التفكر
روزاليوسف اليومية
فى كل يوم من أيام الشهر الفضيل نعرض لقرائنا أحد الطرق التى تصل بنا إلى الإيمان الحقيقى والتى لا يمكن للمؤمن ان يستغنى عنها فى سيره إلى الله.
قال العلماء إن التفكر تأمل ذاتى وهو غير التفكير، وإن كان العارفون بالله يقولون إن التفكر كالتفكير، فالقلب يسمع وسمعه هو الإلهام، ويشهد وشهادة القلب هو البصيرة والتفكر هو تلمس البصيرة لمدارك الغيب، فهو تفكير مع التأمل لإدراك الغيب، والتفكر درجات فهناك تفكر تصديق، وتفكر شهود وعيان، فالفكرة فكرتان فكرة تصديق وبرهان، وفكرة شهود وعيان، وهناك آيات كثيرة تحثنا على تفكر آيات الله، وما فى كتاب الله المستور تقرير وبيان لما هو فى كتاب الله المنظور.
ويقول تعالى: «وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون « فالله أنزل القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم جاء لبيان ما فى الكتاب بما ورد عنه من سنة، كى يتفكر الناس فيما جاء إليهم من آيات وعبر وحكم وغير ذلك مما فى كتاب الله ليعتبروا بذلك ويتفكروا بهذه الآيات وليسلكوا طريق النجاة.. ولذلك الإمام أبو حامد الغزالى إحياء علوم الدين إلى عبادات وعادات ومنجيات ومهلكات، فالناس عليهم يتفكرون فى كل ذلك حتى يسلكوا طريق الله.
والتفكر أنواع ثلاثة كما قال العارفون أولها التفكر فى الوحدانية فى تنزيه الله تعالى وهى الوحداينة، والنوع الثانى هو التفكر فى صنع الله، والثالث التفكر فى الأعمال والأحوال وهى على درجات، وهناك فرق بين التفكر والتدبر والاعتبار، فالتفكر به تلمس البصيرة لإدراك ما وراء الشهادة أما التدبر فهو يعنى تدبر عواقب الأمور، والاعتبار هو البيان والتحقق.
د. محمد مهنا