الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإخـــلاص

الإخـــلاص
الإخـــلاص




كتب: د. محمد مهنا

 

فى كل يوم من أيام الشهر الفضيل نعرض لقرائنا  إحدى الطرق التى تصل بنا  إلى الإيمان الحقيقى والتى لا يمكن للمؤمن ان يستغنى  عنها فى سيره إلى الله.

 يعتبر الإخلاص  سرا بين الرب والعبد لا يطلع عليه احد سوى الله وهو ان يتوقى الانسان ملاحظة الخلق فى العمل حتى يكون خالصا لله تعالى، والأحاديث والآيات كثيرة فى الإخلاص، ومنها قوله تعالى «وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء».
وقيل أن الإخلاص هو ان يستوى سر العبد مع علانيته فيكون اعمال الجوارح موافقة لأعمال القلوب  .. ونقصان كل مخلص رؤية إخلاصه ، فإذا رأى الإنسان نفسه أنه أخلص لله اصبح ذلك رياء .. فعلى المخلص ان يمحص إخلاصه فيخرج من رؤية إخلاصه، حيث ان الاخلاص سر بين الله والعبد فلا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله.
وينبغى على المسلم إن أراد أن يسلك طريق الإخلاص أن يفرَّ من مواطن الشهرة، فقد روى عن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: (طُوبَى لعبدٍ آخذٍ بعنان فَرَسه فى سبيل الله، أشعثَ رأسُه، مغبرةٍ قدماه، إن كان فى الحراسة كان فى الحراسة، وإن كان فى السّاقة كان فى الساقة، إنِ استأذن لم يُؤذَن له، وإن شفع لم يُشفع له).
كما أن من أهمِّ وسائل وسُبُل تحقيق الإخلاص فى نفس المسلم أن يتَّهم نفسه بالتقصير فى حق الله مهما قام بأعمالٍ صالحة، حتى وإن أدى ما له وما عليه، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)   وقد جاءت هذه الآيات فى معرض الحديث عن المؤمنين حقاً، ومن صفاتهم أنهم يصومون ويصلُّون ويتصدقون، ثم بعد ذلك يخافون ألا يُتقبَّل ما سبق لهم من العمل. والقضية كلها فى النية، فنصف الدين هو النية، ولقد غفلنا عن هذا الأمر، فالأعمال صور روحها هو وجود الأخلاص فيها، فالنيه اهم شيء، كما انها تتعلق بالاعتقاد الحق.