الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

روزاليوسف تكتب:

روزاليوسف تكتب:
روزاليوسف تكتب:




«كل سنة وأنت طيب»، قلتها هذا العام أكثر من مرة ولأكثر من شخص، ولكن أحدًا لم يرد علىّ ولم تسمع أذناى كلمة «وأنت طيب»، مع أنى قلتها لاشخاص لا يعلمون أن «روزاليوسف» مجلة معارضة للحكومة!
قلتها «لعم شاهين» البواب، الرجل الطيب ذو الكلام الحلو الساذج، الرجل الذي اعتاد أن يقف أمامي في أول يوم من أيام العيد من الساعة السادسة صباحًا ليقول لى «كل سنة وأنت طيب» ويقبض العدية إنى لم أره هذا العام، ولم يقل لى «كل سنة وأنت طيب» بل لم يرد علىّ عندما قلت له «كل سنة وأنت طيب» فقد كان مشغولًا.. كان يجاهد وسط كرابيج عساكر البوليس وزغد ولطش خلق الله للحصول على أقة واحدة من السكر يحلى بها القهوة التى سيقدمها لاقاربه الوافدين عليه فى العيد!
قلتها «لأم سعدية» الطباخة التى كانت تملأ البيت حركة ونشاطًا، وهى تبتسم لكل أهل المنزل وتتمنى لهم عامًا طيبًا وتصيح ضاحكة فى وجه شباب العائلة «السنة الجاية فى حضنك عروسة» والمتزوجون منهم تتمنى لهم «عروستين»، انى لم أرها هذا العام ولم أسمع ضحكتها وتمنياتها كانت فى السوق ولما عادت لم ترد علىّ عندما قلت لها «كل سنة وانت طيبة!!» فقد تشاجرت مع الجزار الذي رفض أن يبيع لها رطل اللحم باقل من 12 قرشًا مع أن التسعيرة الرسمية حددت سعرها بسبعة قروش!!
وصديقى «فلان» الموظف الصغير الذي كان زينة شلتنا وحجر الزاوية في كل سهرة وفي كل ليلة تهريجية صدقى الباسم المرح الضاحك، الذي أكدت له أنه نزل من بطن أمه يقهقه بدل أن «يوأوأ» لقد شاهدته في الطريق فصحت بملء فمى «كل سنة وأنت طيب» ولكنه لم يرد علىّ فقد كان مسرعا في طريقه لزيارة رئيسه فى المكتب «ليعيد» عليه ويطمئن على الدرجة التى يسعى لها!!
وهذه الفتاة التى كانت تحيينى بمناسبة وبغير مناسبة، الفتاة التى كانت كل أيامها أعيادًا - وفى الاعياد تقدم الهدايا! - لقد رأيتها حزينة «مكبوسة» شاردة اللب تأئهة العينين وعندما قلت لها كل سنة وأنت طيبة نظرت إلىّ فى ذهول كأنها لا تعرفنى ولم تر خلقتى من قبل، إنها تريد أن تذهب الى «مبرة محمد على» وتريد لذلك ثوبًا ومتر القماش الذي كان بخمسين قرشا قد أصبح بمائة وخمسين، والثوب الذي تريده لا يقل ثمنه عن 15 جنيها فماذا تفعل إنها لا تستطيع أن تفعل شيئا إلا «التبويز فى خلقتى» والامتناع عن قول كل سنة وأنت طيب»!
والاسطى محمد، أن امرأته لا تريد أن تفهم أن الجنيه أصبح يساوى نصف ريال وأن الكعك الذي كان يكلفهم 50 قرشًا اصبح يكلفهم اليوم ثلاثة جنيهات! ومن أين له هذه الثلاثة جنيهات وهو عامل باليومية لا يتجاوز أجره 10 قروش فى اليوم.. انه كاد أن يطلق امرأته م أجل الكحك، فمن قلة الذوق أن أقول له كل سنة وأنت طيب ومن قلة الذوق أيضا أن يقول لى كل سنة وأنت طيب.
وقد اعتدت أن أتسلم فى كل عيد حوالى مائة كارت معايدة تحت الزيادة لا العجز ولكن الورق ارتفع سعره وأصبح ثمن الكارت الواحد قرش صاغ واتضح أن قيمتى عند أصدقائي لا تساوى قرش صاغ!!
يا ناس.. يا عالم.. ياهوه.. انسوا كل شىء.. وتحملوا كل شىء.. وقولوا لى.. «كل سنة وأنت طيب».