الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حـرب النفـط تشتعـل فى الخليج

حـرب النفـط تشتعـل فى الخليج
حـرب النفـط تشتعـل فى الخليج




يرى الكثير من المحللين الدوليين أن «حرب النفط» فى ظل التصعيد الخطير، الذى تشهده الأزمة النفطية فى منطقة الخليج العربى  والتى كان آخرها استهداف ناقلتى نفط بطوربيد فى خليج عُمان، صباح أمس الخميس، ومن قبلها بحوالى شهر على تعرض 4 ناقلات نفط لهجوم قبالة ساحل الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة، وقوع أعمال تخريبية أثبتت التقارير أن إيران هى الضالعة فى تلك الأعمال التخريبية.
وتعرضت ناقلتا نفط كانتا تبحران فى خليج عُمان، لما يبدو أنه هجوم منسق، إذ ذكرت مصادر أن إحدى الناقلتين أصيبت بصارخ طوربيد، فيما تم إجلاء طاقمى الناقلتين إلى مكان آمن.

 

وبدأت الأحداث عندما أعلنت البحرية البريطانية عن حادث غامض وقع فى الخليج، داعية عبر مركز عمليات التجارة البحرية التابع لها إلى توخى «الحذر الشديد»، وذكرت المجموعة إنها تجرى تحقيقًا فى الأمر، وفق ما أوردت «أسوشيتد برس».
وإلى جانب البحرية البريطانية، قالت البحرية الأميركية: إنها على علم بوقوع الهجوم، الذى وقع على بعد 14 ميلًا بحريًا عن إيران.
وقال الأسطول الأميركى الخامس, إنه تلقى نداء استغاثة فى خليج عُمان، مؤكدًا أن القوات الأميركية موجودة فى المنطقة وتقدم المساعدة.
ونقلت وكالة «بلومبيرغ» عن مسئولين فى البحرية الأميركية قولهم: إن ناقلتى النفط تعرضتا لأضرار نتيجة «هجوم محتمل».

 
ومع مرور الوقت، اتضحت مزيد من التفاصيل، إذ تبين أن الأمر يتعلق بحادث طال ناقلتين ترفع إحدهما علم جزر مارشال واسمها «فرونت ألتير»، فيما الناقلة الثانية اسمها «كوكوكا كاريدجس» وترفع علم بنما».
ونقلت وكالة «رويترز» عن صحيفة «تريد ويندز» المعنية بالشحن أن طوربيدًا أصاب الناقلة «فرونت ألتير» المملوكة لشركة «فرونت لاين» النرويجية، وفى وقت لاحق قالت الشركة, إن النيران اشتعلت فى الناقلة.
وأفادت السلطات البحرية النرويجية بأن ناقلة نفط نروجية تعرضت لهجوم فى خليج عُمان ووقوع 3 انفجارات على متنها.
وذكرت الوكالة نقلا عن مصادر ملاحية أنه تم إجلاء طاقمى الناقلتين إلى مكان آمن، فيما أوضحت صحيفة «نرويجية» أنه تم إنقاذ طاقم «فرونت ألتير» المكون من 23 بحارًا.
وفى السياق ذاته قالت هيئة ناقلات النفط, إن المخاوف بشأن سلامة أطقم السفن تتنامى بعد تعرض ناقلتين اليوم إلى هجمات، مشيرة إلى أن إمدادات النفط للغرب قد تتعرض للتهديد إذا استمرت المخاطر.
من ناحية أخرى، قال وسطاء شحن, إن شركتين مالكتين لناقلات نفط علقتا الحجوزات الجديدة إلى منطقة الخليج.
فيما قال مدير شركة كوكوكا سانجيو اليابانية للشحن، إن إحدى ناقلات الشركة تعرضت لهجوم قرب مضيق هرمز.
وذكرت هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية أن الناقلة تدعى كوكوكا كاريدجس، وهى واحدة من ناقلتين تقول شركتا شحن ومصادر بالقطاع إنهما تعرضتا لما يشتبه بأنها هجمات فى خليج عمان أمس الخميس.
وقال يوتاكا كاتادا مدير شركة كوكوكا سانجيو فى مؤتمر صحفى: إن السفينة أصيبت مرتين فى غضون ثلاث ساعات قبل أن يتم إجلاء الطاقم بأكمله. وذكر أنه تم إنقاذ جميع أفراد الطاقم.
وأفادت هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية بأن الناقلة كوكوكا كاريدجس كانت تحمل 25 ألف طن من الميثانول.
وكان وزير التجارة اليابانى هيروشيجى سيكو قد قال فى وقت سابق للصحفيين: إن الحكومة تحقق فى تقارير عن تعرض سفينة تحمل شحنة «لها صلة باليابان» لهجوم.
وقال مسئول كبير فى شركة سي.بي.سى الحكومية التايوانية لتكرير النفط: إن ناقلة تستأجرها الشركة لجلب وقود من الشرق الأوسط تعرضت لما يشتبه بأنه هجوم فى وقت سابق أمس الخميس.

 
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، أن تعرض ناقلتى نفط للهجوم فى بحر عمان سوف يزيد التوتر القائم فى المنطقة تصعيدًا، لاسيما أنه يأتى بعد شهر من هجوم تخريبى استهدف أربع ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات، فضلا عن توتر العلاقة بشدة بين طهران وواشنطن.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أمس الخميس، إلى أن الاحتكاكات فى المنطقة أصبحت شديدة لدرجة أن الدول الأخرى ناشدت جميع الأطراف بالتهدئة بدلاً من إثارة حرب شاملة.
وخلال الشهر الماضى، قال جيريمى هانت، وزير الخارجية البريطانى:»نحن قلقون للغاية من خطر حدوث صراع عن طريق المصادفة مع تصعيد غير مقصود من الجانبين.»
ولم يتضح بعد كيف تم تنفيذ الهجمات الأخيرة أو من ارتكبها، تماماً كما لا تزال ظروف هجمات الشهر الماضى غامضة.
لكن بحسب تصريحات المسئولين فإنه  يبدو أن السفينتين اللتين ضربتا أمس الخميس، تضررتا  بشكل أكثر خطورة من تلك التى ضربت فى مايو.
وأعلنت الكويت رفع حالة الاستعداد القصوى بعد حادث الهجوم على ناقلتى النفط، فى خليج عمان، مؤكدة متابعتها لسفنها، والبيانات الرسمية للتعامل وفق مناطق الحوادث بحسب صحيفة القبس الكويتية.
وأكدت شركة ناقلات النفط الكويتية، أمس الخميس، أن ناقلات النفط الكويتية تسير بشكل طبيعى، مؤكدة استعداداها لأى طارئ.
وذكرت الشركة  فى بيان صحفى  أنها اتخذت كل الإجراءات والتدابير الاحترازية الأمنية اللازمة؛ لضمان التشغيل الآمن لأسطولها البحرى، موضحة أن أسطول الشركة البحرى، لم يتأثر بالحوادث الأخيرة المؤسفة التى وقعت فى المنطقة ولاسيما الحادث المؤسف الذى تعرضت له ناقلتان بحادثين منفصلين اليوم فى خليج عمان.
وأضافت أنها تتابع تلك الحوادث مع الجهات العالمية البحرية المعنية بهذا الشأن، وتقوم بدورها على أكمل وجه، مشيرة إلى أن لديها أسطول ناقلات نفط وغاز حديث على أعلى مستوى، ويتوافق مع مواصفات الصحة والسلامة العالمية.
ووجهت كل من السعودية والإمارات والنرويج رسالة مشتركة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإبلاغه بشأن الهجمات على ناقلات النفط فى المياه الإقليمية الإماراتية.
وجاء ذلك فى بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء السعودية وأصدرته البعثات الدائمة لهذه الدول لدى الأمم المتحدة اليوم الجمعة، بشأن الهجمات على ناقلات النفط وفيما يلى نصه:
وجهت البعثات الدائمة لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة النرويج رسالة مشتركة إلى مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة بتاريخ 15 مايو 2019 لإبلاغه بالحادث الذى وقع فى المياه الإقليمية الإماراتية بتاريخ 12 مايو 2019 الذى تسبب فى إلحاق أضرار بالغة بأربع ناقلات نفط، منها ناقلتان سعوديتان وناقلة تحمل علم النرويج وأخرى تحمل علم الإمارات.
ووصف المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمى الحادث، قائلًا: إنه عمل تخريبى يؤثر على سلامة الملاحة الدولية وأمن إمدادات النفط العالمية.
وأضاف: «لذلك فإن السعودية تندد بأشد العبارات بهذه الهجمات الإرهابية، وتدعو المجتمع الدولى إلى اتخاذ موقف صارم تجاه الجهات المسئولة عن مثل هذه العمليات التخريبية الاستفزازية».
وأشار إلى أنه بالرغم من أن الهجمات لم تسفر عن وقوع أى إصابات أو تسرب نفط أو مواد كيميائية ضارة، إلا أنها كانت من المحتمل أن تتسبب فى حدوث خسائر فادحة فى الأرواح ووقوع كارثة بيئية فى خليج عمان.
بدورها صرحت المندوبة الدائمة للنرويج لدى الأمم المتحدة السفيرة منى يول قائلة: «أنا ممتنة لعدم تعرض طاقم السفينة النرويجية للأذى، إلا أن السفينة تعرضت لأضرار مادية، وذكرت أن السلطات النرويجية تقوم حاليًا بتقييم الوضع بالتعاون الوثيق مع الأطراف المعنية بما فى ذلك السلطات الإماراتية».
من جانبها، شددت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة، على أن هذه الهجمات تأتى فى وقت يتعين فيه على الجهات المعنية المسئولة فى جميع أنحاء المنطقة العمل معًا من أجل تخفيف التوترات، مبينة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتعاون مع كل من السعودية والنرويج وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية للتحقيق فى هذه الهجمات.
كما تنوى كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والنرويج إخطار المنظمة البحرية الدولية رسميًا بشأن هذه الهجمات، والتهديد الذى تشكله على الشحن البحرى الدولي.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن إيران قدمت، أمس الخميس، المساعدة لـ»ناقلتى نفط أجنبيتين» ترفع إحداهما علم بنما والثانية جزر مارشال بعد أن تعرضتا «لحادثة» صباحًا فى بحر عُمان.
وقالت الوكالة نقلا عن «مصدر مطلع»، إن «وحدة إنقاذ تابعة للبحرية الإيرانية فى محافظة هرمزكان جنوب إيران، أغاثت 44 بحارًا من المياه، ونقلوا إلى ميناء بندر جاسك».
وبحسب الوكالة، وقع أول حادث فى الساعة 8,50 (4,20 ت غ) على بعد 25 ميلًا بحريا من بندر جاسك على متن ناقلة ترفع علم جزر مارشال وتنقل حمولة من الميثانول من قطر إلى تايوان.
ومن جهته وصف وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، حادثة ناقلتى النفط فى خليج عمان بأنه أكثر من «مريب»، داعيًا لحوار إقليمى لنزع فتيل التوتر فى المنطقة.
وقال ظريف، فى تغريدة على تويتر: «الأنباء حول هجمات على ناقلات نفط مرتبطة باليابان وردت أثناء لقاء رئيس الوزراء شينزو آبى بـ(المرشد الأعلى) آية الله خامنئى لإجراء محادثات واسعة وودية».
وأضاف: مُريب أقل من أن يصف ما حدث هذا الصباح».
وتابع: «منتدى الحوار الإقليمى الذى اقترحته إيران ضرورة حتمية».


وسلط حادث استهداف جديد لناقلات نفط، على مقربة من مضيق هرمز، الضوء على الأهمية الاستراتيجية الحساسة لتلك المنطقة، التى تعد نقطة ربط بين دول الخليج والعالم.
وتكمن الأهمية، فى أن تلك المنطقة تعد ممرًا لخمس الاستهلاك العالمى من النفط، الذى يقدر بنحو 100 مليون برميل يوميًا.
ويمر نحو الصين واليابان، وكوريا الجنوبية والهند وسنغافورة ودول أخرى، عبر تلك المنطقة من خلال مضيق هرمز، 88% من الإنتاج النفطى للسعودية، 98% من إنتاج العراق، 99% للإمارات، وكل نفط إيران والكويت وقطر.