الدكتورة يمنى أبوالنصر لـ«روزاليوسف»: رعاية البيت أولى من أداء المرأة للتراويح فى المسجد

أكدت الدكتورة يمنى أبوالنصر، إحدى واعظات الأوقاف البارزات ، أن أداء المرأة لصلاة التراويح فى المسجد ليس أولوية، خاصة لو كان لديها أبناء تقوم على رعايتهم دراسيًا، مشددة على ضرورة عدم اصطحاب الأطفال لصلاة التراويح تجنبًا للتشويش على المصلين، وإلى نص الحوار..
■ بداية إلى أى مدى تتأثر المرأة بالخطاب الدعوي؟
- ربنا جعل فى قلب المرأة جزءًا عاطفيًا، وعند توضيح حقيقة مراعاة الدين لها كأنثى وأم، وجعلها محل تقدير إلهي، وأن الله أفرد سورة باسم النساء وليس الرجال، فتشعر أن هذا الدين ليس كما يصوره البعض بالتقليل من شأن المرأة، وكيف كان سلوك النبى مع أهل بيته، فيلين قلبها للاستماع، تلبية للوازع الدينى بداخلها، للحفاظ على أسرتها، فتغلب صوت العقل، وتستمع للخطاب الديني، لتحقيق دورها الإيجابى مع أسرتها.
■ وما مدى اختلاف أسلوبك الدعوى بعد إدراجك تحت مظلة واعظات الأوقاف؟
- قبل إدراجنا تحت مظلة الأوقاف لم تكن لدينا خطة دعوية واضحة، وكنا نخضع لأهواء القائمين على المسجد، لكن بعد اعتمادنا كواعظات أصبحت مرجعيتنا الأولى للوزارة، ولا تتحكم فينا أى جماعة أو فئة، وأصبحت الدعوة متحررة من الأهواء.. كما أننا تعلمنا اللغة والحاسب الآلى لمجاراة العصر من خلال دورات متخصصة فى أكاديمية الأوقاف.
■ بمن تقتدين من العالمات والداعيات؟
- قدوتى الأولى هو النبى عليه الصلاة والسلام، ومن الحاليين أحب وسطية وسماحة الدكتورة عبلة الكحلاوي، والدكتور أسامة الأزهري.
■ وكيف ترين الإقبال النسائى على صلاة التراويح فى رمضان.. وهل له جانب سلبي؟
- المرأة تتكلف عناء صلاة التراويح بعد يوم طويل من العمل فى الصيام، ثم تترك أولادها وتذهب للمسجد لتستشعر أجواء رمضان، لكن حينما سُئل الرسول – صلى الله عليه وسلم-  عن صلاة المرأة قال: «تصلى فى دارها»، أو مخدعها لأنه أفضل من صلاة الجامع، حتى لا تشعر المرأة غير القادرة على الذهاب للمسجد بالعجز، فضلًا عن وجود مسئوليات على المرأة كراعية للأبناء، والأولوية هنا لبيتها وأولادها.. أما عن المرأة التى تصطحب أطفالها للمسجد، خاصة غير الملمين بآدابه، فإنها بذلك تفقد المصلين متعة أداء التراويح، والتركيز فى الصلاة، والعبرة ليست بالصلاة والصوم، وإنما فى التخلى عن السلوكيات الخاطئة فى الطعام فى الشراب والتعاملات مع الغير، وأنا أحيانًا أستشعر أن البيوت تتحول إلى جنة الله على أرضه فى رمضان فقط.
■ وما أهم الاستفسارات التى تتلقينها من النساء فى رمضان؟
- عن الصيام، وأحكام الطهارة، وتلاوة القرآن، وإخراج الزكاة، والاعتكاف فى العشر الأواخر، والسؤال الرئيسى حول تأثير الخصومة بين الأشخاص على قبول الصوم والصلاة.
■ وما العادات الدينية الخاطئة التى تحتاج إلى تصويب فى رمضان؟
- البذخ الشديد، والإنفاق على الولائم والعزائم، وما يصاحبها من جلسات الحديث عن التباهى فى الإسراف على ملابس العيد، وعلى العكس يبالغ البعض فى إظهار الشعائر فى رمضان، لدرجة أن إحدى السيدات أخبرتنى أنها لا تدخل بيت أهلها فى رمضان، لاعتكافها والصلاة وقراءة القرآن، فى حين أننا أمة وسط.
■ وما النصيحة التى توجهينها للنساء الحريصات على متابعة الأعمال الدرامية فى رمضان؟
- التليفزيون موجود طول السنة، والأعمال الدرامية تُعاد باستمرار على مدار العام، ولا داع أن نكون بهذا الحرص عليها، ونقتطع وقتنا من أجلها، وربما صلاتنا، وبالفعل نسبة المتابعة عالية رغم إظهار التدين فى رمضان.
■ وكيف ترصدين اختلاف تفاعل النساء مع الخطاب الدعوى فى رمضان وبعد انقضاء الشهر؟
- ممارسة دورنا الدعوى يكون أسهل بكثير فى شهر رمضان، فالنفوس تكون مهيأة لتقبل الدعوة، وما إن تتبين النساء انقضاء ليلة القدر حتى يخلو المسجد منهن، قبل حتى نهاية رمضان، رغم أن الله توعد بمغفرة لعباده فى آخر ليلة من الرمضان، بما يعادل الشهر كله.
■ و كيف نحقق الصوم النبوي؟
- تحقيق مراد الله، ليس بالامتناع عن والشراب والطعام، الذى هو حلال الله فى الأساس، ولكن الصوم الحق هو تجنب السب وانفلات الغضب، وكف الأذى عن الغير.