الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هانى عازر العبقرى

هانى عازر العبقرى
هانى عازر العبقرى




هو ابن حضارة بنت مجدها على العلم، كان إعجازها فى الهندسة، عمارتها بهرت العالم وحيرت العلماء، وبالتالى لم يكن غريبًا أن يكون حفيد أمحوتب هو الآخر عبقريًا يشهد العالم كله بإبداعه، لم يكن غريبًا على المهندس المصرى هانى عازر أن يضع وصايا الحكيم الفرعونى بتاح حتب أمام عينيه، أن يتخذ منها دستورًا فى حياته: « كن مجتهداً فى كل وقت.. افعل أكثر مما هو مطلوب منك.. لا تضيع وقتك..
لا تكونن متكبراً بسبب معرفتك, ولا تكونن منتفخ الأوداج لأنك رجل عالم»، فكان المجد هو الحصاد.
■ ■
ابن محافظة الغربية هو نموذج للنجاح، شهادة على أن مصر مليئة بالعباقرة والمبدعين، فقد درس الهندسة فى جامعة عين شمس، فبهر خريجى هارفارد وأوكسفورد، وكامبريدج، وكان جسرا من التواصل بين القاهرة وأوروبا، بعد أن عمل بجهد فى بلد الصناعات الأول بالقارة العجوز حافرا اسمه بحروف من ذهب على جدرانها.
صاحب النجاحات غير المسبوقة والإسهامات العلمية  كان أقل تقدير يحصل عليه أن ينال وسام الاستحقاق الأرفع من الدرجة الأولى فى ألمانيا عن إنجازه فى البلد الأوروبى وهو الإشراف على تصميم وبناء محطة قطارات برلين العملاقة.
عازر يمثل نموذجا للعالم المصرى المجتهد الذى لم ينس وطنه رغم سنواته الـ 40 التى قضاها فى ألمانيا بعدما درس الهندسة المدنية فى مدينة «بوخوم» مكللا أول نجاحاته برئاسة فريق العمل المنفذ لنفق تيرجارتين أسفل مدينة برلين الألمانية فى العام 1994 وصولا إلى تصنيفه كأحد أهم «حافرى الأنفاق» على مستوى العالم.
منذ هذا التاريخ حفر اسمه ضمن الشخصيات المصرية العالمية التى استحقت التكريم مؤخرا، ليذهب إليه مندوب عن الرئاسة الألمانية إلى مسكنه فى مدينة دورتموند بألمانيا ويمنحه وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى فى حفل رسمي، وهو التكريم الثانى له فى ألمانيا فقد كرمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى العام 2006 لحظة افتتاح محطة برلين للقطارات.
■ ■
قبل هذا التكريم بنحو 5 سنوات لم يتخل المهندس المصرى عن دعم بلاده فكان أن حظى بشرف العمل مشرفا على أنفاق قناة السويس التى سجلت تاريخا جديدا ونقلة نوعية فى ربط أرض الفيروز سيناء بالدلتا والقاهرة، ولم يتوقف عطاؤه عند هذا الحد، بل أكثر من ذلك فقد وهب نفسه قديسًا فى حب أم الدنيا، وقرر الإشراف على تنفيذ خطة التطوير الشامل لسكك حديد مصر، معلنا لمن حوله بأن هذا البلد قادر على تقديم إنجاز مثل ذلك الذى نشاهده فى فرنسا وألمانيا والنمسا.
هو بكل المقاييس صاحب معجزات هندسية باعتراف عمالقة الصناعة الألمان، رغم سنواته الـ 71 يتحدث ويعمل ويضع الخطط دائما لطموحات غير مسبوقة من شأنها تغيير المشهد لصالح مصر والمصريين خلال الفترات المقبلة بمشروعات عنوانها الانتقال إلى مصاف دول العالم الأول.
يراهن على أن بإمكان وقدرات المصريين أن يضعوا مصر حاليا وفى المستقبل القريب فى مرتبة متقدمة بشوارع ووسائل انتقال ومحطات وخطوط سكك حديدية وأنفاق وتخطيط عام لدولة ذات تاريخ وحضارة ممتدة لآلاف السنوات.
هانى عازر هو أبلغ رد علمى على أرض الواقع لمن يقول إن أبناء مصر فى الخارج لا يقدمون لهذا البلد شيئا، فإذا به يبنى قواعد المجد فى ألمانيا وأوروبا وأبدا لم تسقط مصر من حساباته، وهو أيضا مثل عشرات المصريين المبدعين الذين يعملون فى صمت وترفع وتواضع وشموخ داخل مصر بخبرة الخارج وقواعده وانضباطه أملا فى الوصول ببلده إلى أعلى درجات التقدم.
■ ■
هو خبير الأنفاق العالمى والرئيس الشرفى لمؤسسة «مصر تستطيع» الذى لم ينسه تكريم ألمانيا له بلده معلنا تقديره لفرحة المصريين بتكريمه وأنها أهم شيء عنده.
من حجم إنجازاته وما قدمه لألمانيا، جاء تكريمه بحضور عدد من أبرز المسئولين المصريين والألمان، إذ أناب رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فالتر شتاين ماير المحافظ الأول لمدينة دورتموند «أولريش سيراو» لتسليم «عازر» وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى لجمهورية ألمانيا الاتحادية.
ولم يكتف محافظ دورتموند بالتكريم، بل ظل يروى أشعارا فى عازر، متحدثا عن مسيرته منذ تخرجه فى كلية الهندسة بجامعة عين شمس، ومسيرته المهنية الناجحة فى ألمانيا وبخاصة إسهاماته فى العديد من المشروعات الهندسية الكبرى بألمانيا.
إن وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى الذى منحته ألمانيا لعازر، هو تكريم للجالية المصرية بأكملها فى ألمانيا ولكل مصرى يطمح فى تسجيل شهادة الانتماء والتقدم لبلده.
■ ■
لقد تم ترشيح المهندس هانى عازر ليصبح سفيرًا لصندوق الاستثمار القومى الخيرى للتعليم؛ من أجل المساهمة ضمن فريق كبير لوضع رؤية تنهض بالتعليم فى مصر.
هو مصرى قدم الكثير لألمانيا البلد الذى أحسن استضافته وجعل منه أفضل مهندسى العالم، محتفظا فى الوقت نفسه بقلب مصرى خالص مليء بالولاء والانتماء يرد الجميل لدولة علمته ووضعت بذرته الطيبة فذهب إلى حيث كتب التاريخ بأحرف النجاح والتقدم.. لأجل الكثير والكثير مما قدم ويقدم للعالم ولبلده مصر وجدناه عن جدارة بكل تقدير يستحق وسام الاحترام.

روزاليوسف