الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صوم الإرهابيين باطل

صوم الإرهابيين باطل
صوم الإرهابيين باطل




فى الوقت الذى يسعى فيه كل مسلم على فعل الطاعات خلال شهر رمضان لنيل الثواب ومحو الذنوب، تظهر علينا جماعات التطرف والإرهاب لتتقرب إلى الله فى رمضان بسفك الدماء وتدعى انها على الحق.. والعجيب أن هؤلاء الإرهابيين ينشرون فتاوى الصوم عبر مواقع التواصل الاجتماعى حول الصوم الصحيح، الأمر الذى فتح معه بابا للمناقشة حول صوم هؤلاء الإرهاببين، وهل الصوم عبادة منفصلة  عن العمل كما تتدعى بعض التيارات.

 الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ورئيس مركز مكافحة الإرهاب بوزارة الأوقاف يتساءل : «كيف يمكن أن يقبل الله صوم إرهابى يقتل الأبرياء؟ القبول أو الرفض مرهون بالصيام، والذى يقتل لا يمكن أن يكون صائما، والإرهابى لا صوم له»، موضحا: «الغاية من الصوم هى التقوى، ومن شروط قبوله تجنب النميمة والفسق، فما بالك بالقاتل؟».
 وكما يرى الدكتور النجار فإن  «العبادات ليست طقوسا جامدة تُؤدى، والإيمان هو الإخلاص لله، وخشية معصيته.. والله شرع العبادات حتى يكف البشر أذاهم عن الآخرين، والقتل فعل مؤذ .. إذن فالقاتل لا تنفعه صلاته ولا صيامه ولا قيامه».
 وبعبارات محددة  يقول  النجار «من المجاملة لهؤلاء أن نفتح باب احتمالية قبول صومهم.. فهم أصلا غير صائمين.. لأنهم كمرضى جنون العقل الذين يرون أنفسهم أصوب الناس، ويعتقدون الصحة فى كل عباداتهم».
الإرهابى لا يحصد من صومه شيئا، هذا ما يراه الدكتور عبدالراضى عبدالمحسن، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة،  مستشهدا بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لم يدع قول الزور والعمل به فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه..  موضحا أن الزور هنا هو أى عمل باطل، ومن لم يدعه فإن الله فى غنى عن صومه، وبالتالى صومه هذا غير مقبول، وإن استوفى شروط الصيام»، متابعا: «ما بالك بمن يتجاوز كل أنواع الباطل ويزهق الأرواح، فغرض الصوم تهذيب الروح، وتعميق العلاقة بين الله والعبد، فتُعلى قيمة مراقبة الله لعبده فى كل الواجبات، وحتى يتجنب المحرمات.
 عبدالمحسن يؤكد أن: «هؤلاء يرتكبون أشنع الأعمال وأبغضها عند الله وهو القتل الذى خص الله صاحبها بعقوبة رباعية مركبة»، مستشهدا بالآية الكريمة (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).
 وحول لماذا يصوم هؤلاء؟ وعلى أى مبدأ يعتمدون؟ يقول عميد دار العلوم: «المدخل الشرعى لهؤلاء الإرهابيين هو تكفيرنا، وبالتالى استحلال الدم، ويعنى ذلك - وفق نظرتهم أن صومهم وجميع أعمالهم مقبولة، متابعا: «هم يتقربون إلى الله بدمائنا، لأننا كفرة وأموالنا وأعراضنا حلال وفق فهمهم.. والقتل بالنسبة لهم تعبد إلى الله».
فى سياق متصل، قال الشيخ شوقى عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف سابقا: «الإرهاب عملية إجرامية تتنافى مع مبادئ الإسلام وكل الأديان، والإرهابى يدمر الأرض وما عليها من بشر، وقتل النفس أعظم جريمة عند الله، ولا يقوم بهذا العمل أى مسلم.. وكونه يصلى أو يصوم فهذه أمور غيبية والمرد فيها إلى الله عز وجل»، مستدركا: «لكن إذا أمعنا النظر سنجد أن القبول له شروط، تتمثل فى تقوى الله ومخافته من جبروته وكذلك فى عباده.. فيقول ربنا إنما يتقبل الله من المتقين».
 وأردف وكيل الأوقاف الأسبق: «هؤلاء يظلمون دين الإسلام، باعتدائهم عليه وتشويه صورته، لكن فى الوقت نفسه لا نحكم عليهم بقبول العمل أو غير ذلك».
 الداعية الإسلامى، الشيخ خالد الجندى، يؤكد  أن الإرهابى ارتكب صفة من صفات الكفر وهى القتل، والفرق بين الإرهابى والقاتل، أن الأول كافر استحل القتل، أما الثانى فلا يتكرر منه القتل، وقد تكون جريمته لسبب عارض، بينما الإرهابى يقتل بشكل ممنهج ومتعمد ومتكرر، متابعا: «هناك فرق بين الفعل والفاعل.. بمعنى أن القتل المندرج تحت بند الإرهاب فى حد ذاته فعل يخرج من الملة، ويحتاج إلى الدخول مرة أخرى فى الإسلام حتى تصبح أعماله مقبولة سواء صيام أو غير ذلك».
واستطرد الجندى: «دورى ليس التكفير ومنح تراخيص قبول أو رفض الله لأى عمل، والسبب أن كل إنسان مسلم له ظروف خاصة، فذلك الإرهابى قد يكون مُغيبا أو مُضطرا تحت تهديد، وبالتالى لا أستطيع أن أكفره أو أؤكد على عدم قبول الله لعمله.. بل أستطيع أن أقول إن إرهابه كفعل يُخرج من الملة وبالتالى لا صوم ولا صلاة له».
الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية البنات بجامعة الأزهر، يرى كذلك أن «الغرض من كل العبادات هو الأمن الاجتماعى، ومثال على الصلاة التى قال عنها رسولنا: من لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، وقس على ذلك كل العبادات»، متابعا: «الله لا يرضى بزعزعة استقرار المجتمعات، وأمر الله فى هؤلاء المجرمين أن يُقتلوا أو يصلبوا وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف».
 وأكد فؤاد أن أفعال الإرهابيين لا تتناسب وقيم الإسلام، فهؤلاء قتلة تتعارض أعمالهم مع عباداتهم وبالتالى لا صيام لهم ولا صلاة.