الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

بقايا قبة أثرية تتحول لمرتع أغنام وماعز.. وباحث يصرخ: أنقذوها قبل الفناء

بقايا قبة أثرية تتحول لمرتع أغنام وماعز.. وباحث يصرخ: أنقذوها قبل الفناء
بقايا قبة أثرية تتحول لمرتع أغنام وماعز.. وباحث يصرخ: أنقذوها قبل الفناء




أطلق أبو العلا خليل الباحث والمؤرخ المتخصص فى الآثار الإسلامية صرخة لإنقاذ ما تبقى من بقايا قبة أثرية تاريخية فى القاهرة،مؤكدا أنها وصلت إلى وضع لا يمكن وصفه من الإهمال حتى أصبحت بالفعل خرابة ومرتعا للأغنام والماعز.
خليل قال لنا :إن المكان يقع فى عطفة سيدى عنانى بدرب الحبالة بالسيدة عائشة،والصورة التى ننشرها بعد ما تواصلنا معه،قال:إنها لبقايا قبة حزينة بائسة صمدت أمام عوادى الزمان، ولم يرحمها البشر والغنم فصار حالها كما يبدو فى الصورة أبلغ من كل مقال وأصدق من كل حديث .
وتابع: كان صاحب هذه القبة الأمير خجا بردى الأشرفى،وهو قاهرى النشأة قادرى الخرقة حنفى المذهب، وكانت القبة جزءا من زاوية كبيرة للأمير خجا بردى فى مكان عرف قديما بمضارب الخيام»درب الحبالة الآن»، وعلى عهد السلطان الظاهر جقمق (842هـ / 857هـ ) قدم إلى القاهرة الشيخ المعتقد صاحب الكرامات والأحوال الشيخ إينال النوروزى.
فاختص به الأمير خجا بردى اختصاصا زائدا وأنزله بزاويته وأحاطه برعايته وعنايته،إلا أن الشيخ إينال سقط صريع طاعون فتاك ضرب البلاد عام 864هـ، فأعد له الأمير خجا بردى مدفنا له بزاويته،وفى سادس عشر من ذى القعدة عام 881هـ وعن نحو ثمانين عاما توفى صاحب هذه القبة الأمير خجا بردى الأشرفى ودفن بزاويته بمضارب الخيام وإلى جوار شيخه المعتقد إينال النوروزى.
وتابع أبوالعلا: كان للأمير خجا بردى حفيدا - يونس بن محمد بن خجا بردى - المولود سنة 862هـ، ويذكره السخاوى فى مؤلفه»الضوء اللامع بقوله «نشأ يونس فى كنف أبيه وجده بزاويته التى بقرب مضارب الخيام، وحج مع جده قبل بلوغه وحين إقامة أبيه بمكة المكرمة ثمانى سنين تكرر زيارته له فاجتمع له مع الحج زيارة أبيه، وفى غضون ذلك وسع زاوية جده خجا بردى بمضارب الخيام وعمل لها منارا ومكتبا للأيتام وسبيلا وغير ذلك كقبتين على قبرى جده وشيخه إينال، كل هذا بإشارة الشيخ عبدالقادر الطشطوخى أحد المعتقدين المتوفى عام 931هـ».
وأضاف خليل قائلاً: لم يتبق من القبتين إلا بقايا قبة واحدة بمقرنصاتها غاية فى الرقة والجمال، تفصح لنا عما كانت عليه الزاوية من بهاء وجلال، ووصل بها الإهمال لسنوات طويلة إلى أن أحاطت بها المساكن من كل جانب حتى الاختناق، ولم يرحم أحد ما تبقى منها،لتتحول إلى مرعى ومرتع للأغنام والماعز، فى مشهد ينتهك بقسوة حرمة التاريخ، وحتى لا تندثر تماماً تلك البقايا، يمكن فكها ونقلها لإعادة تركيبها مرة أخرى فى أحد المتاحف أو المواقع الأثرية لحمايتها.