السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نقوش حضارية.. تعايش رائع بين بولس وديمترى والقرشى والأموى

نقوش حضارية.. تعايش رائع بين بولس وديمترى والقرشى والأموى
نقوش حضارية.. تعايش رائع بين بولس وديمترى والقرشى والأموى




قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق أثار جنوب سيناء إن التعايش الحضارى الآمن بن عنصرى الأمة سجل على كل أثر وجبل بسيناء وتنطق آثارها بدلالات هذا التعايش وثماره من الآثار العظيمة ومجمعات الأديان المتعددة داخل سيناء.
 وأكد ريحان وجود مجمع رابع يحكى قصص التعايش الحضارى من خلال النقوش الصخرية على جبل الناقوس، الذى يقع على بعد 13كم شمال غرب مدينة طور سيناء، ويتراوح ارتفاعه ما بين 224 و 302م فوق مستوى سطح البحر وقد أطلق عليه هذا الاسم لظاهرة طبيعية فيه هى أنه كلما انهالت الرمال على سفحه أحدث صوتًا كصوت الناقوس وقد كثرت الأقوال فى تعليل ذلك وأشهرها أن الرمال تمر على صخور مجوفة فى باطن الجبل فتحدث ذلك الصوت.
وأوضح أنه قد استغل الحجاج المسيحيون والقوافل التجارية جبل الناقوس ذا المستويات التى تشبه المدرجات كمكان للراحة والتزود بالطعام، وأثناء ذلك نقشوا ذكرياتهم وأسماءهم وأدعيتهم وبعضًا من أسفارهم على أجزاء متفرقة من هذا الجبل على مدى الأجيال المتعاقبة، وكانوا يحصلون على طعامهم من خليج السويس القريب من هذا الجبل، ولقد كشف عن نقوش هذه الجبل بعثة آثار مركز ثقافة الشرق الأوسط باليابان برئاسة الدكتور كاواتوكو فى عدة مواسم.
وأشار إلى أن الجبل يضم نقوشًا نبطية ويونانية وعربية وإنجليزية، والأكثر انتشارًا على مستويات الجبل هى النقوش العربية بالخط الكوفى سواً البسيط أو المورق بعضها مؤرخ وأغلبها غير مؤرخ وتنحصر الكتابات المؤرخة فى الفترة الإسلامية المبكرة، وهى كتابات دينية بحتة من آيات قرآنية ونص الشهادة والصلاة على النبى»ص» وطلب المغفرة والرحمة من الله وبعض الحكم والأمثال والأدعية، ومن الكتابات العربية توقيعات لأشخاص مسيحيين مروا على هذا المكان وسجلوا أسماءهم وتاريخ حضورهم ويرجع بعضها إلى القرنين (12 ، 13 هـ/ 18، 19م). ونوه إلى أن الجبل يضم رسوم صلبان ورسوم مراكب،كما توجد رموز خاصة للقبائل ويطلق عليها (وسم)،علاوة على النقوش النبطية العديدة لمرور تجارة الأنباط بهذا الطريق،ويحوى الجبل توقيعات باللغة الإنجليزية لأفراد سجلوا أسماءهم فيما بين القرنين (10 ، 13هـ / 16 ، 19م) وكان الحجاج المسيحيون يتوجهوا لهذه الأماكن للتبرك بها،ووجدت على جبل الناقوس أسماء لعائلات مسيحية تقطن الطور ويشغل بعضها مراكز مرموقة بها كوكلاء لدير سانت كاترين بالطور.
وتابع ريحان بأن نقوش الجبل تضمنت كتابات عربية تعود لعام (35هـ/655م) وأغلبها من (329هـ/ 940م) وحتى (391هـ/1000م) مما يؤكد أن المكان كان أكثر نشاطًا فى هذه الفترة،ووجدت أسماء قبائل عربية منها القرشى والمخزومى والأموى،وظهرت رسومات على الجبل من حياة البادية منها الجمال وكذلك وجدت على الجبل رسوم للأسماك،وقد عثر على الكثير من بقايا الأسماك بتل الكيلانى وميناء راية وميناء دهب وقلعة نويبع المطلة على خليج العقبة.