الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محفوظ وإحسان الأكثر طلبًا .. والباعة يشتكون من ضعف الإقبال




سور الأزبكية من أهم الأماكن التى يحرص رواد معرض الكتاب على زيارتها، بحثا عن كتب قديمة نادرة غير متواجدة الآن ونظرا لرخص أسعار كتبه، يستحق عن جدارة وصفه بـ«نجم المعرض الخفي»، عن نشاط السور هذه الدورة مدى الإقبال وحركة البيع والشراء، قمنا بجولة لاستطلاع آراء الباعة والمشترين، الذين أجمعوا على أن الإقبال هذا العام ضعيف، بسبب عدم استقرار الأحوال والأزمة الاقتصادية التى انعكست على كل شيء بما فيه القراءة.
 

فى ركن صغير من سور الأزبكية يجلس محمد عوض ليبيع كتابه «بنحبك يامصر...قاموس المصطلحات السياسية» بأربعة جنيهات فقط، وعن فكرة الكتاب يقول أنه بعد ثورة يناير أصبحنا نسمع مصطلحات سياسية فرضتها علينا الثورة ولا يعرف عنها المواطن العادى شيئا، لذا أصبح علينا أن نفهم هذه المصطلحات لأنه بالعلم سننجح، لذلك اهتممت بجمع هذه المصطلحات ونقلتها بشكل مبسط ليفهمها عامة الشعب المصرى وليس المثقفون منهم.
 
وعن إقبال الجمهور وحركة البيع والشراء يقول: بالطبع المعرض ككل والسور بشكل خاص متأثر بما يدور فى مصر من أحداث ومظاهرات، فنحن جسد واحد وطبيعى أن نتأثر جميعا بما يحدث فى كل مكان، فجميعنا بداخلنا حزن عميق لكن هذه هى فاتورة الثورة.
 
من الجمهور إحدى الفتيات كانت ترفض التسجيل لأنها كانت منزعجة تماما من أسعار الكتب عموما فى المعرض وقالت عن سور الأزبكية: الناس دى اللى حاسة بينا، التانيين فاكرين اننا فى كوالالمبور.... لشراء كتاب «السر» باللغة الإنجليزية أجده بـ 120 جنيها بينما أجده هنا فى السور بـ15 جنيها فقط! والفرق فقط فى شكل وطبعة الكتاب، أنا أريد أن أقرأ وما يهمنى هو المحتوى وليس الشكل.
 
وعن حركة الإقبال على سور الأزبكية يقول جمال شعيب أحد البائعين: الأحداث التى تمر بها مصر حاليا لا تؤثر فقط على المعرض، إنما على السياحة والاقتصاد، وحتى الناس خايفة تخرج من بيتها لغياب الأمن، أيضا كوبرى أكتوبر مغلق، ونفق الأزهر ومترو الأنفاق يتم إغلاقهم بعض الأوقات فكيف سيتحرك الناس؟ حتى السكة الحديد أغلقت!! طالما لا نعيش فى أمان واستقرار فلن يتحرك أحد من بيته، وقال «بناقص طبعا المعرض» لكن عموما الزبون مهتم أكثر بالكتب الأدبية والكتب السياسية.
 
حسنى حسن أحد بائعى الكتب الإسلامية والتاريخية بسور الأزبكية منذ ما يقرب من 30 سنة يقول: للأسف الإقبال ضعيف جدا عن أى عام سبق بسبب القلق فى البلد، ولم نكن متوقعين أن يكون المعرض بهذا الشكل من حيث حركة الزيارات، وعن الأسعار يقول إن أى كتاب بـ 2 جنيه إنما الموسوعات والمجموعات بأسعار أعلى قليلا.
 
أسامة غريب من بائعى الكتب بالسور منذ 40 عاما مضت يطالب وزير الثقافة بمزيد من الاهتمام بسور الأزبكية، فالباحث الذى يحضر الدكتوراه أو الماجستير يشترى من سور الأزبكية، لأن الكتب والمراجع هنا رخيصة فحكم شعب متعلم أفضل من حكم شعب جاهل، فلو تعلمنا جيدا سنستطيع تطبيق الديمقراطية التى ننادى بها، فلابد من تخصيص مكان أفضل للسور فى المعرض كذلك عمل دعاية جيدة له ولكتبه.
 
رضوى طارق خريجة آداب قسم آثار وحاليا فى مرحلة الدراسات العليا وزميلاتها هديل محمد وروجينا محمد اتفقوا أنهم ينتظرون المعرض وتحديدا سور الأزبكية كل عام لأن كل ما يبحثون عنه من كتب تجده فى السور وبأسعار مناسبة جدا بل أقل من المطلوب، خاصة أنهم يحتاجون كتبا باللغات المختلفة كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وأشاروا إلى أن المشكلة بالسور أنه لا يوجد قاعدة بيانات للكتب الموجودة على مستوى المعرض ككل وليس سور الأزبكية فقط، وهو ما يجب أن تقوم به إدارة المعرض، فالبائع لا يعرف التخصصات المختلفة للكتب التى يبيعها بالتالى فهو يجتهد لتقسيمها فى أقسام التاريخ والإدارة وغيرها إنما فى النهاية لو سألناه عن كتاب معين يرد قائلا: ابحثوا ! وهو ما يستهلك وقتا طويلا، ونقترح أن يتواجد طلبة من الكليات المتنوعة وبشكل تطوعى بالاتفاق مع الباعة لمساعدة الجمهور فى إيجاد ما يبحثون عنه من كتب وسيستفيد الجميع.
 
التقينا المحامى وليد منصور الطالب بالدراسات العليا بحقوق حلوان الذى كان يبحث بين الكتب الأدبية، فقال: السور معتمد على عنصر المفاجأة، ففى كل عام أحدد ما أريده من كتب وأبحث عنها، لكن أفاجأ بكتب أخرى لم تخطر على بالى وأكون فى حاجة لها فأشتريها على الفور، فالسور فى رأيه يتميز بالتعددية والتنوع فى الكتب والأهم الأسعار الزهيدة التى يراها أحيانا أقل من القيمة الحقيقية للكتاب، حتى على مستوى الموسوعات والأجزاء المختلفة للكتاب، واتفق معه فى الرأى زميله الباحث بالحقوق حامد محمد الذى لفت إلى أنه لابد أن يكون هناك تصنيف أفضل فى العرض للكتب.
 
من بائعى الكتب يقف محمد حسن الذى يعتمد على الكتب الأدبية والنقدية يرى أنه فى بداية المعرض كان الإقبال ضعيفا لكن الناس حاليا قاومت وبدأت فى التوافد أكثر على السور وزادت الحركة عن الأيام الأولى نظرا لسخونة الأحداث السياسية، عن أهم ما يقبل عليه الجمهور بسور الأزبكية يقول: الاهتمام أكثر بالكتب الثقافية والأدبية، أما الكتب الدينية والسياسية فزبونها من الباحثين والمتخصصين، والأكثر طلبا أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس والدكتور طه حسين، فالسور يتميز بأنه يبيع النادر من طبعات الكتب وبأسعار زهيدة يتراوح ما بين 2 جنيه و5 جنيهات.
 
أحمد شعبان أحد الباعة للروايات الأجنبية بلغاتها الأجنبية بالسور يقول الإقبال هذا العام قياسا بالعام السابق أقل بكثير، لكن الحمد لله معظم الرواد يشترون الكتب، وهناك اهتمام واضح بالكتب والروايات الأجنبية أيضا.
 
محيى الدين زكى صاحب مكتبة المعارف الأزهرية بالسور يرى أن الإقبال هذا العام جيد جدا رغم الأزمة السياسية، فالقارئ خاصة قارئ التراث لا يقف عند هذه الأزمات، وأنه على مستوى مكتبته هناك حركة جيدة جدا للبيع خاصة للموسوعات والأجزاء الكاملة من كتب التراث الإسلامى النادرة أكثر من أى عام والحمد لله، عن الأسعار أغلى كتاب يقدر بـ 10 جنيهات إنما الكتب النادرة والموسوعات تكون أعلى سعرا لأنها صعب الحصول عليها.
 
وسط باعة السور وجدنا ركنا يبيع مستنسخات من لوحات المستشرقين وكتبا إنجليزية عن تاريخ مصر، فأبدى البائع ضيقه لأن زبائنة من الأجانب غير موجودين بالتالى لا توجد أى حركة للبيع لديه وهو ما أزعجه بشدة وتمنى أن تستقر مصر حتى يعودوا مرة أخرى.
 
زكذلك حسام سعيد الذى يبيع كتبا باللغة الإنجليزية، ويعانى من عدم تواجد زبائنه مثل كل عام نتيجة للظروف التى نعيشها، وأكد أن البيع طول العام فى السور بالعتبة ضعيف وليس فى المعرض فقط.