الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طقوس رمضانية من قلب القارة السمراء

طقوس رمضانية  من قلب القارة السمراء
طقوس رمضانية من قلب القارة السمراء




عن طقوس وعادات شهر رمضان فى عدد من الدول الإفريقية يتحدث د.عدلى سعداوى عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل جامعة الفيوم لـ»روزاليوسف» فيقول: كان لشهر رمضان فى إفريقيا جنوب صحراء الكبرى مميزاته، والتى جعلتها مختلفة عن أخرى، لامتزاج ثقافات شعوب تلك المنطقة العريقة وعاداتهم الأصلية مع مجيء الإسلام وتعاليمه، مما يعنى أن لثقافات وعادات رمضان تاريخا طويلا فى جنوب صحراء القارة، والذى يستحق من الباحثين الوقوف فيه لدراسته دراسة علمية، من الغرابة بمكان أن جل الأحاديث التى تتناول رمضان فى إفريقيا، يهتمّ أصحابها بشكل كبير بأخبار حرارة الأجواء التى يصوم فيها الأفارقة - مع أنها ليست مختلفة عن البلدان فى شمال القارة وخارجها، الأمر الذى يؤدى بهم إلى أن يتركوا وراءهم نشاطات شعبية رمضانية كثيرة هى أكبر أهمية وروعة من تلك التى يتداولونها فيما بينهم، فشهر رمضان لدى مسلمى جنوب صحراء القارة وقت للعبادة وتنقية الروح والتأمل والإخاء، وعلى الرغم من أن الملايين من المسلمين يشاركون فى الاحتفال بهذا الشهر، وأن التواريخ والأوقات لحلوله مشتركة دوليا وإفريقيا، إلا أن لدى الأفارقة وجهات نظر من المحتمل أن الكثيرين لم يسمعوها من قبل. هناك أقسام ومحاور كثيرة تحت الحديث عن رمضان فى منطقة القارة الإفريقية، غير أن هذه المحاور أكثر وأضخم من أن يكتب عنها شخص واحد، بسبب اختلاف وخصوصية كل دولة، كما أن ثقافة رمضان فى إفريقيا وجمع عادات كل البلدان وخصوصيتها ليست عملية سهلة، ومثل هذا المشروع لا يمكن بحال أن يقوم به فرد أو حتى عدة أفراد.. وإنما هو مشروع جماعي؛ لتعدد الثقافات بإفريقيا ولكى نفهم طبيعة وعادات رمضان وصيامه فى أفريقيا جنوب الصحراء، علينا أخذ نموذجا ولو مختصرا جدا من بعض بلدانها - على سبيل المثال فقط. نيجيريا: مع أنها دولة تجمع المسلمين وغيرهم، إلا أن أداء رمضان فيها - على الرغم من تعدد الثقافات فيها - لا يختلف كثيرا عن غيرها من البلدان المجاورة. ومع ذلك، فإنها تتميز بطقوسها المتميزة، وخصوصا فى ليلة استطلاع هلال الشهر إلى آخر أيامه. فالنيجيريون يحتشدون ويطوفون شوارع المدن محتفلين بقدوم شهر الصيام، ومن الجدير بالذكر أن مسلمى نيجيريا يعتمدون على رؤيتهم الخاصة لهلال رمضان، فهم لا يتبعون أو يقلدون أى دولة أخرى ثبت لديها رؤية الهلال. وتعد الفاكهة جزءا رئيسيا من رمضان فى نيجيريا، حيث يبدأ العديد من المسلمين النيجيريين إفطار صيامهم مع الفاكهة قبل أن يستقروا لتناول وجبة المساء الكاملة. ويفضل الكثيرون أن يفطروا مع الأهل والأصدقاء والأسر المتجاورة، فتجمع الأوانى من البيوت وتوضع فى أماكن قريبة من المساجد، وبعد أداء الجميع صلاة المغرب، يجلس الرجال فى مكانهم والنساء فى مكانهن لتناول الإفطار.

فرق المسحراتية

تعتبر المسحراتية ثقافة رمضانية قديمة فى نيجيريا، والتى تفرع منها نوعان من الفرق الشعبية فى جنوب نيجيريا، وهما «أجى سارِي» و «أجِيْ وَيْرَى»، فالأول أقرب إلى مفهوم المسحراتية من الثانى لأنه يتولى إيقاظ المسلمين للسحور، والثانى أقرب إلى نشاط ترفيهى رمضانى بُعيد التراويح إلى وقت السحر، وقد تطورا من مفهوم المسحراتية القديمة فى تاريخ البلاد إلى نوع جديد من أنواع «الموسيقي» النيجيرية والذى يعرف حاليا بـ«فُوجى»، وتسمى جماعات المسحراتية «أجِى سَارِى» فى نيجيريا بـ«فرق الإيقاظ»، وهى تتكون من مجموعات من الشباب يتجولون بين المنازل والبيوت والمعارف لإشعارهم بدخول وقت تناول السحور، وهم يضربون الطبول، أما فى تشاد، بوسط إفريقيا: فهى لا تختلف كثيرا عن غيرها. فمسلمو تشاد يستعدون لرمضان قبل حلوله بحوالى شهرين. ويتهيئون لإستقباله منذ بدايات شعبان والذى يطلق عليه فى العامية التشادية «قصير» ، وذلك تشوقا واستعجالا لشهر رمضان. كما أن الزواج من أهم مظاهر احتفال مسلمى تشاد بشهر رمضان، حيث يحاول الكثيرون منهم إتمام زواجهم قبل قدوم هذا الشهر. ويعتمد التشاديون بشكل عام فى تحرى هلال رمضان على الأفراد من مختلف أصقاع البلاد بجانب الاعتماد على تحرى الهلال فى المملكة العربية السعودية والتى بناء عليها يتقرر الصيام من عدمه. ولذلك يهتم التشاديون بأجهزة المذياع فى يوم الشك بعد صلاة المغرب مباشرة ليأتى صوت إمام المسلمين فى بيان من مجلس الشئون الإسلامية لتأكيد أو نفى ثبوت رؤية الهلال، و تشهد المساجد والساحات العامة أذكارا وابتهالات حتى آخر شهر الصيام، حيث تعج هذه الأماكن بأناس من مختلف الفئات والأعمار. إضافة إلى ذلك، فإن تشاد فى رمضان تمتاز أجواؤها بالدفء العائلى والأخوى.