أحمد شوقى على عن ذكريات وطقوس مع رمضان: الصيف قاس، أو قل أنى لا أحبه. أكره فيه القيظ وانقضاء الليل سريعًا، لكننى طفل، كنت أحسب السنين فى انتظار أن يأتى رمضان صيفيًا.
فى طفولتي، كتلميذ فى الابتدائي، كنت أعرف رمضان باختبارات منتصف العام، مرة سألت مدرسة الدين الفصل، فى أى شهر يحل «العيد الصغير»، فرفعت يدى فى حماسة حتى انتبهت إلى وطلبت منى الإجابة، وقلت فى غير تردد إن العيد الصغير يأتى فى شهر «اثنين»!
كنت لا أحب رمضان الشتاء، لأن اختبارات نصف العام تحرمنى من الاستمتاع بأيامه الأولى التى تضيع فى استذكار موادى الدراسية، كانت أمى تسمح لى بأن أفطر فى أيام الامتحانات، لكنها كانت تمنعنى من مشاهدة التلفاز إلا فى أثناء تناول وجبة الإفطار عقب آذان المغرب، كانت الأمهات رحيمة بأطفالهن فى تلك الأيام التى كان خيطها الأسود يتضح فى الخامسة، ولا أعرف لم باتت قلوبهن الآن قاسية يجبرن أطفال ربما لم تتعد أعمارهن السنوات السبع على الصيام حتى الثامنة مساءً!
المهم. كان رمضان الذى يعنى لى لسانا جافًا أتباهى به أمام أقرانى فى الفصل نهارًا، لا تكتمل متعته بالقدرة على ممارسة العبادة كالكبار وحدها، وإنما فى لمتنا، نحن العيال فى حوش البيت، صبيان وبنات، نضرب مدافعنًا فى كل وقت يتاح لنا فيه ذلك، أدخر أيامًا لأجمع جنيه ونصف من أجل ذلك المدفع، أحملهم إلى الحداد، ليصنع ثقبًا غير غائر فى اسطوانة مصمتة بحجم إصبع وقطر مساو لقطر موزة، قبل أن يلحمها فى ذراع من الحديد، ذراع طويلة تحمى أيادينا من شرار البارود، أخبئه من والدى حتى لا يصادره مني، وأتحمل لعنات أمى التى تشتكى من ضياع أعواد الثقاب التى أملئ ببارودها المكشوط فوهته قبل أن أسدها بمسمار مبروم أشده بـ«أستك تدكيك» الملابس، حتى لا يطير فيضيع إثر انفجاره الصغير، أو يقفز فيفقأ عيني!
كان رمضان هو فسحتنا نحن الأطفال خلال العام، وليس فى حنينى إليه سبيل لإدراك طفولتى الغابرة، وإنما حنين لفسحة كنا نروح فيها عن أنفسها بكل ما يحمله الترويج من معان غيبية ومادية، كان القليل المطروح أمامنا يكفينا، لأننا كنا ندركه كله، الآن يأتى رمضان فى الصيف، وأنا غير محتاج إلى أجازة صيفية، فيخرج لى لسانه ربما، فلم يعد لدي، رغم الكثير المتاح، ما قد أعتبره فسحة أروح فيها عن نفسى.

 

الكاتبة هند جعفر: مساحة أكبر للقراءة

 

الكاتبة هند جعفر تقول عن علاقتها بشهر رمضان: عمليًا لا يختلف الأمر فى رمضان عن بقية الشهور بالنسبة لي. بشكل عام لا أكتب بشكل يومى فى بقية شهور العام ولذا لا مشكلة لدى فى التعاطى مع الأمر فى رمضان.
عمومًا أفضل الكتابة ليلًا، ولكن فى رمضان بسبب تغير ساعات عملى الوظيفية أتمكن قليلًا من إفراد مساحة أكبر للقراءة، لا أنكر أن تأثير قلة المنبهات (الشاى تحديدًا) يزعجنى ولكن أحاول تعويض الأمر فى الفترة الممتدة من بعد الإفطار وحتى السحور.
لا أشاهد الدراما والبرامج فى رمضان منذ حوالى ثمانية أعوام بالتحديد بعد قيام ثورة يناير إلا فيما ندر وما ندر هنا يقع فى دائرة الصدف.