الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أقدم أسقفية.. شهادة فى حق المسلمين بأنهم حموا الآثار المسيحية دون تفرقة

أقدم أسقفية.. شهادة فى حق المسلمين بأنهم حموا الآثار المسيحية دون تفرقة
أقدم أسقفية.. شهادة فى حق المسلمين بأنهم حموا الآثار المسيحية دون تفرقة




كتب - علاء الدين ظاهر


 كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء عن  أقدم كاتدرائية بسيناء فى وادى فيران وهى الكنيسة التى يوجد بها كرسى الأسقفية مقر الأسقف والتى يشرف منها على أنشطة وخدمات الكنائس التابعة له وهذه الكاتدرائية كانت تضم العديد من الكنائس قبل إنشاء دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى والذى أطلق عليه دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى للقصة الشهيرة عن هذه القديسة
وأوضح ريحان أن فيران كانت فى القرن الرابع الميلادى مدينة أسقفية حولها العديد من القلايا وبها مقعد الباباوية وكان فيها عدة أديرة وكنائس وتضم فيران مدينة بيزنطية متكاملة بمنطقة تل محرض فى الجزء الجنوبى الشرقى من دير البنات الحديث بوادى فيران مساحتها 400م طول ، 200م عرض  لها سور خارجى بنى فى القرن السادس الميلادى بنيت أساساته من حجر الجرانيت والأجزاء العليا من الطوب اللبن وتحوى المدينة أربع كنائس ومنازل ومقابر على أطرافها وكان الرهبان يدفنون موتاهم فى مقابر حول المدينة
وأشار إلى تجمع الرهبان على  جبل الطاحونة المواجه لتل محرض والذى يرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر وتوجد به كنيستان كبيرتان بالإضافة إلى ثلاث كنائس صغيرة وقد استخدم فى بناء هذه الكنائس الحجر الجرانيتى الأحمر والحجر الرملى الأحمر المتوفر بوادى فيران مما يدل على التفاعل بين الإنسان والبيئة، ولقد زارت  الراهبة إيجيريا (راهبة من أسبانبا) وادى فيران فى القرن الرابع الميلادى وصعدت إلى جبل الطاحونة وشاهدت كنائسه.
ونوه إلى أن كنائس فيران لم يقتصر دورها على الجانب الدينى فقط بل كان لها  دورً مهمً فى علاج المرضى بالمنطقة وأن اكتشاف هذه المدينة كاملة بكنائسها المختلفة الطرز المعمارية ومنازلها ومقابرها يؤكد حرص المسلمين طوال العصور الإسلامية التى مرت على سيناء وحتى الآن على حمايتها مثل كل الآثار المسيحية المكتشفة بسيناء، مؤكدا استمرار الدور الحضارى لمنطقة فيران، فلقد حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة عام 1898م يسقيها خزان كبير بجوار تل محرض الأثرى وقام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بهذه الحديقة عام 1970م تسمى كنيسة سيدنا موسى.
وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام 1979م خصص للراهبات التابعات لدير سانت كاترين ويسمى دير البنات، ويطالب الدكتور ريحان بحسن استثمار وادى فيران سياحيًا والاستفادة من جماله الغير عادى والذى يجمع بين البشر والحجر والشجر واستغلال مجارى السيول بعمل سدود وخزانات لتوفير المياه لكل سيناء بدلاً من تحولها لقوة تدميرية وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادى واستغلال الطبيعة المتفردة به فى تحويله لمتحف حضارى طبيعى يضم كل هذه الكنوز المعمارية والفنية التى تؤكد التعايش الحضارى والتسامح على أرض مصر