الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوفاء بالعهد

الوفاء بالعهد
الوفاء بالعهد




د.مجدى عاشور

 

فى كل يوم من أيام الشهر الفضيل نعرض لقرائنا  إحدى الطرق التى تصل بنا  إلى الإيمان الحقيقى والتى لا يمكن للمؤمن أن يستغنى  عنها فى سيره إلى الله.

الوفاء هى إحدى صفات أهل الجنة، وهى  صفة نفقدها كثيرًا لأن منظومة  القيم قد أصابها بعض القصور الآن لأن أزمتنا الآن أزمة أخلاقية ونريد أن نسترد للشعب المصرى وأمتنا الأخلاق التى عرفوا بها، فالوفاء بالعهد صفة الإيمان  حيث قال تعالى :» والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون، والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك فى جنات مكرمون»، . فالوفاء بالعهد من صفات المؤمنين، وصفات عدم الوفاء هى للمنافقين، وهنا يصبح الأمر مرضًا ولذلك قال الرسول صلى الله لعيه وسلم إن من صفة المنافق إذا وعد أخلف، وهذا ما نقع فيه ويؤدى للشجار، فنجد نساءً ورجالًا لا يملكون قوة النفس فبمجرد سماعه سرًا يفشيه للغير، وهذا فى حد ذاته نقض للعهد، وهذا النقض ليس من صفات المؤمنين أو المسلمين.
ولقد بين العلماء أن الوفاء بالعهد يشمل الصدق فى القول والصدق فى الفعل، كما يشمل الصدق والعدل، والخيانة وعدم الوفاء بالوعد يشمل الكذب والظلم، فالصدق يؤدى للوفاء بالعهد، والوفاء يكون فى كل شيء حتى فى العمل فمن يعمل فى مكان لا يفشى سر مكان عمله خارج عمله، ولقد كان الرسول مثلًا أعلى فى الوفاء وحفظ الأمانات، ولذلك يقول تعالى وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتهم» فهناك عهد بين الإنسان والله، وعهد بين الإنسان والناس، فعهود الناس تكون فى العقود والوفاء بما فيها من شروط.. والقول إن الوفاء بالعهد مع المسلم فقط غير صحيح فالعهد يكون مع المسلم وغير المسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يوفى العهد حتى مع المشركين وعلى كل إنسان أن يفى بالعهد ما لم يضر غيره، والإنسان الذى له عهد ولكنه يضر غيره فعلينا أن نوجهه..والحالة الاقتصادية ليس لها أثر فى وفاء الناس بالعهود من عدمه، فقلة المال لا تضغى على الأخلاق، فالرسول لم يكن غنيًا ولكنه كان قدوة فى الأخلاق والوفاء بالعهود.