كظم الغيظ
روزاليوسف اليومية
فى كل يوم من أيام الشهر الفضيل نعرض لقرائنا أحد الطرق التى تصل بنا إلى الإيمان الحقيقى والتى لا يمكن للمؤمن ان يستغنى عنها فى سيره إلى الله.
نحن بحاجة اليوم أاشد من أى وقت مضى لصفة كظم الغيظ، مع انتشار الصارعات والخلافات على اقل شيء، وهنا تأتى صفة كظم الغيظ التى مدحها الله تعالى وجعل أصحابها من اهل الجنة فى قوله تعالى :» وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».
فهذه الآية تامرنا بالمسارعة للخير وكظم الغيظ الذى فيه فائدة كبيرة، فلكما ملك الانسان نفسه وكظم غيظه يكون بذلك صاحب تلك الصفة، قائدا لنفسه، حيث لا ينتقم فور استفزازه حيث انه فى حالة الانتقام يكون الانسان بلا وزن للأمور، ولذلك سريع الغضب لا يكون قائدا فى أى مكان، لان الغيظ يؤدى إلى تلاعب الشيطان بالإنسان، فى حين أن من كظم غيظه غلب شيطانه وقدر على نفسه ووسوستها، وهذا نوع من انوع الرياضة الروحية من اجل نشر حالة الحب.
وكظم الغيظ سيزيل حالة الكراهية فى اى مجتمع، وهو فى حد ذاته هو الصبر، والرسول اوصانا بعدم الغضب، ونريد من المسليمن الا يغضب عند الزعل، فكان أحد لاصالحين عندما يزعل يبتسم ويدعو لمن اغضبه، فعدم الغضب طريق الوصول إلى رضا الله، ولا ينبغى ان يعترى الانسان بالا لمن يقول ان من يملك نفسه عند الغضب ضعف لأن الرسول صلى الله عليه وسلم اخبرنا بان الانسان القوى الذى يملك نفسه عند الغضب، من لا يملك نفسه لا يملك امن مجتمعه او حدوده، أما من يملك نفسه يستطيع ان يتحكم فى اى امر آخر...وهناك وسائل يتبعها الانسان لكظم غيظه عندما يغضبه أى إنسان اهمها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .
د. مجدى عاشور المستشار العلمى للمفتى
د. مجدى عاشور