الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أذرع مصر فى إفريقيا

أذرع مصر فى إفريقيا
أذرع مصر فى إفريقيا




مع حرص القيادة السياسية على مد جسور التواصل مع قارة إفريقيا وبالأخص مع تولى مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى بدأت فى دعم خطة وزارة قطاع الأعمال للعديد من شركاتها التابعة التى لها فروع متعددة بإفريقيا أو فتح مجالات لبعض لشركات القطاع لبدء مشاريع تنموية كبرى بإفريقيا، وبالفعل بدأت أولى الخطوات لتنفيذ قطاع الأعمال لمشروع عملاق ويتمثل فى تدشين خط ملاحى منتظم من ميناء العين السخنة إلى دول شرق إفريقيا، أكتوبر 2019، لضمان وصول البضائع المصرية لـ6 دول إفريقيا بخلاف إمكانية الوصول إلى الدول الحبيسة فى وسط إفريقيا من خلال تأجير مستودعات للصادرات المصرية بها، مع توفير باقى خدمات الجسر فى أبريل 2020.

 

كما يهدف لتسيير خطوط ملاحية لنقل البضائع، وتوفير الخدمات اللوجستية للمصدرين والمستوردين لتعزيز التجارة البينية بين مصر والدول الإفريقية والأوروبية والوصول إلى أسواق جديدة لدعم الاقتصاد القومى، بالإضافة إلى الدور المهم الذى يمكن أن تلعبه مصر كبوابة شمالية للتجارة الإفريقية مع دول أوروبا.
ويمتلك قطاع الأعمال العام عددا من الشركات العاملة فى عدة قطاعات تستطيع أن تحقق الهدف المرجو فى التواجد بالقارة الإفريقية وفى مقدمة شركات قطاع الأعمال التى ستلعب دورا محوريا للتواصل مع إفريقيا شركات القابضة للنقل البرى والبحرى التى لديها شركات التجارة الخارجية التى تصل إلى نحو5 شركات وبعضها لها فروع بالقارة الإفريقية وأهم هذه الشركات شركة النصر للاستيراد والتصدير والتى كان الهدف من إنشاؤها فى الستينيات أن تكون ذراع مصر الأساسى للتواصل مع قارة إفريقيا وتدعيم العلاقات معها ولكن مع عدم الاهتمام بالشركة على مدار أكثر من 20 عاما تتراجع الشركة فى تحقيق الدور المستهدف منها وتتحول من القوة فى التواجد والتأثير إلى الضعف الشديد فى القدرات التسويقية وتدنى معدلات النمو، إضافة إلى تدهور الإيرادات المحققة بما لا يتناسب مع سمعة الشركة وحجم أصولها.
 إلى جانب امتلاكها العديد من فروع بإفريقيا فتملك الشركة بعض من العقارات الشهيرة منها عمارة النصر فى أبيدجان عاصمة كوت ديفوار، وترتفع 16 طابقاً، وتضم 50 شقة وخمس فيلات ومكاتب تجارية، وعمارة النصر فى مدينة نيامى بدولة النيجر، وترتفع 11 طابقاً وتعتبر أعلى مبنى فى العاصمة «مبنى شركة النصر» فى دولة النيجر الذى كان أول مبنى فى البلاد مزودا بمصاعد كهربائية، فى وقت كان أقصى ارتفاع فيه للمبانى فى النيجر طابقين فقط! ويصل اعتزاز أهل النيجر بدور شركة النصر إلى يومنا هذا إلى حد أنهم يضعون صورة مبنى شركة النصر على كروت الترويج السياحى، ومبنى بنك إكزيم فى دار السلام عاصمة تنزانيا.
وأيضا لدى القابضة للنقل العديد من الشركات الأخرى التى يمكن أن تقدم خدمات نقل ولوجستيات لتخدم المشاريع المتنوعة المخطط بدائها فى إفريقيا، وطبقا لخطة توسع قطاع الأعمال بإفريقيا يجرى العمل على تأسيس شركة للتسويق والوساطة فى التجارة الخارجية للمصدرين والمستوردين، بالتعاون مع القطاع الخاص، كما مخطط القابضة للتأمين أن تساهم فى القيام بالتغطية التأمينية لما يتم من أعمال.
ومؤخرًا أعلنت وزارة قطاع الأعمال العام عن إجراء الشركة القابضة للأدوية مباحثات لإنشاء مصنع للأدوية بدولة تشاد بمدخلات مصرية الصنع بما يساهم فى تصدير المستحضرات من الشركة القابضة إلى تشاد، ويفتح آفاق التعاون فى مجال المستحضرات الطبية بين دول القارة ومصر.. وفتح فروع لشركات الأدوية التابعة لقطاع الأعمال فى تشاد، سيجعل لمصر قاعدة للتعاون مع 6 دول أخرى يوجد اتفاقيات تعاون وتجارة حرة بينها وبين تشاد، وإلى جانب ذلك يتم دراسة باقى سوق الدواء فى إفريقيا لتحقيق مزيد من التواجد به وزيادة الصادرات المصرية من الدواء إليه.
وتملك شركات المقاولات التابعة للقابضة للتشييد والتعمير تاريخا طويلا فى العمل فى عدة دول فى إفريقيا وأهمها شركة المقاولات المصرية «مختار إبراهيم» والنصر العامة للمقاولات «حسن علام» وأطلس العامة للمقاولات، حيث ساهمت تلك الشركات فى العديد من المشروعات الخاصة بالبنية الأساسية فى عدة دول أفريقية وعلى رأسها السودان ..وإلى جانب الدور البارز لشركات مقاولات قطاع الأعمال تقوم أيضا شركة المقاولون العرب التابعة لوزارة الإسكان بدور محورى فى قطاع التشييد والتعمير بالعديد من المشاريع الضخمة بالقارة الإفريقية وتعد من أهم أذرع مصر بها.
وأوضح السفير جمال بيومى أمين اتحاد المستثمرين العرب أن قطاع الأعمال لديه العديد من الشركات التى يمكنها مد جسور التواصل بالقارة السمراء وفى مقدمتها شركة النصر للتصدير والاستيراد من شركات قطاع الأعمال الرائدة فى فتح أسواق لمصر خارجيا فى دول عربية وأوربية وإفريقيا ، وكان لها دور محورى فى مد جسور التواصل والتعاون مع العديد من الدول الإفريقية من خلال تصدير العديد من المنتجات المصرية للسوق الإفريقية من سلع غذائية وأدوية منتجات كهربائية وغيرة واستيراد بعض المنتجات منها كالشاى واللحوم، وتابع أن الشركة بدأ يضعف دورها فى السبعينيات خلال فترة الانفتاح الاقتصادى ليبدأ وضع الشركة فى التهميش والإهمال وصولا إلى اختفاء دورها حاليا، مؤكدا أن الشركة لاتزال تملك أصولا ومقومات يمكن استخدامها لإعادة هيكلتها وتطويرها ولكن تحتاج إلى فكرة ورؤية كما أن الاهتمام بها سيكون لها مردود إيجابى على الاقتصاد لأنها ستحقق عائدات بالعملة الصعبة.
وأشار الدكتور هشام إبراهيم أستاذ الإدارة والتمويل بجامعة القاهرة، أن مصر تملك العديد من الأدوات للتواصل مع إفريقيا والتواجد بها لافتا إلى أن شركات قطاع الأعمال لها العديد من قنوات الاتصال معها فى قطاعات مختلفة ولكن تم إهمالها لسنوات ولذا تراجع دورها وحاليا مع وجود إرادة واتجاه للتواجد فى إفريقيا يمكن إعادة هيكلتها واستخدام ما تملكه من أصول لتعميق التواصل مع الاهتمام بتنمية العنصر البشرى، تابع أن مصر يمكن أن تمثل لإفريقيا أيضا بوابة لعبور خدماتها ومنتجاتها إلى أوروبا وقنوات التواصل مع إفريقيا ليست مقتصرة على شركات قطاع الأعمال فقط ولكن هناك العديد من القطاعات يمكنها أن تقدم خدمات مختلفة.