الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العفو

العفو
العفو




د. مجدى عاشور

فى كل يوم من أيام الشهر الفضيل نعرض لقرائنا  أحد الطرق التى تصل بنا  إلى الإيمان الحقيقى والتى لا يمكن للمؤمن ان يستغنى  عنها فى سيره إلى الله.

صفة العفو أمر بها الرسول  ودعا إليها، ويقول تعالى: «لا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِى الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»  وهذه الآية نزلت فى الصديق أبو بكر  حيث كان سيمنع عطية كان يعطيها لرجل أخطأ فى حق ابنته، والعفو يمحو الذنب وتصير الصفحة بعده بيضاء ومن هنا دعانا للعفو، ولقد قال تعالى: «فمن عفا وأصلح فأجره على الله» فصفة العفو أمرنا الله فى مواطن كثيرة.
والعفو خلق من أخلاق الأنبياء المرسلين: ويتمثل ذلك فى سلوك قدوتنا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أجمل الناس صفحًا وعفوًا وقد بلغ القمة العالية فى ذلك كما هو شأنه فى كل خلق من الأخلاق الكريمة؛ كان عفوه يشمل الأعداء فضلًا عن الأصحاب وقد كان يتلقى من قومه الأذى والعداء فيعرض عن ذلك ثم يعود إلى دعوتهم ونصحهم كأنه لم يلق شيئًا منهم.
 وكلما يعفو الإنسان عن أحد الله يقرب الإنسان للجنة، وعلى الإنسان أن يعلم أنه كلما يعفو عن أحد يتقرب لربه، وهذا هو المعنى الحقيقى للعفو حتى يكون هناك أمان وسلام. ونريد من الناس أن تبحث عن مصالحها  لكن عليها ألا تضر مصالح الآخرين، وأن يتحققوا بالعفو، فالرسول علمنا العفو  «خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين» حتى أن القرآن قال لنا إن العفو من الإنفاق.