الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

450 ألف طن فول وزبادى ولبن التهمها المصريون فى رمضان

450 ألف طن فول وزبادى ولبن  التهمها المصريون فى رمضان
450 ألف طن فول وزبادى ولبن التهمها المصريون فى رمضان




رغم أنه شهر صوم وعبادة إلا أن المصريين جعلوه شهر الطعام بامتياز.. فمع نهاية الشهر الكريم، كشفت دراسة حديثة أن حجم إنفاق المصريين على شراء الطعام خلال شهر رمضان بلغ نحو ٦٠ مليار  جنيه بما يمثل ٢٠ فى المائة من إجمالى فاتورة الإنفاق على شراء الطعام سنويا والتى بلغت ٢٩٠ مليار جنيه.
وأكدت الدراسة التى أجراها مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية أن المصريين استهلكوا نحو ١٨٠ ألف طن فول خلال شهر رمضان الكريم و ٢٠٠ ألف طن حليب و٧٠ ألف طن زبادى و ١٧٠ مليون دجاجة فى حين وصل معدل استهلاك العيش إلى ٣٥ مليار رغيف ومعدل استهلاك الارز ٧٩ ألف طن بينما بلغ حجم استهلاك الاسماك ١٤٠ ألف طن.
وأشارت الدراسة إلى أن إنفاق الأسر المصرية خلال شهر رمضان يعادل إنفاقها خلال ٩٥ يوما وان ٨٣ فى المائة من الاسر المصرية تغير عاداتها الغذائية خلال هذا الشهر لتتضاعف النفقات بسبب العزومات والولائم الجماعية بنسبة ٢٣فى المائة مقارنة بالأيام العادية.
وقال الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية ان التبذير فى شهر رمضان يرجع إلى الاعتقاد الخاطئ بين الناس بأن رمضان شهر الجود والخيرات والكرم هو شهر التلذذ بأصناف الطعام المختلفة وغير المعتادة فى الأيام العادية فينكب أرباب البيوت إلى الأسواق يأتون بحاجيات الشهر المتناثرة على البسطات عند أبواب المحال التجارية بكميات كبيرة قد لا يستخدمونها طوال الشهر لزحمة المائدة بأصناف الطعام والشراب.
واضاف أن التربية الاستهلاكية فى رمضان ليست ‏خاصة ‏برمضان فقط، ولكنها جزء من تربية سلوك الإنسان عامة، والتربية الاستهلاكية تعتنى بشكل كبير بالسلوك ‏الاستهلاكى للمسلم، فهى ‏تحارب مظاهر التبذير فى الاستهلاك والمغالاة فيه، وهى من المظاهر الموجودة عامة لدى بعض ‏الفئات الاجتماعية فى مصر، كما ‏أن شهر رمضان يظهر انتشارها بشكل عام. ‎. وأكد عامرأن مصروفات شهر رمضان بصورة عامة تعادل إنفاق ‏ثلاثة أشهر ‏تقريباً، كما أن قدوم شهر رمضان ينتج عنه اندفاع شرائى غير مسبوق الأمر، ما يخلق ضغوطاً على منافذ ‏البيع، ويرفع الأسعار.
وأشار إلى أن الأسر المصرية تنفق حوالى ٢٩٠ مليار  جنيه سنويا على الطعام فقط، أى حوالى 45 بالمائة من إجمالى إنفاقها السنوي، منها فقط ما يقارب ٢٠بالمائة فى شهر رمضان الذى تتحول فيه محال ومتاجر السلع الغذائية إلى ساحات معارك كبرى لاقتناص أكبر قدر من الأغذية. ووفقًا لتقرير لغرفة الصناعات الغذائية، فإن معدلات استهلاك السلع الغذائية خلال رمضان ترتفع بنسبة 70 بالمائة عن باقى شهور السنة، ويرتفع استهلاك منتجات اللحوم والدواجن، بنسبة 50 بالمائة. بل المدهش أنه فى خلال الأسبوع الأول وحده فى رمضان يتناول المصريون حوالى 2.7 مليار رغيف خبز و10 آلاف طن من الفول و40 مليون دجاجة.
 وتابع :أننا نستهلك %35 من الإنتاج السنوى خلال شهر رمضان وأن %80 من دخل المواطن الشهري، يتم صرفه على السلع الغذائية فى رمضان.  وأن الشعب المصرى يزداد شرها فى الإنفاق مع دخول شهر رمضان، حيث إن هناك دراسات تؤكد أن الإنفاق الأسرى يزداد 3 أضعاف خلال شهر رمضان عن باقى السنة، وأقل التقديرات حسب هذه الدراسات أن الاستهلاك يزداد الثلث. معروف عن المصريين أنهم يزداد شرههم تجاه الاستهلاك خلال شهر رمضان، ويلجأون لتخزين السلع، وتنويع مصادر حصولهم عليها، وهذا غير منحصر فى طبقة معينة ولكن هذه ثقافة كل الفئات».
 وشدد عامر على ضرورة ترشيد النمط الاستهلاكى، ويعنى عدم الامتناع ولكن التعقل فى الاستهلاك»، مشيرا إلى أنه ليس هناك رقم تقديرى لحجم إنفاق الأسر المصرية على العزومات، فالمعروف أن هذا أسلوب مجتمعى مشهور به المصريون، ويجب القيام بدراسات متنوعة حول هذه النقطة للوقوف على حلول مجتمعية لهذه الظاهرة ومحاولة ترشيدها، فالدول المتقدمة تقوم بدراسات مجتمعية باستمرار حول مجتمعاتهم.
وأضاف أن الشعب المصرى لديه قناعات وثقافة عن الإسراف فى الوجبات الرمضانية والإسراف بشكل عام فى هذا الشهر الكريم، ويجب أن تتغير تلك الثقافة حتى يعلم الشخص قيمة هذا الشهر. أنه يجب على كل أسرة مصرية وضع خطة نفقات خلال هذا الشهر وتحديد الالتزامات المهمة فى رمضان من عزائم والمدعوين لها، فيجب أن تحدد العزومة ويحدد عدد المدعوين بشكل غير مبالغ فيه، ويجب الاقتصاد فى الطعام المقدم وعدم المبالغة حتى لا يطال نطاق غير المألوف والمبالغ فيه.
وقال عامر إن وضع خطة مسبقة يسهم إلى حد ما فى الحرص على الإنفاق فى شهر رمضان الكريم. أنه لابد من تغيير الثقافة المصرية الاقتصادية، وهذا يعتمد بصورة أساسية على ربة الأسرة التى يجب إكسابها تلك الثقافة ويجب أن تعلمها لباقى أفراد الأسرة. يجب تنمية الوعى الاستهلاكى بالبحث عن البدائل بسبب ارتفاع الأسعار، وتنمية ثقافة إعادة طهى الطعام، مما يعنى تقليل نسبة الفاقد والاستفادة من بواقى الطعام، وتخطيط الميزانية.
 وتعزيز ما يعرف بفن الشراء، وعمل قائمة بالأوليات والأشياء التى نحتاج إلى شرائها، والتخلص من الثقافة التى تعنى بربط المناسبات بالطعام، والتصدى لروح التنافسية بين ربات البيوت فى تبادل العزومات، وعمل عزومات جماعية بأن تجتمع العائلة كاملة وكل أسرة تساهم بصنف»، من الممكن اللجوء إلى عمل أصناف وأطباق متداخلة من بواقى الطعام أو الكميات القليلة منه، ما يسهم فى عمل أطباق جديدة بأقل كميات، واللجوء إلى المشروبات الطبيعية مثل العرقسوس والبعد عن المشروبات التى بها نسبة سكريات كبيرة، والابتعاد عن الحلويات المكلفة، والسلطة والشوربة يجب أن تكون أساسية على السفرة، والبعد عن السمن والمسبكات».اقتصاديات الإنفاق والإسراف.
 استناداً إلى حجم الإنفاق خلال شهر رمضان الماضى قدر الخبراء أن مصروفات رمضان تعادل إنفاق ٣ أشهر، السبب لا يرتبط فقط باعتماد الأسر مبدأ الإكثار من الأطعمة فحسب، بل بزيادة كبيرة فى أسعار السلع الغذائية التى يكثر عليها الطلب خلال الشهر الفضيل. «الجو الاجتماعى والإعلامي» العام يغذى هذه العادة أيضاً فتجتاح إعلانات المأكولات والمشروبات شاشات التلفزيون، وتتسابق الشركات على تقديم العروض على بضاعتها، ما يدفع المستهلك إلى الشراء أكثر.
فى رمضان قد يخيل للبعض أن الإسراف محصور بفئة الأغنياء فقط، لكنه ليس كذلك، فحتى الأسر ذات الدخل المحدود وفى بعض الحالات الأسر الفقيرة منخرطة فى هذه العادة السيئة التى باتت ظاهرة اجتماعية. الإفطارات الجماعية فى المساجد والجمعيات لم تسلم من الإسراف بحيث باتت الأطعمة والمشروبات تقدم بكميات تفوق بأشواط عدد الموجودين. الجمعيات بشكل عام والخيرية بشكل خاص تقيم إفطارات سنوية هدفها الحصول على تبرعات، لكن الهدف يحيد عن طريقه لكون الفنادق المختارة تكون الأفخم ما يعنى فاتورة ضخمة جداً.