الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لم يعد مقبولًا السكوت على خطاب التمييز والكراهية ضد العرب والمسلمين

لم يعد مقبولًا السكوت على خطاب التمييز والكراهية ضد العرب والمسلمين
لم يعد مقبولًا السكوت على خطاب التمييز والكراهية ضد العرب والمسلمين




 ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمة خلال مشاركته فى الدورة الـ14 لمؤتمر القمة الإسلامى بالمملكة العربية السعودية، حيث رحب فى بداية كلمته بالملك سلمان بن عبدالعزيز، والحضور من قادة وزعماء الدول الإسلامية، بالإضافة إلى الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامى.
وأضاف الرئيس فى كلمته: «إنه لمن دواعى سرورى أن أتواجد فى هذه البقعة الطاهرة، مدينة «مكة المكرمة»، فى هذه الأيام المباركة من شهر رمضان المعظم، ويسرنى أيضًا أن أتوجه بخالص التقدير والشكر لأخى خادم الحرمين الشريفين على كرم الضيافة وحسن التنظيم، ولدوره البنّاء فى إطار منظمتنا، وحرصه على دعم العمل الإسلامى المشترك، والدفاع عن مبادئ العدالة واحترام سيادة الدول الأعضاء واستقرارها».
وتابع: «إن منظمتنا العريقة ستحتفل فى سبتمبر المقبل بمرور خمسين عامًا على تأسيسها، وهو ما يجب أن يمثل فرصة مهمة لتقييم مسيرتنا ودراسة أوجه التطوير والدعم لآليات عمل المنظمة لتتواكب مع معطيات العصر الحديث، ومتطلبات تحقيق السلم والتنمية لشعوبنا، ومقتضيات الدفاع عن صورة ديننا الحنيف، ويهمنى هنا، أن أؤكد أن مصر لن تدخر جهدًا لدعم وتعزيز عمل منظمة التعاون الإسلامى باعتبارها المظلة الرئيسية للعمل الإسلامى المشترك فى مختلف المجالات، وستحرص مصر على الاستمرار فى المشاركة بفاعلية فى مختلف المبادرات التى تطلقها المنظمة وفى فعالياتها المتنوعة، إيمانًا بأن مقتضيات المسئولية وحجم التحديات التى يواجهها عالمنا اﻹسلامى تتطلب وحدة الكلمة والصف».
واستطرد الرئيس: «بدون هذه الوحدة كيف سيتسنى لنا أن نواجه موجة غير مسبوقة من عدم الاستقرار والتوتر السياسى واﻷمنى تجتاح عالمنا اﻹسلامي، وتهدد بتقويض دوله ومؤسساته من جذورها، وتحويله من فضاء رحب للتعاون والتكاتف لتحقيق مصالح الشعوب اﻹسلامية إلى ساحة استقطاب وتنابذ، ومصدر للإساءة لصورة ديننا ومجتمعاتنا.
وأوضح: «مما لا شك فيه أن ظاهرة الإرهاب، بمختلف أشكالها، وما يواكبها من تطرف دينى وانتشار لخطاب الكراهية والتمييز، تأتى على رأس التحديات التى تواجه عالمنا اﻹسلامى، بل واﻹنسانية جمعاء، ولقد بادرت مصر منذ سنوات طويلة بإطلاق الدعوة لتكثيف الجهود المشتركة للقضاء على هذه الظاهرة بشكل كامل، ورفض محاولات ربطها بدين أو ثقافة أو عرق معين، إلا أن الأمر يتطلب تكاتف جميع الدول الإسلامية لتفعيل الأطر الدولية والإقليمية للقضاء على الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف وسائر جوانب الظاهرة الإرهابية».
وقال:» فى منظمة التعاون الإسلامي، فإن علينا مهمة مزدوجة، فبالإضافة إلى مهام مكافحة الإرهاب وما يتصل به من خطاب متطرف يتاجر بالدين ويشوه صورته وتعاليمه السمحاء، فإن هناك جهدًا موازيًا مطلوبًا لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتمييز ضد المسلمين ونشر خطاب الكراهية ضدهم، ولنعلنها بوضوح، لم يعد مقبولًا السكوت على خطاب التمييز والكراهية ضد العرب والمسلمين، ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بديننا الحنيف الذى هو منها براء».
وأردف:» إن إقامة العدل والحفاظ على الأمن والسلم تأتى على رأس مقاصد ديننا الحنيف، كما أنها فى القلب من أولويات منظمتنا، ولا يستقيم أى حديث عن العدل والأمن والسلم فى ظل استمرار القضية الفلسطينية بغير حل عادل وشامل يحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق، وعلى رأسها حقه فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لقد آن الأوان لمعالجة جذرية لأصل هذه المأساة المستمرة لأكثر من سبعة عقود، من خلال العودة الفورية لمائدة المفاوضات لإنهاء الاحتلال، وحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه الشرعية وغير القابلة للتصرف، هذا هو الطريق الوحيد للسلام العادل والشامل فى المنطقة والعالم، كما أنه السبيل لقطع الطريق على مزايدات الإرهابيين المتاجرين بمعاناة الأشقاء الفلسطينيين».
وأضاف: «أينما نظرنا فى عالمنا الإسلامى نجد أزمات معقدة وتحديات تستلزم وقفة جادة ونية خالصة للتوصل لحلول وطنية وسلمية لمشكلات عالمنا العربى والإسلامي، فمن ليبيا، التى ما زالت تعانى من حالة انسداد سياسى وتفشى الإرهاب ونشاط الميليشيات والمرتزقة والتدخلات الأجنبية، إلى سوريا التى تعانى على مدار أكثر من ثمانية أعوام من الاقتتال الأهلى والانتهاكات الإقليمية لحدودها والتدخلات الأجنبية فى شئونها، ومن اليمن الذى ما زال يعانى من جماعة الحوثى ومحاولتها الاستقواء بالدعم اﻷجنبى لفرض إرادتها على سائر أبناء اليمن، وهجماتها الإرهابية المدانة على الأراضى السعودية، إلى السودان والجزائر اللتين تمران بمرحلة دقيقة يحاول فيها أبناء هذين الشعبين الشقيقين إدارة مرحلة انتقالية فى ظروف صعبة لتحقيق تطلعات مشروعة فى الحرية وصياغة مستقبل هذين البلدين».
وتابع: «فى كل هذه البلدان الشقيقة، هناك تحديات جسام، وهناك حاجة لدعم سياسى وتعاون من كل الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى لدعم هؤلاء الأشقاء ومساندة خياراتهم وتطلعات شعوبهم الوطنية المشروعة، ومواجهة أى تدخلات خارجية فى شئونهم، واستعادة مكانتهم وإسهامهم فى العمل المشترك بين الدول العربية والإسلامية، ولا يفوتنى فى هذا السياق الإشارة إلى الوضع المقلق لأبناء جماعة الروهينجا المسلمة، ونطالب المجتمع الدولى بتحمل مسئوليته لتجنيبهم مخاطر السقوط فى حلقة مفرغة من التطرف والإرهاب والعنف، فقد آن لهذه المعاناة أن تنتهى».
واستطرد: «إن الاحتفال باليوبيل الذهبى لتأسيس منظمتنا العريقة يحفزنا جميعا للقيام بعملية تقييم شامل لتجربتها الرائدة فى العمل اﻹسلامى المشترك وسبل تطويرها، ولعلكم ستتفقون معى أن نقطة البداية ينبغى أن تتمثل فى التقييم الموضوعى للآليات القائمة فى المنظمة، بهدف تطويرها وتحسين كفاءة استخدام موارد المنظمة، وفى إطار حرص مصر على التفاعل مع آليات المنظمة، ومواكبة التحديات الجديدة فى عصرنا، وتأكيدًا للأولوية التى نوليها للقضايا الاجتماعية والثقافية، خاصةً تمكين وتعزيز دور المرأة، فقد حرصت مصر على استضافة مقر منظمة تنمية المرأة بالقاهرة، ونتطلع لأن تمثل المنظمة نافذة مهمة لتعزيز دور المرأة فى العالم الإسلامى، ودعم وبناء قدرات الدول الأعضاء فى هذا المجال بالاستفادة من التجربة المصرية الفريدة فى مجال المشاركة المجتمعية والسياسية للمرأة، كما يهمنى أن أعلن أن مصر ستستضيف المؤتمر الإسلامى الوزارى للمرأة عام 2020».
وفى ختام كلمته قال الرئيس:» لا يداخلنى الشك فى أن قمتنا هذه، التى تتطلع إليها أنظار الشعوب الإسلامية فى مختلف أنحاء العالم، ستكون على قدر المسئولية والتحديات، وستمثل خطوة مهمة فى طريق التنسيق والعمل الإسلامى المشترك بما يلبى طموحات شعوبنا.