الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشباب يشتكون نمطية الدعوة فى رمضان

الشباب يشتكون نمطية الدعوة فى رمضان
الشباب يشتكون نمطية الدعوة فى رمضان




يبلغ النشاط الدعوى ذروته فى رمضان، حيث النفوس المهيأة لاستقبال الدعوة إلى الله، سواء فى المساجد، أو عبر مشاهدة البرامج الدينية، وكذلك فى الندوات والجلسات التى تعقد فى الجامعات والنوادي، لكن نمطية الخطاب الدعوي، وعدم التجديد، أصاب المتلقى بحالة من العزوف فى كثير من الأوقات، والاكتفاء بأداء العبادات المفروضة فى رمضان، على رأسها الصوم.

 

محمد سباعي، شاب يبلغ من العمر 24 عامًا، يرى أن الخطاب الدعوى فى رمضان تحول لموضوع تعبير يملؤه الكلام الإنشائي، قائلًا: «لا يوجد تغير جذرى يحرك ما فى العقول أو دفعنا للتفكر، حيث تصرف ملايين الجنيهات على إعلانات ومسلسلات بأسعار فلكية لكى يشاهده الناس فى شهر من المفترض أنه شهر عباده وصيام وقراءة قرآن، فى حين لا تصرف أى أموال لتطوير الخطاب الدعوى فى وسائل الإعلام».
بينما وجدت خلود خالد، 23 عامًا، أن النزعة الدينية لدى المسلمين فى رمضان تقضى بوجود دعاة ذوي خطاب مستنير وجذاب لتلبية احتياجات الناس فى رمضان، قائلة: «جميع المسلمين مهيئين فى رمضان لتقبل الدعوة، وشيء مؤسف ألا يستغل القائمون على شئون الدعوة فى مصر هذا الشهر لغرس أكبر كم ممكن من القيم والأخلاقيات، لمجرد أن أدوات الدعوة فى مصر بدائية وتقليدية».
أما محمود الجوهري، صاحب الثلاثين عامًا، شخص لا يتابع الخطاب الدعوى فى رمضان، مبررًا ذلك بقوله: «التكرار والرتابة يصيبنى بالملل، وأشعر أن الأكلاشيهات موزعة على الدعاة، فهم نسخ مكررة، حتى نفس الأحاديث والآيات تتم الاستعانة بها دون تفسيرها بشكل جديد يتماشى مع عصرنا، وأنا أعتقد أن الكثير منها لا يتماشى أصلًا مع الزمن الذى نعيشه، لذا التجديد أمر واجب ومشروع».
حالة متردية تمر بها الدعوة فى مصر، تتجلى فى رمضان، حينما لا تقوى على تلبية احتياجات الجمهور، وفق رأى الداعية الإسلامى الشيخ خالد الجندي، والذى يضيف قائلًا: «سبب تلك الحالة هى عدم قدرة العلماء والدعاة على الوفاء بمتطلبات تجديد الخطاب الدين كما يتمنى المجتمع».
الجندى يرى أن حربًا قد شُنت على دعاة الفضائيات، مما أبعد بعض الشباب عن خوض التجربة، قائلًا: «تعرضت فى بداية مسيرتى الدعوية لحرب ضروس ومكائد من بعض القنوات الصحف»، موضحًا أن سبب ذلك هو أن البعض يرفض استقطاب المجتمع نحو التدين.
مع تزايد مساحة المحتوى الدرامى فى القنوات الفضائية خلال شهر رمضان، تتضاءل فى المقابل مساحة البرامج الدينية، على حد قول «الجندي»، مشيرا إلى أن أصحاب شركات الإعلانات وراء تآكل مساحة الخطاب الدعوى فى وسائل الإعلام، على اعتبار أن البرامج الدينية لا تجذب المعلنين، لذا تراجع الخطاب الديني، وأصابته النمطية الشديدة.
الشيخ خالد الجندى يوضح المقومات التى ينبغى توافرها فى الداعية القادر على جذب الجمهور، وهى أن يكون فاهمًا مُلماً بالتطورات العلمية التى تختلف بسببها الفُتية الدينية فى عصره، وأن يتحلى بالموهبة فى مخاطبة الجمهور، وهذه منحة من الله، بجانب امتلاكه لشخصية قوية، فيكون مقاتلا نزيها فى الحق، فضلا عن دراسته الأزهرية التى تثقله وتميزه عن أى داعية عادي.
«الدعوة إلى الله ليست وظيفة»، لعل ذلك أبرز الأسباب التى طمست النمطية على الأداء الدعوى فى مصر، وفق رأى الداعية أحمد ترك، مدير التدريب بوزارة الأوقاف سابقًا، والذى كان أحد المسؤولين عن تفريخ دعاة جدد يتولون زمام الخطاب الدعوى فى مصر خلال السنوات المقبلة.
الشيخ أحمد ترك يرى أن تقليدية الأداء، واستنساخه من نماذج شهيرة وراء خفوت الأداء الدعوى فى رمضان، متابعًا: «الأداء يجب أن يتسم بالحرارة والحرص على التأثير فى الناس، ويرجع ذلك بالطبع إلى القدرات الفردية لكل داعية».
جزء من نجاح الخطاب الدعوى فى رمضان هو الموضوع المثار خلال حلقة الدرس أو الخطبة، والى يجب أن يركز على اهتمامات الجمهور، قائلًا: «الجميع يشكو من غياب الأخلاق وتدنى لغة الحوار، وبناء عليه يركز الدعاة فى رمضان على تلك الجوانب بأسلوب جذاب يخلو من النمطية والكلام المتكرر، يتم دعمه بمواقف نبوية، واستخدام ألفاظ عصرية تتناسب مع أبناء الجيل الحالي».
من جانبها   ترى  الدكتورة وفاء عبدالسلام واعظة بالأوقاف أن : «الجيل الحالى من أئمة وواعظات الأوقاف بدأوا يكسرون الرتابة والملل فى الخطاب الديني، والإقبال ازداد على حضور خطبة الجمعة والدروس فى المساجد، بفضل ما أحدثته أكاديمية الأوقاف من طفرة فى الخطاب الدعوي»، متابعة: «إقبال الناس شديد جدًا فى رمضان على تلقى الخطاب الدعوي، لكننا نرغب أن يكون الإقبال جوهريًا وليس ظاهريا، أى ينعكس على سلوكيات الناس فى الشوارع».
أضافت الواعظة بوزارة الأوقاف قائلة: «هناك شباب فى أكاديمية الأوقاف يتلقون صحيح الدين، والفقه المقصدي، وأصبح لهم تأثير على الساحة الدعوية، وهم كوادر شابة لا ينفذون أجندة، ويحملون راية الدعوة فى السنوات المقبلة».