الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الأبرياء» لم يكمل يومه الثلاثين.. واتهامات لرئيس قطاع الإنتاج الثقافى بملاحقة العروض الجادة




عادت من جديد الاتهامات للمسئولين عن المؤسسة المسرحية بتعمد إغلاق العروض الناحجة لمجرد أنها تهاجم الإخوان وذلك بعد أن قرر رئيس البيت الفنى ماهر سليم إغلاق عرض «الأبرياء» قبل أن يتم 30 ليلة عرض للمخرج أحمد إبراهيم وبطولة فايزة كمال لأن العرض على حسب قول مخرجه يهاجم الإخوان المسلمين!!

لم يكن هذا هو العرض الأول الذى يواجه هذه الأزمة بل سبق وواجهت عروض أخرى نفس المشكلة وتجاوزت المسألة حدود التهديد وأغلقت بالفعل كان على رأس هذه العروض «عاشقين ترابك» للمخرج محمد الشرقاوى والذى حرم عرضه من مشروع الرعاية حتى لا تتجاوز أيام عرضه الثلاثين يوما،  وكذلك أغلق عرض «حنظلة» للمخرج إسلام إمام و«ليل الجنوب» لناصر عبد المنعم و«فى بيتنا شبح» لعصام السيد،  وتخلت وزارة الثقافة عن الأعمال الجيدة فى مقابل إنتاج عروض هزيلة وضعيفة حيث فضل القائمون على المسرح أن توزع الميزاينة المتاحة على جميع الفرق بدلا من الحفاظ على الأعمال المسرحية الجادة واستمرار عرضها على خشبة المسرح فعن أزمة عرض الأبرياء تقول بطلته فايزة كمال:

لم نعرض سوى 15 يومًا فقط ثم قيل لنا سيغلق العرض لعدم وجود «فلوس» كافية وبعد أن احتج فريق العمل وافقوا على منحنا ستة أيام تبدأ من اليوم الأحد،  وأعتقد أن كل هذه مجرد حجج لأننى أتساءل كيف انتهت الميزانية وهم يسعون لإنتاج عروض جديدة،  هذا شىء غريب ولا نفهمه خاصة ونحن نقوم ببروفات منذ ثلاثة أشهر كاملة وتحملنا مشاكل منطقة العتبة طوال هذه الفترة ثم يأتون فى النهاية ليقولوا أننا لن نستكمل أيام عرضنا لأن هناك عروضًا جديدة!


وعلقت الدكتورة فاطمة المعدول رئيس قطاع الإنتاج الثقافى السابق على الأزمة التى يواجهها المسرح حاليا قائلة:

      المشكلة أنهم جعلوا شخصا واحدا يتحكم فى كل شىء وهو خالد عبد الجليل رئيس قطاع الإنتاج الثقافى وبالتالى لابد أن يشرف المسرح على كارثة لأنه مع احترامى هو ليس له أى علاقة بالمسرح إلى جانب أن رئيس قطاع الإنتاج الثقافى منصب إدارى وليس له أى علاقة من قريب أو بعيد بإدارة المؤسسات بشكل مباشر وأذكر أننى عندما توليت هذا المنصب كنت لا أتدخل فى أى شىء لأن رؤساء القطاعات ليسوا سكرتارية بل هم على درجة وكيل وزارة ولابد أن يقوموا بمهامهم،  لكن خالد عبد الجليل يتدخل بشكل سافر وكان كل همه أن يغلق عرضى عصام السيد وناصر عبد المنعم فهو يتعمد تطفيش المسرحيين الأكفاء حتى يظهر هو على السطح فبدلا من إغلاق العروض كان عليه ترشيد الميزانية واستغلالها بشكل جيد.

وتضيف: المسرح عادة يقدم لجذب الجمهور وليس لتشغيل موظفين فنحن لا نعمل بجمعية تعاونية هذه مؤسسة مسرحية من حق الكل أن يعمل لكن المهم هى العروض الناجحة الجاذبة للجمهور لأننا نقدم أعمالاً جماهيرية، ولابد أن تكون هناك عروض تجريبية لكن لا يجب أن يقتصر المسرح عليها فقط وفي النهاية أري أن تصرفات عبدالجليل ترجع لكونه ابن هذه المرحلة فهو يليق بالمرحلة فمثله مثل حكام الإخوان تماما!
أما الناقد المسرحى الدكتور حسن عطية فكان له رأى آخر: لابد أن تعمل المؤسسات المسرحية بمنطق العدالة الاجتماعية فى توزيع ميزانيات العروض فيجب أن يعمل الجميع،  إلى جانب أنه لم تكن هناك عروض مسرحية ناجحة الفترة الماضية كما يدعى البعض فلا أحد يشهد لهذه الأعمال بأنها قوية وحققت نجاحا سوى أصحابها!!


ويقول: ففى رأيى أنه لم تقدم عروض ناجحة بالبيت الفنى للمسرح طوال الفترة الماضية إلا عرض «ليل الجنوب» وباقى الأعمال كانت ضعيفة لأنها عروض غير قادرة على جذب الجمهور،  فعلى سبيل المثال عرض «الأبرياء» يعرض مع عرض «سلقط فى ملقط» بمسرح الطليعة و«سلقط فى ملقط» أكثر جرأة فى انتقاد النظام الحاكم وأكثر جودة فنية من «الأبرياء»،  لأن الحقيقة هى أن عرض «الأبرياء» ضعيف ولم يأت بجمهور فلا يصح عندما يفشل عرض فنيا أن نقول أغلق لأنه يهاجم الإخوان،  وخلال الفترة الماضية رأيت عروضا تكلفت مبالغ مالية باهظة وفى النهاية لم تأت بعائد مادى يذكر لذلك حرام أن تستمر خاصة وأن هناك آخرين لديهم أعمال معلقة فأين تحقيق مبدأ العدالة عندما نمنح أعمال مسرحية أيامًا ووقتًا على حساب أعمالاً أخرى فعلى المسئول هنا تحقيق تكافؤ الفرص،  كما أن هناك شيئا مهم لابد من الإشارة إليه أن العروض المسرحية للأسف أصبحت غير مستفزة للجمهور وليست على مستوى الحدث الثورى الذى تمر به مصر الآن،  بينما أذكر فى الستينيات أن الأعمال المسرحية الجيدة كانت تتسبب فى حدوث مظاهرات بعد مشاهدتها لكن الأعمال الحالية ليست كذلك على الإطلاق فالمسرح للأسف أضعف من نبض الشارع.