الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روزاليوسف تكتب:

روزاليوسف تكتب:
روزاليوسف تكتب:




فى يوم الجمة الماضى وبعد أن انتهينا من مهمة تحرير المجلة بالتمام والكمال، جلست وحولى حضرات المجاهدين من محررى المجلة فى فناء الدار.

وكانت الشمس ساطعة ترسل الدفء فى الأجسام.. والدفء عادة يبعث للنفس والفكر بالكسل والخمول.
وخمدت حركتنا وخفت حديثنا وانتهينا إلى أن شغل كل منا بأفكاره وكانت وجوهنا تعبر من وقت لآخر عما يعتمل فى نفوسنا أما أوجه زملاء المحررين فكانت جميعها بغير استثناء تعبر عن فكر واحد.. عن فرحهم بحلول موعد القبض وهم إلى أن يتم ذلك يتمسحون بى ويكيلون لى المدح فى ألفاظ لم أتعود سماعها منهم طيلة أيام الأسبوع.
وطال تفكيرى وأحس زملائى بأنى جادة فى تفكيرى ورأوا أن استمرارى على ذلك قد ينتهى إلى تأجيل «القبض» إلى الأسبوع المقبل فقال أحدهم.
بالذمة بتفكرى فى إيه يا ست؟؟
ولم يخرجنى سؤاله عن المضى فى تفكيرى ولكنه عاود سؤاله وشاركه فى ذلك باقى الزملاء فقلت فى لهجة خطيرة بعد أن أسبلت على وجهى قناعا من الجد والوقار.. لو كنت نايبة!!
وبهت زملائى لهذا التمنى اللى مش وقته فقال زميل مفلس جرى إيه يا ست ما تخليك فرايحى شوية.
فابتسمت لهم مشجعة وقلت: أنا قصدى لو كنت عضوا فى مجلس النواب أيوه أمال قولى كده - ثم أدرك رنة الاستهزاء فى كلامى فاستدرك ما أنا فاهم.. وإيه يعنى؟ حا تعملى إيه..
فصمت قليلا أستجمع أفكارى ثم قلت.. اسمع أنت وهوه لو كنت عضوا فى مجلس النواب كنت جعلت مكرم المحسود لا يجرؤ على احتكار وقت المجلس بسجعاته البايخة وكنت طالبته بتنفيذ وعوده التى اعتاد أن يلقيها على المجلس جزافا معتقدا - وله العذر - أن أحدا لن يحاسبه عليها.
لو كنت عضوا فى مجلس النواب لطالبت بتعديل قانون الانتخاب وإعطاء السيدات حق الانتخاب وحق التمثيل.
لو كنت عضوا فى مجلس النواب لقدمت استجوابا لرئيس الوزراء عن «هل المادة الدستورية التى تقول إن دين الدولة الرسمى هو الإسلام» معمول بها أم ألغيت وإذا كان معمولا بها فكيف يجوز لرفعته وهى حامى حمى الدستور أن يطلب تدخل السفير البريطانى لمنع الدروس الدينية وكيف يمانع فى إقامة حفلة دينية تقليدية بمناسبة تتويج الملك.
لو كنت عضوا فى مجلس النواب لدافعت عن الصحافة وحريتها وامتيازاتها ولطالبت بتنفيذ قانون رفعة ماهر باشا فى هذا الخصوص.
لو كنت عضوة فى مجلس النواب لساعدت الفن وأخذت بيده ولعملت على رفع مستوى زملائى سابقا وضمنت لهم حياة أكثر راحة وأكثر استقرارا.
لو كنت عضوا فى مجلس النواب وتوقفت عن الكلام لأسترد أنفاسى وأخذت أتفرس فى وجوه زملائى لأرى مبلغ تأثير كلامى فرأيتهم والشهادة لله مأخوذين من سحر خطابى وخيل إلى أن أرواحهم سمت وارتفعت إلى ما فوق المادة فوجدتها فرصة للهروب تاركتهم فى انسجامهم قبل أن يطالبونى بأجورهم.
ولكن خاب فألى فما كدت أصل الباب حتى رأيتهم يحيطون بى إحاطة السوار بالمعصم فحاولت أن أرجع بهم إلى حديثنا السابق فقلت: لو كنت....
فقاطعنى خبيث عارفين.. كنت عملتى عنتر...
روزاليوسف سنة 1938