الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

زاره الرّحالة والحجاج ولجأ إليه الرهبان والنسّاك بين 4 جبال وادى فيران..

زاره الرّحالة والحجاج ولجأ إليه الرهبان والنسّاك بين 4 جبال  وادى فيران..
زاره الرّحالة والحجاج ولجأ إليه الرهبان والنسّاك بين 4 جبال وادى فيران..




كتب - علاء الدين ظاهر


 كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أسرار المجتمع الرهبانى بوادى فيران، والذى يقع على بعد 60كم شمال غرب دير سانت  كاترين، طول الوادى 5كم وعرضه ما بين 250 و 375م ويحده من الشمال جبل البنات ومن الجنوب جبل سربال، ومن الشرق جبل أبورا ومن الغرب جبل هداهد، ويمتاز بالمياه الغزيرة من عيون أمامها خزانات تتجمع فيها المياه كالبركة وتسمى (محاسن) ثم من الخزان تخرج قناة إلى الحدائق.
وأوضح أن سبب شهرة هذا الوادى هى وقوعه فى سفح جبل سربال العظيم الذى يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر، واسم سربال مأخوذ من «سرب بعل» وتعنى نخيل المعبود بعل إشارة إلى نخيل فيران فى سفحه، وأن الناس كانت تقدسه قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء، وكانوا يحجون إليه وينقل عن المؤرخ المقريزى قوله أن مدينة فاران تقع على تل بين جبلين، وفى الجبلين ثقوب كثيرة لا تحصى ممتلئة بالأموات وبها نخل كثير مثمر أكلت من ثمره، وبها نهر عظيم كما ذكر كليتون أنه كان بوادى فيران نهر وأن المدينة غرقت بالماء واختفت.
 وقال ريحان إن المقصود بالنهر هنا هى مياه السيول التى تتجمع من كل الأودية المجاورة، ولضيق وادى فيران تصبح مياه السيول كالنهر مما أحدث تدميرًا عظيمًا لآثار وادى فيران، وهذه السيول حاليًا تسبب تدمير للمنازل وتقطع طريق الأسفل بين عام وآخر، والسكان الأصليون فى فيران كانوا من الأنباط, بالإضافة إلى أهل المنطقة من بدو سيناء والقادمين من مصر والعرب فى فيران، بعضهم دخل المسيحية ثم تحول معظمهم للإسلام بعد دخوله.
 وأوضح أن كثيرًا من الرّحالة والحجاج زاروا وادى فيران، ومنهم نيلوس الراهب الذى زار سيناء عام 400م ورأى هناك مجتمعًا رهبانًيا بوادى فيران، وعاش مع الرهبان فترة من الزمن وزار وادى فيران من الحجاج المسيحيين الراهب كوزماس عام 535م وأنطونيوس الشهيد عام 565م، ولقد التجأ النسّاك إلى وادى فيران وبنوا قلايا من الحجر ولجأوا لعدة مواقع بوادى فيران منها وادى سجلية، وموقع الكرم الذى يرتفع 1200م فوق مستوى سطح البحر, كما تجمع الرهبان على قمة جبل منحدر 2كم شرق تل المحرض يسمى جبل البنات.
وأشار ريحان إلى آثار وادى فيران ومنها دير فوق قمة جبل يطلق عليه دير البنات مبنى يعود إلى الفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادى ويبدو المبنى كحصن وبحكم أنه يشرف على الطريق فمن المحتمل استخدام المبنى فى وقت من الأوقات كنقطة عسكرية بيزنطية لتحمى المدخل الجنوبى إلى وادى فيران  وعثر بالمبنى على كسر فخار يعود للقرن الخامس إلى السادس الميلادى.