الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أردوغان يدق المسمار الأخير فى نعش تركيا

أردوغان يدق المسمار الأخير فى نعش تركيا
أردوغان يدق المسمار الأخير فى نعش تركيا




كتبت – خلود عدنان


وصلت التوترات بين الولايات المتحدة وتركيا إلى نقطة الغليان بشأن التزام الرئيس رجب طيب أردوغان بشراء منظومة صواريخ أرض - جو الروسية من طراز إس-400 مقابل 2.5 مليار دولار.
وفى خطوة لا تخلو من الغباء السياسي، أعلن مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركية بالأمس عن تقديم موعد تسلم الصفقة الروسية؛ لتكون فى يونيو بدلا من يوليو.
وبهذا القرار يفتح أردوغان على نفسه أبواب جهنم، إذ ستنفذ أمريكا تهديداتها ووعيدها، ليبدأ الغزو الاقتصادى على تركيا، فبعد أن جربت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» مزيداً من العقوبات لثنى تركيا عن شراء منظومة الدفاع الجوى الروسية إس-400. وقد قاومت أنقرة ضغوطاً من الولايات المتحدة لأخذ صواريخ باتريوت بدلاً من ذلك، على الرغم من أن صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع نظام أسلحة أكثر تقدماً، ومن خلال الدعم الكبير، ستكون صواريخ باتريوت أقل تكلفة من صواريخ إس-400.
وليست تركيا متمسكة فحسب بترتيبات تسليم منظومة إس-400 الدفاعية، فقد أشار أردوغان إلى أن تركيا قد تعمق تعاونها الأمنى مع روسيا، وتسعى للحصول على منظومة إس-500 الدفاعية الأكثر تطوراً من موسكو.
وفى إثارة لغضب المسئولين الأمريكيين والإنجيليين، وضعت تركيا القس الأمريكى أندرو برانسون فى السجن لأكثر من عامين. أراد أردوغان أن يستخدمه كورقة مساومة لتسليم فتح الله غولن، الذى تتهم الحكومة التركية حركته الدينية بالتخطيط لمحاولة الانقلاب عام 2016. وعلى الرغم من إطلاق سراح برانسون، إلا أن العديد من المواطنين والمسئولين القنصليين الأمريكيين ما زالوا خلف القضبان فى تركيا.
وتعاقب إدارة ترامب تركيا بتعليقها تسليم الطائرات المقاتلة من طراز إف-35، وما لم تتحرك تركيا لإلغاء شراء منظومة إس-400 الدفاعية الروسية، فإن نشر طائرات إف-35 إلى جانب منظومة إس-400 أمر بغيض بالنسبة للبنتاجون ولأعضاء الكونجرس الأمريكي.
وبناء على كل ماسبق من حماقات الرئيس التركي، فقد بات خروجها من حلف الناتو أمر مؤكد، وابتعادها عن الدخول فى الاتحاد الأوروبى لم يعد يخفى عن أحد، ووفقا لمعايير الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى متمثلة فى الالتزام بحقوق الإنسان وإجراء انتخابات حرة ونزيهة والتعاون الأمنى كأداة لتقييم أعضاء الناتو، إذا حصلت دولة عضو فى الناتو على درجة فاشلة لعامين متتاليين، فيجب تعليق عضويتها. إذا لم تقم بتصحيح المسار، فيجب طرد العضو فى السنة الثالثة.
وفى ظل ديكتاتورية أردوغان، تحولت تركيا إلى معسكر عملاق للعمل القسري، وبالأمس أصدرت السلطات التركية قرارا باعتقال المئات من موظفى وزارة الخارجية، ممن أشرفوا على اختبارات الالتحاق بالعمل الدبلوماسي، فى السنوات الماضية، بزعم تنفيذ مخطط تآمري، يخدم حركة الداعية فتح الله جولن، الذى تتهمه أنقرة بتدبير مسرحية انقلاب 2016 العسكري.