الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طارق حامد قلب الأسد

طارق حامد قلب الأسد
طارق حامد قلب الأسد




هو بالفعل «عقرب» قاتل يقضى على طموح وآمال منافسه بلا رحمة، كى يسعد جمهوره، هو الأكثر قوةً وصلابةً.
وتحمل للصدمات والأزمات، يمكن الاعتماد عليه فى المواقف الصعبة، وهو محب للعادات والتقاليد ومن الشخصيات المحافظة، ويتسم بالشهامة والجدعنة والطيبة، هذا ليس رأينا فى طارق حامد لاعب نادى الزمالك، لكنها صفات برجه «العقرب»، فهو من مواليد 24 أكتوبر عام 1988، وهى صفات نتفق عليها  للاعب أثبت بالتجربة أنه يمكن الاعتماد عليه.
هكذا هو، ولد ليكون جاهزا للتحدى، للقتال , للهجوم حينا وللدفاع حينا آخر، يجعلنا ندرك من أول وهلة أننا أمام لاعب ليس كسائر اللاعبين، أمام صخرة كبيرة تتفتت عليها أحلام كثيرة، فهو يملك عزيمة وإصرارا من ذهب، يتحامل على نفسه من أجل تحقيق النجاح والفوز بالبطولات، حتى لو كان مصابا ينزف دماء.
■ ■
فى مشهد رجولى لن تراه كثيرا فى «كامب نو» أو «ماراكانا» أو غيرها من ملاعب العالم العريقة والشهيرة استبسل طارق حامد بعد إصابته ورفض الخروج من الملعب، رغم أن  الدماء تسيل منه، حتى أنه استبدل «الشورت» الخاص به فى مباراة نهائى الكونفدرالية مع فريق «نهضة بركان» 3 مرات أثناء المباراة، ولكن «مسمار» خط الوسط مازال متماسكا حتى أعلن الحكم تتويج نادى الزمالك بالبطولة.
اللاعب «الفريد»، الذى أدى ما عليه،  بعد انتهاء المباراة والفوز بالبطولة اكتشف أنه تعرض لإصابة قوية فى الظهر من تدخل أحد لاعبى الفريق المنافس وهو ما لم يشغله لأنه تربى على التركيز فى الملعب والهدف المطلوب مهما كانت التضحيات.  
بدأ مسيرته الكروية مع نادى طلائع الجيش،  وهو ينبئ بأنه لاعب مختلف ومع وصوله إلى «القلعة البيضاء» فى موسم 2014/2015، تأكدنا أننا أمام نجم فوق العادة.. موهوب، و«قاموسه» لا يضم كلمات مثل الاستسلام أوالكسل.
■ ■
ولأنه لاعب استثنائي، فقد اعتاد تقييم نفسه ومواجهة الانتقادات حول تدخلاته الخشنة أو مستواه إن تراجع، فيبدأ وكأنه فى بداية عهده بالملاعب بممارسة أقسى أنواع التدريبات ليعود أقوى من ذى قبل.
قدم موسما استثنائيا مع فريق سموحة 2013/2014، حل وصيفا فى دور المجموعات للأهلى ثم فى الدورة المجمعة وصيفا مع تساوى النقاط فقط بفارق هدف وحيد حصد المارد الأحمر اللقب، ذلك الموسم طارق كان أساسيا ومن الركائز الهامة لتحقيق سموحة لذلك الإنجاز ولم يخسر الفريق فى وجوده سوى 4 مواجهات بجانب مواجهة الزمالك فى الدورة المجمعة.
فى مواسمه الأولى مع الزمالك عمل مع 4 مدربين تقريبا، حسام حسن ومحمد صلاح وجايمى باتشيكو وجوسفالدو فيريرا. ولم يكن يشارك بتلك الكثافة إما لقرارات فنية أو بداعى الإصابة.. لكنه لم يستسلم.. بل عمل ضمن فريق جماعى على تحسين الأداء وعينه على الحفاظ على ثقة جمهوره فيه.
حينما تولى فيريرا تدريبات الزمالك قام بتغيير الخطة ولعب بإبراهيم صلاح فقط، ما ساهم بخروج طارق من الحسابات.
لم يعلق طارق حامد آنذاك على استبعاده وقال إنه مشجع قبل أن يكون لاعبا، ومهما حدث سيختار هذا الفريق، هى مسألة مبدأ بالنسبة له «والأهم .. التتويج بالدوري».. هكذا يعلمنا هذا الموهوب درسا فى الانتماء.
لم يخب ظنه، على الرغم من المشاركة فى 24 مباراة بالدورى بدأ منها 16 فقط، وهناك مواجهات شارك فيها لـ12 أو 15 دقيقة كبديل بل وشاهد من مقاعد البدلاء 7 مباريات، لكنه امتلك هدفا أسمى بالنسبة له ولم يكن الأمر شخصيا أبدا.. التتويج باللقب.
■ ■
كل موهبة تحتاج إلى من يكتشفها ويثقلها وكان هذا هو دور «فيريرا»، فقد كان له أثر كبير فى تطوير طارق، فبدلا من أن يصبح مجرد قاطع كرات، عمد إلى جعله لاعبا منتجا، فى إحدى المرات كان يشير له ألا يعيد الكرة إلى اللاعب الذى منحها له، منذ ذلك الحين وتمريرات طارق حامد لا تذهب فى نفس الاتجاه مرتين إلا فيما ندر.
تطور طارق حامد أصبح ملحوظا ليقرر هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر ضمه لتشكيل الفراعنة لأول مرة منذ مارس 2014، شارك طارق فى شوط وحيد أمام زامبيا ثم تشاد فى تصفيات كأس العالم، وفى سبتمبر 2016 ومنذ ذلك الحين؟ لا غنى عن طارق حامد.
فى 2016 جاء حل من هيكتور كوبر لفتح خط دفاع الكونغو فى تصفيات كأس العالم، بعد انتقادات بطء التحضير وكثرة تناقل الكرة فى وسط الملعب بين لاعبى الارتكاز وقلبى الدفاع، أصبح هناك اعتماد على باسم مرسى لفتح مساحات فى قلب دفاع الكونغو، لنجد طارق فى تلك المواجهة يمرر 8 كرات صحيحة لمحمد صلاح أهمها واحدة أسفرت عن هدف.
اللاعب المسئول عن الملايين المرتبط بهم، لم يخيب ظنهم أبدا فى أى مباراة، وحينما حانت لحظة العودة لكأس الأمم الإفريقية بعد غياب طال 3 دورات، كان فى الموعد يقاتل بشراسة من أجل الفراعنة وملايين المصريين.
هو اللاعب الإنسان صاحب الانتماء الذى نجح فى إسعاد ليس فقط جماهير الكرة بنادى الزمالك بل جماهير الكرة المصرية.. لأجل ذلك وأكثر وجدناه يستحق عن جدارة وسام الاحترام.

روزاليوسف