السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قمة تعزيز العلاقات بين مصر ورومانيا

قمة تعزيز العلاقات بين مصر ورومانيا
قمة تعزيز العلاقات بين مصر ورومانيا




كتب - أحمد إمبابى وأحمد قنديل


استهل  الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارته لرومانيا صباح أمس، بعقد مباحثات قمة مع نظيره الرومانى كلاوس يوهانيس، وذلك بمقر قصر كوتروتشينى الرئاسي، حيث أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمى وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
من جانبه، صرح السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس «يوهانيس» أعرب عن ترحيبه بزيارة الرئيس لرومانيا للمرة الأولى، مؤكداً اهتمام رومانيا بتطوير علاقاتها مع مصر الدولة المحورية ومركز ثقل منطقتى الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلاً عن سياستها المتوازنة تجاه التحديات المعقدة فى محيطها الإقليمى المضطرب.
كما أشاد رئيس رومانيا بالعلاقات التاريخية الممتدة التى طالما ربطت بين البلدين، وبالزخم الذى شهدته تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، والتى كان آخرها اللقاء الثنائى الذى جمع بين الزعيمين بشرم الشيخ فى فبراير الماضى على هامش القمة العربية الأوروبية الأولى.
«يوهانيس» أكد دعم رومانيا ومساندتها لمصر فى دفع عملية الإصلاح الاقتصادى والتنمية، والتى تعد بمثابة استراتيجية وطنية ملهمة تحظى بكل الاحترام والتقدير من الشعب الرومانى، ومعرباً عن إعجابه بالإنجازات التى حققتها مصر خلال الفترة الأخيرة فى مجال التنمية ومشروعات البنية الاساسية.
فيما أكد الرئيس السيسى، حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الجانب الرومانى فى مختلف المجالات، خاصةً فى ظل العلاقات الخاصة بين البلدين، ومشيداً بمواقف رومانيا الإيجابية والمقدرة تجاه مصر، وما تحقق من تطور كبير فى العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية فى ظل الاهتمام المتبادل من الجانبين بدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب.
واستعرض الرئيس خلال المباحثات تطورات الخطة التى تتبناها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادى الشامل، والمشروعات القومية الجارى تنفيذها بما تتيحه من فرص للاستثمار، مؤكداً  الاهتمام بتحقيق نقلة نوعية فى مساحة التعاون الثنائى بين البلدين، لاسيما عن طريق تشجيع التعاون بين مجتمع رجال الأعمال فى الدولتين بشكل ينعكس على تطوير حجم التبادل التجارى والاستثماري، بما فى ذلك البناء على نتائج الدورة الثالثة للجنة الاقتصادية المشتركة المنعقدة بالقاهرة فى فبراير الماضي، فضلاً عن تعزيز التعاون المشترك فى عدد من المجالات الواعدة كالطاقة فى ضوء الاكتشافات الأخيرة للغاز فى الحقول البحرية فى مصر ورومانيا، إلى جانب مجال السياحة الذى شهد مؤخراً مضاعفة عدد رحلات الطيران لمدينتى شرم الشيخ والغردقة بما يعكس الجاذبية التى تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية للسائحين الرومانيين.
وشهدت المباحثات تبادل وجهات النظر بالنسبة لعدد من الملفات والأزمات الإقليمية، كعملية السلام فى الشرق الأوسط وسوريا وليبيا واليمن، مع استعراض تداعياتها على أمن منطقة المتوسط، حيث اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها، بما يساهم فى تلبية طموح شعوب تلك الدول فى التمتع بحياة آمنة ومستقرة، وهو ما يتوافق مع ثوابت الموقف المصرى تجاه تلك القضايا الذى يرتكز على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول والتحرك فى إطار من البناء والتعاون والتنمية، كما ثمن الرئيس الرومانى من جانبه الجهود المصرية ذات الصلة؛ للتوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط.
وعلى الصعيد الأفريقى والأوروبى، فقد توافق الرئيسان حول ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك فى هذا الصدد، لاسيما خلال الفترة الحالية التى تتزامن فيها رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبي، بما فى ذلك استكشاف آفاق التعاون الثلاثى بين البلدين فى القارة الإفريقية فى ضوء الاهتمام المشترك بدعم التنمية فى القارة وصون السلم والأمن بها، فضلاً عن مواصلة رومانيا لدورها الداعم داخل الاتحاد الأوروبى لتعزيز تنفيذ كافة مكونات اتفاقات المشاركة مع مصر كدولة جوار، بالإضافة إلى تعظيم التنسيق المشترك بين الاتحاد ومصر والعمل على الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون الثنائي، خاصةً بعد انتظام انعقاد مجلس المشاركة بين الجانبين خلال العامين الماضيين.
واتفق كذلك  الرئيسان على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل، والعمل على القضاء على الأسباب الرئيسية التى تشجع على تلك الظاهرة، إلى جانب استعراض آخر التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب الذى بات يهدد مختلف دول العالم، حيث تم تأكيد أهمية تكاتف المجتمع الدولى للتعامل مع التنظيمات الإرهابية.
وعقب القمة، عقد الرئيسان مؤتمراً صحفيا  مشتركا، حيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، عمق علاقات الصداقة التاريخية بين مصر ورومانيا والتى ظلت دائما راسخة ومستندة إلى أسس متينة من الاحترام والتقدير المتبادل.
وأعرب الرئيس عن سعادته للزخم الكبير الذى اكتسبته هذه العلاقات فى أعقاب اللقاءات المتعددة بالرئيس الرومانى خلال الفترة الأخيرة، والتى كانت آخرها على هامش أعمال القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ فى فبراير الماضى.
وأضاف، أن اللقاءات مع يوهانيس أكدت فرص التعاون الواعدة بين مصر ورومانيا ووجود آفاق ممتدة لدفع العلاقات الثنائية، معربا عن تطلعه بأن تسفر زيارته إلى رومانيا عن تحقيق نقلة إضافية لمسيرة التعاون بين البلدين.
وأوضح أن مباحثاته مع نظيره الرومانى كانت مثمرة وبناءة كالمعتاد، حيث تمت خلالها الإشادة بالطفرة الحالية التى تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة الاقتصادية والسياحية بعد أن قارب حجم التبادل التجارى على أن يصل إلى حاجز المليار دولار خلال عام 2018، مشيراً إلى أن رحلات الطيران العارض لمدينتى شرم الشيخ والغردقة قد تضاعفت، وتم تأكيد أهمية العمل على تعزيز الشراكة بيننا جنبا إلى جنب مع دفع العلاقات فى شقها السياسى والاستمرار فى التنسيق والتشاور إزاء مجمل التطورات الإقليمية والدولية.. ولفت إلى أن لقاءه مع الرئيس الرومانى مثل فرصة مهمة لتبادل الرؤى إزاء هذه التطورات فى ظل ما تفرضه من تحديات متصاعدة يتعين علينا أن نتعامل معها فى إطار من التعاون والتنسيق والحرص على أمن واستقرار منطقتى الشرق الأوسط وأوروبا، موضحا أنه تم استعراض الرؤية المصرية إزاء سبل التسوية السلمية للأزمات الجارية فى المنطقة العربية، مؤكدا أنه لا سبيل لاستدامة الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط دون تسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى تسوية عادلة وشاملة تضمن للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967 .
وأعرب الرئيس عن خالص شكره وتقديره لموقف نظيره الرومانى كلاوس يوهانيس الواضح والحازم من قضية القدس، والذى يأتى متسقا مع موقف رومانيا التاريخى من القضية الفلسطينية وعملية السلام والقائم على حل الدولتين وعلى أساس الشرعية والمرجعية الدولية.
وعلى صعيد آخر، أكد السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية منحت درجة الدكتوراه الفخرية للرئيس عبدالفتاح السيسى.