الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الشموت» بلد الأولياء والزهاد

«الشموت» بلد الأولياء والزهاد
«الشموت» بلد الأولياء والزهاد




كتب – خالد بيومى


صدر حديثا عن هيئة الكتاب دراسة بعنوان «الشموت.. بحيرة الإله موت» تحقيق الباحث رجب الأغر، حيث تقع بلدة الشموت فى الجنوب الشرقى لمدينة بنها، وهى من البلاد المصرية القديمة حيث ورد ذكرها فى حرفى الشين والألف فى كتاب « قوانين الدواوين» للأسعد ابن مماتى، والاسم الأصلى لها «ششموت» وتعنى بحيرة الإله موت.والكلمة مكونة من شقين : «شش» بمعنى بحيرة، و»موت» والمقصود بها الإله والمعبودة موت إحدى ثالوث طيبة المكون من « آمون - موت- خنسو»، وكانت موت تعبد فى طيبة بسم الإله «حتحور».


ويوجد بالشموت العديد من العائلات التى تنسب لآل البيت. وقد احتضنت مصر الكثير من أولياء الله الصالحين منذ مئات السنين منهم الإمام الشهيد الحسين رضى الله عنه وشقيقته السيدة زينب، ومن أئمة الفقه والتصوف الإمام الشافعى، والسيد أحمد البدوى، والمرسى أبو العباس، والشاطبى، وسيدى إبراهيم الدسوقى وعبد الرحيم القناوى وغيرهم.
واحتضنت الشموت أربعة من هؤلاء الأولياء وهم : سيدى أحمد بكتوت، وأخيه عبدالله، وسيدى مرزوق، وسيدى مبارك.
وقد أقيمت ألوف المساجد فى مصر عقب افتح الإسلامى لها عام 646هــ، عندما أمر الخليفة عمر بن الخطاب ولاة البصرة والكوفة ومصر باتخاذ مسجد للجماعة ومساجد للقبائل فى خططهم أى مربعاتهم وأماكن إقامتهم، وقد نزل بإقليم القليبوبية العديد من القبائل العربية التى جاءت مع جيش الفتح الإسلامى. ويعد مسجد الأربعين أقدم مسجد فى الشموت وأولها حيث يقال إنه كان معبدا فرعونيا، ثم ديراً فى مصر المسيحية وبعد الفتح الإسلامى سمى باسم مسجد الأربعين نسبة إلى الأربعين نفراً من الجيش الفاتح الذين تم تكليفهم بإنشاء المسجد وتشييد المساجد فى مصر، ومسجد صبيح هو ثانى مسجد ويقع على ترعة الفلفلة وتم بناؤه فى منتصف القرن التاسع عشر.وهناك مسجد الخلوة وسمى بذلك نسبة إلى خلوة أحد الزهاد الذى كان يقيم على ترع الفلفلة وبنى فى أربعينيات القرن العشرين.
وتحتفل الشموت بالمولد النبوى الشريف، والسيد أحمد البدوى  شأنها شأن أى بلد آخر فى مصر ويقام مولدا سيدى أحمد بكتوت وأخيه عبدالله فى شهر شوال، وسيدى مرزوق فى شهر ذى القعدة، وسيدى مبارك فى شهر جمادى الآخرة. ويوجد بالشموت الطريقة الأحمدية التى تنسب إلى السيد أحمد البدوى ويعرفها الجميع، ويتبعها الكثيرون، وعلى رأسهم أصحاب المقامات الأربعة، وتوجد أيضا الطريقة الرفاعية والشاذلية والبرهانية والبرهامية، وأحدثهم النقشبندية، وكل طريقة من هذه الطرق لها مريدوها وتابعوها.
ومن أشهر أعلام القرية الشيخ على الهلبة ( 1800- 1904)، وكان صاحب عمود بالجامع الأزهر الشريف حيث كان يدرس علوم الصرف والنحو وفقه اللغة، والبكباشى إسماعيل أفندى صبرى ( 1860- 1931) قاضى جنايات الخرطوم،والعلامة الدكتور عبد الجواد الطيب ( 1915- 1997) صاحب أبو صخر الهذلى وإعراب القرآن الكريم.
وهناك الكثير من العائلات التى ترجع جذورها إلى أصول عربية مثل عائلة الباهى التى تعود إلى آل البهى الثقفى العدنانى من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام وتوجد بالجزائر، وتعد من أقدم وأعرق العائلات فى مدينة بوسعادة ولها فروع بالمملكة العربية السعودية وتونس ولبنان.
وعائلة السروجى وترجع أصولها إلى الطائف والحجاز ومكة، وعائلة السويدى الذين ينتسبون إلى قبيلة كندة،وهم بالإمارات وقطر والبحرين.