الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«كمائن قاطع طريق» كلمات شعرية بنزعة صوفية

«كمائن قاطع طريق» كلمات شعرية بنزعة صوفية
«كمائن قاطع طريق» كلمات شعرية بنزعة صوفية




كتب - خالد بيومى


عن دار ميسلون السوريّة للطباعة والنشر والتوزيع، صدر للشاعر والكاتب السورى هوشنك أوسى ديوان شعرى جديد بعنوان «كمائن قاطع طريق».
طوى أوسى ديوانه على 22 قصيدة متفاوتة الحجم، ومتنوّعة المواضيع والأفكار، توزّعت على ثلاثة أمكان مختلفة؛ والقصائد هي: «سيرة النور»، «الشاعر والغزالة العاتية»، «الناعي»، «جنازة نهر»، «أميرة القمح»، «فقيه الماء»، «ناصفنى الموت»، «شئون الحجر»، «نكبات ظلّ»، «الأفعى»، «السرخس المغدور»، «نوروز»، «قتامات»، «الصنم وقميص ليلى»، «ثلاث رصاصات فى خاصرة سنديانة»، «مرايا آمد»، «حزن فى اسطنبول»، «وساوس»، «أضرحة الماء»، «يوسف وبئر العسل»، آزادينامة» و»خفقُ جناحيّ يغنّيكِ: آزادي.. آزادى».
أهدى الشاعر ديوانه إلى عينى حبيبته «نسرين»..
تنحو بعض القصائد المنحى الصوفى فى مخاطبة النور والماء كقصيدة «سيرة النور» وقصيدة «فقيه الماء» وطرح الأسئلة الوجوديّة والاختلاء بالذات. كما تنحو قصائد أخرى نحو الهمّ الذاتى من حب وحزن وخيبة وآلام الإنسان، كقصائد «جنازة نهر»، «قتامات»، «وساوس». فى حين نجد قصائد أخرى تتجه نحو الانتفاض والثورة والاستنهاض، كقصيدة «نوروز» و«آزادينامة». كذلك حضرت فى قصائده مناهضة الحرب وما تفسده فى البشر والمجتمعات والاوطان، والانحياز للوجد والعواطف، كما فى قصيدة «الشاعر والغزالة العاتية»، «أميرة القمح» و»الصنم وقميص ليلى». إلى جانب مواضيع أخرى، تناولتها الديوان.. تجدر الإشارة إلى أن هوشنك أوسي، كاتب وشاعر سورى مقيم فى بلجيكا ويمارس العمل الصحفى منذ 2001 وحتّى الآن. له ست دواوين شعرية مطبوعة باللغتين الكرديّة والعربيّة، آخرها كان ديوانه الشعرى «فنان سمّ.. من يوميّات مقاتلة مجهولة و»كمائن قاطع طريق» هو ديوانه السابع. كذلك كتب هوشنك أوسى الرواية، وله روايتان: وطأة اليقين: محنة السؤال وشهوة الخيال» صدرت فى بيروت سنة 2016 عن دار سؤال للطباعة والنشر والتوزيع، وفازت هذه الرواية بجائزة كتارا للرواية العربية سنة 2017، عن فئة الروايات المنشورة، وترجمت للغتين الانكليزية والفرنسية. كما صدرت روايته الثانية «حفلة أوهام مفتوحة» عن نفس الدار (سؤال) فى بيروت سنة 2018.. تُرجِمت نماذج من قصائد هوشنك أوسى إلى الانكليزية، الفرنسيّة، الهولنديّة، الالمانيّة. نقرأ فى قصيدة «الشاعر والغزالة العاتية»: هذا ليلُكِ، طريحُ الثلجِ، يئنُّ من فرطِ جراحهِ، فاصهلي. هذى سنينُكِ، تراتبُ اليابسِ فى استقرائه لأحوالكِ، قد استوت على مشارفِ الحريقِ، فاهطلي. لا زلتِ تنشغلينَ بوطنٍ، ينشغلُ بهِ قَتَلَتُكِ ساحةً لنحرِ الوردِ، وتلقيم النَّار الحقودِ. لا زالَ الوطنُ يعبُرُكِ سيولاً من الكلامِ المحنَّطِ المرصوصِ إلى خواءِ هذا الزَّمنِ الوحش. أنا غدُك؛ ما أنْ تقتربينَ منِّي، حتَّى يباغتَكِ الأمسُ، ويجرَّكِ من شَعركِ. تشدِّينَ أنفاسكِ بساريةِ الأمسِ، فمنْ أينَ سيأتيكِ يومكِ؟! صوتُكِ المتعبُ من ترديدِ حكاياتِ الزّيتونِ، أعياهُ تدبيجكِ لثوراتِكِ المتناسلةِ المتحاربةِ المتضاربةِ المتآلفةِ. صوتُكِ عنقودُ وجعٍ كرديٍّ، يكابرُ الصُّراخ. صوتُكِ قنطرةٌ من تعاويذ الزيتونِ للعائدينَ من المجزرةِ، حاملينَ وطناً فى الأحداق وصُلباناً فى الأعماق. أما آن أنْ تفيقى من صوتِكِ على صوتي، يا حطامَ امرأةٍ، أغوى سمارها شعباً من الأيائل، وأسكرت ضحكاتها جبالاً وبنادق!؟.