الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كابوس «أردوغان».. استعادة إسطنبول

كابوس «أردوغان».. استعادة إسطنبول
كابوس «أردوغان».. استعادة إسطنبول




كتبت - خلود عدنان


الاقتصاد فى القاع، والتضخم والبطالة فى القمة، علاقات فى أسوأ حالاتها مع الولايات المتحدة بسبب عدة قضايا منها سوريا وإدلب وإس 400، كل ذلك لم يكن سببا كافيا ليؤرق منام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ولكن استعادة اسطنبول، هى كابوس أردوغان، والتى خاطر بحياته السياسية من أجلها ويحاول الآن الرقص على الحبال من أجل استرضاء الأتراك قبل موعد إعادة الانتخابات فى 23 يونيو.  
فرصة أخيرة قد لا ينالها أردوغان مرة أخرى، هكذا يرى الكاتب التركى صباح الدين أنتيبار، فى مقاله بموقع «اوضا تى في» التركية، فإذا فقد أردوغان اسطنبول فى جولة الإعادة، قد تنهار كل طموحاته وسينسحب البساط من تحت قدميه وربما نرى تركيا فى 2023 برئاسة أكرم إمام أوغلو المعارض الأبرز على الساحة السياسية، لذا ستكون تلك الانتخابات مصيرية بالنسبة للرئيس التركى ورجاله.
أعداء أردوغان يزدادون يوما تلو الآخر، منهم جول باباكان وداود أوغلو المنشقين من حزب العدالة والتنمية، واللذين جمعا توقيع حوالى 30 نائبا وافقوا على الانضمام لحزب العدالة والتنمية الجديد، وفقا لـ«اوضا تى فى».


«غضب الشعب يتصاعد»
إرضاء الأتراك أمر صعب، خاصة بعد المعاناة التى يعيشونها بسبب ارتفاع الأسعار، وارتفاع نسبة البطالة، والقرارات التعسفية التى تصدر بموجب حالة الطوارئ، وذلك كان سببا فى غليان الشارع التركى فى الآونة الأخيرة.
مع تردى الأوضاع الاقتصادية فى تركيا فى الأشهر الأخيرة، المناقضة للوعود المستمرة من حزب العدالة والتنمية بتحسن الأوضاع المعيشية والأسعار، بدأ غضب الشارع التركى يتصاعد يوما بعد يوم، وسط ترقب من الحزب الحاكم، خاصة بعد تصريحات أردوغان الاستفزازية للمواطنين «نحن نشبع بطونكم. ونلبى كافة احتياجاتكم. وبالرغم من ذلك لا تصوتون لنا».
التصريحات أثارت موجة من الغضب، وزاد المواطنون من حدة انتقاداتهم لتصريحات أردوغان الاستفزازية، قائلين: «من يدفع مصروفات القصر الجديد؟ من يتحمل مصروفات السيارات والطائرات والوقود؟ من يدفع مرتبات مستشارى الرئيس؟ كما أشارت استطلاعات الرأى بقناة «يول» إلى انخفاض شعبية أردوغان والحزب الحاكم خاصة فى اسطنبول.


«أيوب نفد صبره»
بسبب فقره وفقدانه وظيفته، أقدم مواطن تركى عاطل عن العمل يدعى أيوب على إشعال النار فى نفسه ببلدة شاهين بأى فى مدينة غازى عنتاب التى يتولى حزب العدالة والتنمية رئاسة بلديتها، بعدما رفضوا توظيفه.
ونُقل أيوب إلى وحدة العناية المركزة نتيجة لإصابته بحروق شديدة، غير أنه لم يتمكن من الصمود سوى أربعة أيام ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
ولم تقدم بلدية شاهين باى واجب العزاء لأسرة أيوب المكلومة.
وتشير إحصاءات البطالة لهيئة الإحصاء التركية إلى ارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى من مليون و376 ألف شخص خلال شهر فبراير هذا العام إلى 4 ملايين و730 ألف شخص، كما ارتفعت معدلات البطالة بنحو 4.1 فى المائة لتسجل 14.7 فى المائة.


المركزى يخضع لضغوط المستثمر الأجنبى
وفى محاولة لتدارك الوضع الاقتصادى المتأزم خفض البنك المركزى التركى بصورة كبيرة سعر الفائدة الرئيسى بـ150 نقطة أساس، ليصبح سعر الفائدة الخاص بإعادة شراء الأوراق المالية 24%، مقارنة بـ5.25% لليلة واحدة.
وكان أردوغان الذى يطلق على نفسه «عدو أسعار الفائدة»، رفض فى مناسبات عدة رفع أسعار الفائدة رغم الهبوط الحاد فى قيمة الليرة، ولكنه فى النهاية استجاب لضغوط المستثمرين الأجانب، بعد أن قام أغلبهم بتصفية حساباته ومغادرة تركيا على إثر الأزمة الاقتصادية،  لذا خضع البنك المركزى لضغوطهم بسبب ما يتردد عن وجود احتياطات أجنبية بما يزيد على 20 مليار دولار لا يتم احتسابها، وفقا لوكالة «بلومبرج».
ولازالت الليرة التركية تعانى من انهيار متواصل، فمنذ العام الماضى فقدت نحو نصف قيمتها، وأنهت العام على تراجع بنحو 30%، وذلك لأسباب من بينها توتر العلاقات مع الولايات المتحدة والمخاوف المرتبطة باستقلال البنك المركزى.