الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

2000 أيقونة شاهدة على استمرار وازدهار الفنون المسيحية فى العصر الإسلامى

2000 أيقونة شاهدة على استمرار وازدهار الفنون المسيحية فى العصر الإسلامى
2000 أيقونة شاهدة على استمرار وازدهار الفنون المسيحية فى العصر الإسلامى




كتب - علاء الدين ظاهر

 كشف خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن دير سانت كاترين يضم 2000 أيقونة، وتعد من أهم الأيقونات وأندرها فى العالم،وتغطى فترة زمنية طويلة من القرن السادس حتى التاسع عشر الميلادى، والأيقونات من القرن السابع حتى التاسع عشر الميلادى رسمت فى العهد الإسلامى، كما أن المسلمين لم يمنعوا جلب الأيقونات من خارج مصر إلى الدير، والذى جلب إليه عددًا كبيرًا من الأيقونات كما توفرت لأيقونات الدير الحماية فى فترة تحطيم الأيقونات التى انتشرت فى القسطنطنية وأوروبا فى الفترة من 726 حتى 843م.


وأشار ريحان إلى أن هذه الأيقونات أقدمها من القرنين السادس والسابع الميلادى، هى الأيقونات المسبوكة بالشمع أو المثبتة ألوانها بالحرارة ويتم ذلك بخلط الشمع فى درجة حرارة عالية بألوان نباتية  ثم يعقب ذلك مباشرة نشرها فوق السطح الخشبى للأيقونة وكان الفنان يسجل أولاً تصميم الموضوع فوق سطح خشبى ثم يقوم بتسخين الشمع مع الألوان النباتية ثم يبدأ بفردها وهى ساخنة على السطح المعد من قبل باستخدام فرشة الألوان أو قلم النقش أو قطعة من الحديد المحماة فى النار ثم يقوم بسحق الألوان وحكها تدريجيًا وذلك باستخدام أداة خاصة حتى يصبح لهذا المزيج خاصيته التى تجعله يتغلغل وينفذ فى أعماق مسام المادة، وهكذا عندما تبرد الألوان تصبح ثابتة تمامًا ولا يمكن محوها.
وأوضح أن هذه الطريقة استخدمت من القرن السادس حتى الثامن الميلادى وهى ذات أصل مصرى حيث وجدت فى الأيقونات المبكرة بالفيوم وتعود للقرون من الثانى حتى الرابع الميلادى ثم تغير الأسلوب بعد ذلك وساد تكنيك التمبرا وهى الرسم بألوان ممزوجة بالغراء والتمبرا بدأت منذ القرن السادس الميلادى أيضا وسار الأسلوبان بخط متواز، ولكن أصبح الإقبال على التمبرا بشكل أكبر منذ القرن الثامن الميلادى حتى بداية القرن الخامس عشر حيث سادت رسوم الزيت.
ونوه إلى أن بعض الأيقونات المبكرة كانت لها حافظة وذلك لسهولة نقلها ليسهل على حاملها الانتقال بها من مكان إلى آخر وهذا يعنى أن هذه الأيقونات كانت للملكية الخاصة وليس لتعليقها بالكنائس ورغم ذلك كانت هناك أيقونات تعلق بالكنائس فى الحجرات الجانبية ثم تأخذ لتوضع بالكنيسة الرئيسية فى الاحتفالات الدينية وهناك أيقونات كانت تعلق على جدران الأروقة الجانبية بالكنيسة كما هو الحال فى كنيسة التجلى بدير سانت كاترين، وكانت تثقب من منتصف الجزء العلوى، ومنها بدير القديسة كاترين أيقونة القديس بطرس وتنصيب السيدة العذراء بين القديسين والملائكة المسيح ضابط الكل، العذراء المتضرعة، الصعود، الفتية الثلاثة فى آتون.
وأضاف: المجموعة الثانية أيقونات من القرن السابع حتى التاسع الميلادى وتعتبر هذه المجموعة من الأعمال الفنية التى تمت فى معامل محلية للأديرة الشرقية فى مصر وفلسطين وسوريا وصنعت فى فترة الفتوحات الإسلامية وتتميز بالسمات الشعبية وهى تقليد محلى للكنيستين القبطية والسريانية وكان لهذه الأيقونات دور مهم فى الإسهام بشكل قاطع فى تشكيل وصياغة الفن المسيحى للأجيال اللاحقة وأمثلتها بدير سانت كاترين أيقونة الصلب.