الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قـمـة الشـراكـة والصـداقـة

قـمـة الشـراكـة والصـداقـة
قـمـة الشـراكـة والصـداقـة




كتب - أحمد إمبابى وأحمد قنديل


عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، جلسة مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاتشينكو بمقر القصر الجمهورى بمينسك، وذلك فى ثانى أيام زيارته الرسمية لبيلاروسيا، وقد أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمية، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
 وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: إن الرئيس البيلاروسى استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس ضيفًا عزيزًا فى بيلاروسيا، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التى تربط بين مصر وبيلاروسيا، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لاسيما فى ضوء دور مصر المحورى كركيزة للاستقرار والأمن والسلام فى الشرق الأوسط وإفريقيا.
من جانبه؛ توجه الرئيس السيسى بالشكر للرئيس «لوكاتشينكو» على دعوته لزيارة بيلاروسيا وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر وبيلاروسيا ومدى تميزها، والتى ظهرت بشكل خاص خلال الزيارة الأخيرة للرئيس «لوكاشينكو» إلى مصر فى يناير 2017، ومعربًا عن اهتمام مصر بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها فى كافة المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسى بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما، فضلًا عن تعويل مصر على بيلاروسيا فى إطار تعميق العلاقات المصرية مع الاتحاد الاقتصادى الأورو-آسيوى.
وذكر المتحدث الرسمى، أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد الرئيس «لوكاتشينكو» فى هذا الصدد بالإصلاحات الاقتصادية الشاملة فى مصر، والتى كان مؤداها التحسن الملحوظ فى مؤشرات الاقتصاد المصرى، كما أكد الجانبان أهمية العمل على تفعيل مجلس الأعمال المصرى البيلاروسى المشترك، ليمثل ركيزة أساسية لتعزيز الاستثمارات المتبادلة فى العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجارى بين البلدين، وإحداث نقلة نوعية فى العلاقات الاقتصادية المصرية البيلاروسية، خاصةً بمشاركة الشركات البيلاروسية فى تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى مصر كمشروع المحور الاقتصادى لمنطقة قناة السويس.
من ناحية أخرى؛ تمت مناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين فى عدد من المجالات كالتصنيع العسكرى والصناعات الثقيلة التى تتمتع فيها بيلاروسيا بمزايا كبيرة، والصناعات الدوائية، والزراعة والإنتاج الغذائى والحيوانى، والسياحة والثقافة، علاوةً على تبادل الخبرات فى المجال الأكاديمى والبحثى فى القطاعات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين بيلاروسيا والقارة الإفريقية فى ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقى.
وفيما يتعلق بدعم العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، اتفق الرئيسان على قيام مصر بإقامة تمثيل دبلوماسى معتمد فى العاصمة مينسك أسوةً بالسفارة البيلاروسية بالقاهرة، وذلك انعكاسًا للزخم المتنامى بين الجانبين، كما تم التوافق على ترفيع مستوى اللجنة المشتركة بين مصر وبيلاروسيا لتصبح على المستوى السياسى.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد الرئيس البيلاروسى فى هذا الصدد بالدور الإيجابى الذى تقوم به مصر فى إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة فى محيطها الإقليمى.
وقد توافقت وجهات نظر البلدين فى هذا السياق بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية فى سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضى السورية، ويلبى التطلعات المشروعة للشعب السورى الشقيق وينهى معاناته الإنسانية، أما على صعيد مستجدات الأوضاع الليبية، فقد استعرض الرئيس رؤية مصر للحل السياسى فى ليبيا وجهودها من أجل توحيد ودعم المؤسسة العسكرية الليبية بهدف تمكينها من القيام بمهامها، لاسيما فى إطار حملتها للقضاء على العناصر والتنظيمات الإرهابية.
وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول كذلك ملف مكافحة الاتجار فى البشر، حيث أشاد الجانبان بالتنسيق القائم فى هذا الخصوص بين البلدين فى المحافل الدولية للدفع بتلك القضية، وذلك فى ظل عضوية مصر وبيلاروسيا فى مجموعة الأصدقاء المتحدين ضد الإتجار فى البشر داخل الأمم المتحدة، وكذا اقتناع الجانبين بخطورة وتداعيات ظاهرة الإتجار فى البشر كجريمة منظمة عابرة للحدود تشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن المجتمع الدولى.
كما تمت خلال المباحثات أيضًا مناقشة جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فى ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقى على مساعى تحقيق التنمية فى المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لحصار تلك الآفة على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضًا نتائج العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨» والنجاحات التى حققتها فى مواجهة الجماعات الإرهابية، وقد أشاد الرئيس «لوكاتشينكو» بالمقاربة الشاملة التى اتبعتها مصر فى الحرب على الإرهاب من خلال علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفكر المتطرف الذى يؤدى إلى الإرهاب.
وأضاف السفير بسام راضى، أن الرئيسين قاما بالتوقيع فى ختام المباحثات على الإعلان المشترك الصادر عنها، كما شهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية فى البلدين للتعاون فى مجالى التقييس ودعم المعلومات وسياسة الشباب، بالإضافة إلى خارطة طريق للتعاون التجارى بين البلدين للعامين 2019/2020، وكذا مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس الأعمال المشترك، وأعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفى المشترك بين الجانبين.
وفى سياق آخر، زار الرئيس عبدالفتاح السيسى، البرلمان البيلاروسي، وكان فى استقباله رئيسا غرفتى البرلمان، اللذان أعربا خلال المباحثات عن ترحيبهما بزيارة الرئيس إلى مينسك، مشيدين بالعلاقات المتميزة التى تربط الشعبين المصرى والبيلاروسي.
كما أكدا حرص بلادهما على دعم مصر فى جهودها لتحقيق التنمية، التى شهدت طفرة كبيرة، وتعزيز الشراكة بين البلدين فى مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد البرلمانى، الذى حظى بدفعة كبيرة خلال الفترة الأخيرة فى أعقاب تشكيل مجموعة الصداقة المصرية البيلاروسية البرلمانية.
من جانبه، أعرب الرئيس عن تطلعه لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتطوير علاقات الصداقة المتميزة، التى تربط بين مصر وبيلاروسيا خاصةً فى شقها البرلمانى من خلال تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية بين البلدين، بما يساهم فى تعزيز التواصل بين الشعبين الصديقين. كما تناول اللقاء بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما فى مجالات التعليم العالى والفنى والعلوم والثقافة والسياحة والصناعة. كما تم استعراض آخر مستجدات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، والرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وكذا الهجرة غير الشرعية، حيث ثمن رئيسا غرفتى البرلمان البيلاروسى جهود مصر الكبيرة فى هذا الصدد، على نحو رسخ دورها كركيزة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.