الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جلال أمين: خروج أعمال من القائمة لا يقلل من قيمتها




أوضح الدكتور جلال أمين الخبير الاقتصادى ورئيس لجنة تحكيم جائزة البوكر كواليس اختيار الأعمال التى وصلت للقائمتين القصيرة والطويلة للجائزة فى ندوة «البوكر ما لها وما عليها»، التى أقيمت مساء الجمعة الماضية بمعرض الكتاب ضمن محور الأنشطة العربية قائلا: لم يكن هناك معايير محددة أو واضحة وضعتها اللجنة، كل عضو اختار عددا من الروايات من بين 133 رواية الذين تنافسوا هذه الدورة، ليحسبوا المشترك فيما بينهم جميعا ثم تناقشوا فى مجموع الباقين ليتم تصفيتهم إلى 16 رواية تم الإعلان عنهم، وأشار إلى أنه بشكل خاص يرى أنه من المهم تحديد معايير عامة فى اختيار الأعمال.
 
ولفت أمين فى الندوة التى أدارها الكاتب الصحفى سيد محمود وحضرها فلور ملورمنتامارو منسقة الجائزة وآسيا موساى عضوة مجلس أمناء الجائزة، والكاتب الصحفى والروائى إبراهيم عيسى، الذى وصلت روايته «مولانا» للقائمة القصيرة، لفت إلى أنه اعتمد فى اختياراته على عدد من المعايير، منها قدرة الكاتب على الحكي، لأن الرواية مهما كانت هى حدوتة وليست بحثا أو دراسة، بالتالى نضمن عنصر التشويق بالعمل الأدبي، المعيار الثانى هى اكتساب العمل نوعا من روح الفكاهة sense of humor المعيار الثالث هو جمال واتساق البناء الدرامى بالعمل والمعيار الرابع هو اللغة التى لابد أن تكون صحيحة وراقية وهنا يوجد اختلافا فى الآراء وتساؤلا حول مدى قبول العامية بالعمل؟ وأرى أنها لا ضير فى وجودها خاصة أن هناك عامية راقية، السؤال الثانى ما حدود الخروج على القواعد الأدبية؟ وأرى أن هناك حدود فى الحديث عن الجنس وعن السياسة أيضا، المعيار الخامس هو الجدية والابتكار فى العمل وتناوله لجوانب غير مطروقة، المعيار السادس هو هل للرواية هدف ورسالة؟ وهى إشكالية لم تحسم حتى الآن، ثم اختتم كلمته بأنه سعيد بتقديم الجائزة لأسماء وأعمال غير مشهورة مشيرا إلى أن من تم استبعاد أعمالهم من الأسماء الكبيرة لا يمثل إهانة لهم ولا للجائزة.
 
أما إبراهيم عيسى فحدد كلمته فى فكرة التعامل مع المساحة النقدية فى مصر والعالم العربى قائلا: حقيقة أنا لا أرى أية حركة نقدية مصاحبة أو موازية لتطور الرواية العربية الواضح، فالحركة النقدية لدينا ضعيفة وأحيانا هزيلة فلا توجد نظرية نقدية عربية واحدة نستند إليها!
 
لذلك أرى أن جزءا كبيرا من نجاح «البوكر» أنها أنتجت نقادا يقرأون الروايات إلى جانب الأسماء التى طرحتها على الساحة الثقافية العربية على مدار الست أو السبع سنوات الماضية، ربما هذا ما كشفت عنه طبيعة لجنة التحكيم الأخيرة، عن أن الذائقة الموحدة كانت مفسدة وأضرت بأعمال كان من الممكن لها أن تتواجد بشكل أفضل، وللأسف أن الصفحات الثقافية بالصحف ليست مفجرة للإبداع او المواهب لكن البوكر استطاعت أن تفعل ذلك، للتنوع فى اللجنة هذا العام التى فجرت الأنماط السائدة للنقد العربى من نوعية الأحكام المسبقة أو الجاهزة.
 
وأكمل: لا اظن أن خروج عمل أدبى من القائمة لأى كاتب ولو مشهور هو إهانة له أو انتقاص من شأنه، وكذلك الحال مع الجائزة التى لم ينتقص منها شيئا، وأريد أن أتوقف هنا عند الأسماء التى حصلت على الجوائز، نجد أن الاختيار كان لروايات مقروءة بالفعل ولها قارئها وليس معنى ذلك أنها تقليلا منها، لكن التنميط الدائم أرى أنه يؤدى لإفشال النقد وتسييد نوع معين من الأدب لا نحيد عنه، التى كان يجب تفتيتها وتفكيكها هذا العام.
 
ومن جانبها   قالت فلور ملورمنتامارو منسقة جائزة «البوكر»: الشراكة مع الهيئة البريطانية لا تعنى أنها تتدخل بأى شكل فى الإدارة الفنية للجائزة، مؤكدة على تطبيق مبدأ النزاهة التامة فى العمل، ولفتت إلى أنه تم استحداث شرطين جديدين بالجائزة، الأول أنه من حق لجنة التحكيم استدعاء روايات لم يرشحها الناشر للجائزة، الثانى أن يسمح إذا ما تقدمت دار نشر بالرواية لكاتب سبق وأن تقدموا له من قبل بأعمال ألا يكون هذا العمل من نصاب الترشيح.
 
كما أكدت آسيا موساى فى إجابتها على تساؤلات الإعلاميين عن مدى وجود بعض الناشرين بعضوية مجلس الأمناء وطبيعة مشاركتهم، أن المجلس عمله إدارى بحت ولايوجد أية علاقة بينه وبين لجنة التحكيم أو تدخل فى قراراتها.