الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رأس الجندى.. قلعة حمتها الطبيعة بـ«خندق» ومياه صالحة للشرب

رأس الجندى.. قلعة حمتها الطبيعة بـ«خندق» ومياه صالحة للشرب
رأس الجندى.. قلعة حمتها الطبيعة بـ«خندق» ومياه صالحة للشرب




كتب - علاء الدين ظاهر


أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مديرعام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن هناك طريقا حربيا شهيرا لصلاح الدين بسيناء يطلق عليه طريق صدر وأيلة،واتخذه صلاح الدين عبر سيناء وصولًا إلى القدس وأنشأ عليه قلاعا مهمة مثل قلعة الجندى برأس سدر،وهى مقامة على تل مرتفع يشبه رأس الجندى علاوة على قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون بطابا.
 وتابع: ويبدأ الطريق من القلزم (السويس) إلى وادى الراحة حتى يصل إلى قلعة الجندى (100كم جنوب شرق السويس)، وينحدر إلى وادى العريش ثم عدة أودية حتى بئر الثمد (180كم جنوب شرق السويس )، وعبر عدة أودية وجبال إلى وادى طويبة الذى يؤدى إلى جزيرة فرعون (260كم شرق السويس) ثم يستمر شرقًا إلى مفرق العقبة.
وأوضح ريحان أنه أطلق على القلعة فى العصر العثمانى قلعة الباشا،وذلك لانتشار لقب الباشا فى عصر الدولة العثمانية وأسرة محمد على،وربما أقام بها العثمانيون فترة من الزمن فعرفت بهذا الاسم،والقلعة مسجلة كأثر بالقرار رقم 336 لسنة 1989 وأنشأها صلاح الدين فى الفترة من 578هـ / 1183م إلى 583هـ / 1187م طبقًا للنص التأسيسى المكتشف بالقلعة.
وقال ريحان إن قلعة الجندى توافرت لها كل وسائل الحماية،فهى مبنية على تل مرتفع 645م فوق مستوى سطح البحر،وشديدة الانحدار فيصعب تسلقها ومهاجمتها ومحاطة بخندق اتساعه ما بين 5 إلى 6م، ومما يزيد من مناعتها أنه بنى من أحجار الدقشوم المختلف عن بناء الأسوار والأبراج، والقلعة قريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب وتقع على بعد 5كم منها عين ماء تسمى عين صدر ما يزال أهل سيناء يستعملونها حتى الآن، كما أنها قريبة من مجرى سيل لذلك أنشأ جنود القلعة سدًا فى واد عميق قرب القلعة لحجز مياه السيول.
وأوضح ريحان أن القلعة من الحجر الجرانيتى والجيرى والرملى، وتحوى 3 خزانات للمياه ومسجدين ومصلى وتتميز القلعة بعناصر معمارية تمثل إبداعًا فنيًا بحسن استغلال لمفردات البيئة الصحراوية حول القلعة والاستفادة منها فى مواد البناء من نفس الأحجار بالمنطقة ومونة من الطفلة الناجمة عن السيول،والمدخل الرئيسى للقلعة يقع بالجهة الشمالية الغربية، وهو عبارة عن فتحة مستطيلة اتساعها 1.85م بالحجر المنحوت يعلوها عقد مستقيم من صنجات حجرية مزررة بمفتاح العقد دائرة،وداخلها لفظ الجلالة (الله)،وكان يعلو العقد المستقيم عقد عاتق بصنجته الوسطى دائرة بها نجمة سداسية، وهى زخرفة إسلامية شهيرة فى معظم الآثار الإسلامية، وفوق العقد العاتق اللوحة التأسيسية للقلعة بالخط النسخ الأيوبى البارز،وعلى جانبيها سرتين دائريتين بإحداهما رسم سيف والأخرى درع وتبقى منها جزء يسير، ولقد اتخذهما  صلاح الدين شعاراً لدولته.