السيسى يجدد العلاقات بين القاهرة وبوخارست بعد 15 عامًا من الإهمال

يجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الجارى زيارة إلى رومانيا يلتقى خلالها كلاوس يوهانيس، رئيس جمهورية رومانيا، فى إطار ما تشهده العلاقات بين البلدين من تنامى خلال الفترة الأخيرة، لاسيما فى القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية، حيث بلغ حجم التبادل التجارى مليار دولار خلال عام 2018، فضلاً عن مضاعفة عدد رحلات الطيران لمدينتى شرم الشيخ والغردقة بما يعكس الجاذبية التى تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية للسائحين الرومانيين.
وشهدت العلاقات المصرية الرومانية طفرة خلال عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خاصة خلال الفترة الحالية التى تتزامن فيها رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبي.
وأبدى الرئيس الرومانى كلاوس يوهانيس، خلال مشاركته فى القمة العربية الأوروبية الأولى من نوعها، التى انعقدت فى شرم الشيخ خلال شهر فبراير الماضي، رغبته فى تطوير العلاقات الثنائية مع مصر بمختلف أنماطها، خاصةً فى ظل كونها الشريك التجارى الأول لرومانيا فى المنطقة، بالإضافة إلى الدور المصرى المحورى فى الشرق الأوسط وإفريقيا.
كما أبدى الرئيس الرومانى اهتمامه فى هذا الصدد باستكشاف آفاق التعاون الثلاثى بين البلدين فى القارة الأفريقية خلال الفترة المقبلة فى ضوء الاهتمام المشترك بدعم التنمية فى القارة وصون السلم والأمن بها، مشيدًا بالنجاحات التى حققتها مصر بقيادة الرئيس السيسى على صعيدى الأمن والاستقرار الداخلي، وجهود التنمية المتمثلة فى المشروعات القومية العملاقة والإصلاح الاقتصادي، وكذلك فيما يخص وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، ومكافحة الإرهاب وتأمين حدودها الممتدة شرقاً وغرباً لمنع آلاف المتسللين من العناصر الإرهابية فى ظل محيط جغرافى مضطرب، معرباً عن تقديره فى هذا الصدد للأهمية الجوهرية لمصر فى السعى للحفاظ على استقرار المنطقة.
وترتبط كل من مصر ورومانيا بعلاقاتٍ تاريخية وثيقة، حيثُ احتفل البلدان عام 2006 بمرور مائة عام على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، إلا أن الروابط التى تجمع ما بين البلدين تسبق تلك المدة الزمنية حيث شهدت تعاوناً على سبيل المثال خلال فترة حفر قناة السويس، كما شهدت الروابط الدينية، فيما بين الكنيستين المصرية والرومانية، صلات منذ قرون عديدة.
وقد ساهم انضمام رومانيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فى الأول من يناير عام 2007، فى تعزيز العلاقات الثنائية ما بين البلدين اتساقاً مع مستوى العلاقات المتنامية التى تربط مصر بالاتحاد الأوروبى، حيث تنوعت العلاقات الرومانية المصرية بشكل أوسع، كما زاد نطاق الموضوعات ذات الاهتمام المشترك التى تربط ما بين الجانبين.
تتميز العـلاقات السياسية بين مصر ورومانيا بقـدرٍ كبيـر من الثبات والاستقرار، كما تحظى بمستوى عالٍ من التنسيق وتتسم بتقارب وجهات النظر ما بين البلدين فى العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
يربط مصر ورومانيا علاقات اقتصادية وتجارية جيدة، حيث يبلغ حجم المعاملات التجارية بين البلدين حوالى 350 مليون دولار سنوياً، منها 90 مليون دولار صادرات مصرية لرومانيا، و260 مليون دولار واردات لمصر.
وتركزت أهم الصادرات المصرية إلى رومانيا خلال الأعوام الماضية فى البترول ومنتجاته، الأزر، والأسماك الطازجة والمُجمدة، والأدوية والمُستحضرات الطبية، وأسمنت بورتلاند، والمنسوجات، والخضر والفاكهة.
فى 1 مارس 2019 عُقدت الدورة الثالثة للجنة المشتركة المصرية الرومانية للتعاون الاقتصادى برئاسة الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى عن الجانب المصري، وستيفان رادو أوبرا وزير بيئة الأعمال والتجارة وريادة الأعمال الروماني، بحثا الجانبان خلالها أوجه التعاون الثنائى بين البلدين التى تم اختيارها بعد دراسة مستفيضة عن المزايا النسبية لكل من البلدين، مع التركيز على بعض المجالات مثل: الاستثمار، والتجارة، والتصنيع، وقطاع الأعمال العام، والكهرباء والطاقة، والبترول والغاز والثروة المعدنية، والزراعة، والري، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، والصحة والدواء، والتعليم العالى والبحث العلمي، والابتكار والتنمية التكنولوجية، والثقافة، والشباب والرياضة، والطيران المدني، والنقل البحري، والبيئة.
فى 2أغسطس 2018 تعاقدت وزارة التموين والتجارة الداخلية من خلال مناقصة عالمية على شراء 60 ألف طن قمح روماني، يتم شحنها خلال الفترة من 11 إلى 20 سبتمبر 2018.
وتربط مصر ورومانيا العديد من الاتفاقيات الثنائية فى المجال الاقتصادى والتجارى.
بلغت القيمة الإجمالية للاستثمارات المصرية فى رومانيا منذُ عـام 1990 وحتى نهاية عـام 2009 حوالى 29.13 مليون دولار ، ويساهم فى هذه الاستثمارات عدد كبير من الشركات المصرية المتوسطة والصغيرة، علماً بأن عدد الشركات المصرية المُسجلة فى رومانيا 1232.
وبلغت قيمة الاستثمارات الرومانية فى مصر خلال نفس الفترة حوالى 87.445 مليون دولار.