الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عيد عبد الحليم: أصدقاء سالم أول من تخلوا عنه واستكثروا عليه الفوز بـ«التقديرية»




رغم غياب كافة المتحدثين فى الندوة المخصصة للشاعر والناقد الراحل حلمى سالم بالمقهى الثقافي، بها محمد فريد أبوسعدة والليبى محمد الفقيه صالح وجمال القصاص ومحمود نسيم ومدير الليلة الشاعر السماح عبدالله لأسباب غير واضحة وتهديدها بالإلغاء، تصدى الشاعر والناقد شعبان يوسف لتقديمها بادئا بالحديث عن حلمى سالم ومشواره مع مجلة «إبداع»، كما تحدث أيضا عن سفره لبيروت وعودته لمصر وإصداره لكتاب «ثقافة تحت الحصار» الذى يصف كيف كانت الثقافة فى بيروت فى ذلك الوقت وإصداره أيضا لديوان «سيرة بيروت» التى كانت قصائده مقاتلة وفيها درجة من الكفاح.
 
وأردف يوسف: الرؤية لدى حلمى سالم كانت تتحرك فى مثلث ما بين ضلع المعنى وضلع التشكيل وضلع يجمع المعنى والتشكيل معا فلديه دواوين لفكرة المعنى وأخرى للتشكيل... لم يكن سالم يكتب القصيدة فقط بل الدراسة النقدية والمقال والحوار، ففى العدد الثالث من مجلة «إبداع» كتب مقال «نقد العقل الميكانيكي» وفى نفس العدد كتب رفعت سلام مقال «نقد النقد الميكانيكي» وهما ممن حركوا التراب الراقد فى ذلك الوقت، وهذه هى سمة الماركسيين من شعراء السبعينيات فكان سالم كرأس حربة للشعراء فكان داعما للشعر والشعراء على طول الوقت.
وأكمل: سالم له عدد من الكتب النقدية مثل «حداثة ضد التسامح» كما لعب دورا كبيرا بمجلة «أدب ونقد» حيث أعد ملفات عن إدانة التطرف التى تناول فيها ماحدث لمحفوظ وروايته «أولاد حارتنا» كذلك اضطهاد فرج فودة ونصر حامد أبوزيد.
 
ثم تحدث الشاعر عيد عبد الحليم رئيس تحرير مجلة «أدب ونقد» قائلا: أحزننى بشدة غياب أصدقاء حلمى سالم المدعوين ولم يحزننى أننى لم أدعى من البداية للتحدث رغم أننى كنت من الملازمين له فى العشر سنوات الأخيرة وهو ليس بجديد!! ففى أزمة ديوان «شرفة ليلى مراد» كان أول من تخلى عن سالم هم أصدقاؤه بل واستكثروا عليه الفوز بالتقديرية رغم أنه على مدار 40 عاما كان شاعرا مجربا وقدم الكثير من الشعراء والنقاد، فحتى أنه لم يعاملنى كصحفى مبتدىء بل كان يتعامل بانسانية شديدة ودعمنى كثيرا.
 
ثم بدأ فى قراءة قصائد من ديوانه الأخير «معجزة التنفس» وهم «تحليل دم» و»النبع» وكان قد ألقى أجزاء منه قبل وفاته بأيام فى ندوة أقامتها له «أدب ونقد» وكان فى ذلك اليوم قد نزف ودخل المستشفى لكنه تحامل على نفسه وجاء وكان فى قمة تألقه حتى أنه بعد الندوة قد طلب من الجميع البقاء والسهر ،والغريب أن كل أصدقاءه كانوا موجودين تلك الليلة!
 
ثم تحدث رئيس الوفد الليبى الشاعر إدريس المسمارى الذى قال: حلمى سالم بالنسبة للمثقفين العرب جميعا قامة كبيرة وهناك لقطة خاصة عنه لم يذكرها الأصدقاء وهى السخرية، أحب اللفت إلى دوره مع المناضلين الليبيين ومجلة «ومضة» التى عمل بها أيضا الفنان عمر جهان.
 
وأردف: فى زيارتى لمصر فى يوليو 2011 وجدت سالم والمثقفين موقفهم واضح من الثورة المصرية وكانت لدينا إشكاليات سياسية تتطلب المعالجة من حيث بعض القوى اليسارية وموقفها المعارض للثورة الليبية وساعدنا سالم وبهاء الدين شعبان فى الالتقاء بهم وتوضيح الملتبس منها واتفقنا على ندوات بالحزب الاشتراكى.. الحقيقة أننى أجد القاهرة غريبة فى غياب سالم وأصلان ومطر!
 
ثم اختتمت الندوة بكلمات قصيرة من الكاتب وحيد الطويلة والشاعر الليبى إدريس بن الطيب والشاعر حسن خضر الذى اهتم بالتعرض أن سالم لم يرتبط فى اى من معاركه بأمور خاصة بل كانت معارك فكرية ومفتوحة ثم كانت الكلمة الأخيرة مع الشاعر سعدنى السلامونى الذى قرأ الرسالة القصيرة التى أرسلها له سالم على محموله يدعوه لحضور ندوته الأخيرة.