الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النواميس.. هنا عاش ومات ودفن الإنسان الأول فى سيناء

النواميس.. هنا عاش ومات ودفن الإنسان الأول فى سيناء
النواميس.. هنا عاش ومات ودفن الإنسان الأول فى سيناء




 تبدأ روز اليوسف من اليوم نشر سلسلة من الموضوعات عن أثار وتاريخ سيناء أرض الفيروز، وستكون بعنوان «حَكَّاء أرض الفيروز»، والتى كشف لنا خباياها وأسرارها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء.
 وبدأ ريحان بحكاية آثار الإنسان الأول بسيناء والتى تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث قال إنها تنتشر فى أماكن عديدة بها منها منطقة وادى الشجيراء عند الكيلو 25 طريق نويبع – سانت كاترين وهى عبارة عن مبان تتكون من دوائر من الأحجار الزلطية الكبيرة والمنطقة حولها مفروشة بهذه الصخور ذات البلاطات العريضة؛ قطر هذه الدوائر ما بين متر إلى ثلاثة أمتار وطريقة بنائها كانت عن طريق رص الأحجار بطريقة بدائية دون استخدام مونة.. وتأخذ الدوائر شكل التجمعات الفردية بحيث أن كل مجموعة تتكون من أربع إلى خمس دوائر وهى لحياة الإنسان البدائى.
وقال ريحان: إن منطقة المرحا طريق نويبع – سانت كاترين توجد بها مبان متطورة عن السابقة؛ حيث وجدت مجموعة من المبانى بينها مساحة متسعة وهى أكثر ارتفاعًا واتساعًا من الدوائر السابقة ويطلق عليها النواميس مدخلها بسيط وضيق لا يتسع إلا لشخص واحد  وارتفاع هذا المدخل 50سم فقط  يعلوها عتب مما يدل على أن الأفراد كانوا يدخلونها زحفًا والحوائط مبنية بانحراف للداخل وهى مسقوفة بقبة ضحلة (غير عميقة).
 وتعتبر النواميس مرحلة بداية تكوين القبيلة حيث كانوا يعيشون فى مجموعات على هيئة دوائر ووسطهم أماكن الحيوانات وأعيد استخدام هذه النواميس أيام الأنباط لاكتشاف العديد منها على الطريق التجارى للأنباط بسيناء ثم  استخدمت فى الفترة المسيحية قلايا للمتوحدين الأوائل بسيناء.
 وأشار إلى دراسات لهذه النواميس فى عام 1869- 1870 وفى عام 1904 بواسطة علماء أجانب منهم الأثرى الإنجليزى « بالمر»  والأثرى « بترى»، علاوة على أعمال الحفر غير العلمية التى قام بها جنود الاحتلال الإسرائيلى بسيناء بالاشتراك مع معهد الآثار بالجامعة العبرية من عام 1971 إلى 1973، وقد قاموا بحفر 42 مبنى من هذه النواميس قرب عين حضرة التى شملت بقايا آدمية قديمة وحديثة ولقى أثرية تعود إلى عصر البرونز المتأخر تشمل رءوس سهام وأسورة مصنوعة من الرخويات (الحيونات اللا فقرية) التى يتم تجميعها من على الشواطئ.
 ونوه إلى أن الدراسات تأرجحت فى تحديد وظيفة النواميس بين وصفها مبانى سكنية أو مقابر وقد ذكر بالمر أنها مساكن لقوم يعتمدون على الرعى والزراعة واتضح ذلك من الحدائق التى شاهدها حولها ثم تحولت هذه المبانى إلى مقابر بواسطة شعوب أخرى وهم الذين أغلقوا أبوابها وأزالوا الأسقف واضعين الرفات بطولها والرأس جهة الغرب ثم غطوها بالتراب، وطالب بحسن  استغلال  هذه النواميس بوضعها على  خريطة سياحة السفارى بسيناء وتطوير المناطق حولها وتحويلها  إلى متاحف مفتوحة لعصور ما قبل التاريخ بسيناء وآثار الإنسان السيناوى الأول.