الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إمبراطورية مناجم الحديد

إمبراطورية مناجم الحديد
إمبراطورية مناجم الحديد




وسط التخوفات من ارتفاع أسعار خام الحديد عالميا وتأثيره محليا على سوق الحديد والتى أرتفعت بنسبة  80%  زيادة منذ بداية العام تتجه الدولة المصرية لتعظيم الاستفادة من مناجم الحديد وزيادة الخامات المستخرجة منها، حيث تمتلك مصر عددا كبيرا من مناجم خام الحديد أقل منجم بها يحتوى 75مليون طن، ويأتى الحديد كواحد من أهم الثروات المعدنية التى تشتهر بها مصر وتتواجد رواسب الحديد فى ثلاث مناطق رئيسية هى شرق أسوان والواحات البحرية والصحراء الشرقية ومع الاتجاه العام حاليا للدولة باستغلال أصولها الاستغلال الأمثل تسعى لعمل مشاريع كبرى لاستغلال هذه الثروة وسد فجوة السوق من خام الحديد والتى وصلت إلى استيراد ما يقرب من 3ملايين طن سنويا.


توافر خام الحديد كان السبب الأساسى فى التفكير فى إنشاء شركة الحديد والصلب بحلوان بعد ثبوت جدوى استخراج خام حديد أسوان تم إقامة مصنع للحديد والصلب فى التبين بحلوان وصدر مرسوم بإنشاء «شركة الحديد والصلب المصرية» فى مايو 1954م تعتمد على خام أسوان.
واستمر اعتماد مصانع الحديد والصلب بحلوان على خامات حديد أسوان حتى عام 1975م عندما ظهر بديل أكثر ملاءمة متمثل فى خامات حديد الواحات البحرية الذى كانت تجرى عليه الدراسات التفصيلية منذ عام 1956م حتى أوائل السبعينات عن طريق هيئة التصنيع وهيئة المساحة الجيولوجية ومجمع الحديد والصلب والذى ثبت أفضلية استغلاله عن حديد شرق أسوان.
تم إنشاء منجم حديد « الجديدة « بالواحات البحرية وعلى أثر ذلك توقف الإنتاج من خامات حديد شرق أسوان. مناجم الحديد فى الواحات البحرية هى الآن المصدر الوحيد لإمداد مصانع حلوان بالحديد الخام بعد توقف مناجم أسوان وقد بدأ الاستغلال من هذه المناجم عام 1973م (بطريقة المنجم المكشوف) بمتوسط سمك حوالى 11م وقد يتجاوز إلى العشرين مترا مما يجعل مساحة استغلال المنجم فى حدود بضعة كيلومترات حيث تمت إقامة خط حديدى يربط بين مواقع الخام المختلفة فى الواحات البحرية وبين المصنع فى حلوان. ويبلغ الإنتاج حوالى مليون طن سنويا وتتراوح نسبة الحديد الخام من 45% على 50% الأمر الذى يجب معه إجراء عمليات تركيز وذلك لرفع نسبة عنصر الحديد فى الخام ويبلغ الاحتياطى من الخام حوالى 100 مليون طن.
تم الانتقال إلى استغلال خامات البحرية تحديدا فى منطقة الجديدة وعلى الرغم من أن الخامات البحرية أفضل من خامات أسوان فى بعض النواحى من أهمها ارتفاع متوسط نسبة الحديد إلى 51.2% وانخفاض نسبة السليكا إلى 10.0% وكبر سمك طبقة الخام فى المنجم وقرب المناجم من المصانع فى حلوان (330كم).
توجد خامات الحديد فى مصر فى ثلاث مناطق رئيسية هى شرق أسوان والواحات البحرية بالصحراء الغربية ووسط الصحراء الشرقية، ويبلغ احتياطى الحديد فى الصحراء الشرقية 54 مليون طن من الحديد الشرائطى المغناطيسى وفى جنوب الصحراء الغربية بمنطقة العوينات 320 مليون طن احتياطى مؤكد و500 احتياطى ممكن، بينما سجلت الاحتياطيات فى الواحات البحرية 330 مليون طن احتياطى مؤكد و 515 مليون طن احتياطى ممكن، كما يوجد أيضا الحديد فى منطقة شرق أسوان باحتياطيات بلغت 75 مليون طن احتياطى مؤكد و 317 مليون طن احتياطى ممكن بالمواقع التى تمت دراستها


حديد الواحات

ويوجد خام الحديد فى مناطق الجديدة، غرابي، الحارة ويوجد على هيئة عدسات وطبقات ضمن صخور عصر الكريتاوى والايوسين ويتراوح سمك طبقات الخام فى منطقة الجديدة 3.6 متر حتى 10.7متر ، ويتراوح سمك طبقات الحديد فى منطقة غرابى من 25سم حتى 1.35متر
ويتراوح سمك طبقات خام الحديد فى منطقة الحارة من 1.90متر حتى 7.10متر؛ والاحتياطى المحتمل فى المناطق الثلاث 429 مليون طن، أم جريفات (55 كم جنوب القصير) بها أكاسيد ملونة تعرف باسم المغرة (خليط من أكاسيد هيدروكسيد الحديد الترابية التى لا تصلح كفلز ولها ألوان ناصعة حمراء وبنية صفراء ويستخدم فى صناعة البويات ومواد التلوين.
والخام على هيئة عدسات وجيوب لا يزيد سمكها على 2 متر، وبجانب استخدامه كفلز إلا إن كثافته النوعية العالية جذبت الأنظار لاستخدامه كمادة ثقيلة ضمن الخلطة الخراسانية لتكسيه مواسير خطوط الغاز والبترول التى يتم مدها تحت سطح البحر.

الحديد فى أسوان


توجد رواسب الحديد فى أكثر من 15 موقعا شرق أسوان مصاحبة لتكوينات الحجر الرملى النوبى التى يرجع تاريخ تكوينها إلى العصر الكريتاسى (الطباشيري)، وخام حديد أسوان من النوع الرسوبى البطروخى الذى يتكون أساسا من الهيماتيت والجوثيت.. وتتراوح الاحتياطيات شبه المؤكدة لتلك الرواسب من 120 - 150 مليون طن.
وقد استغل خام الحديد منذ منتصف الخمسينيات حتى أواخر الستينيات، حيث توقف استخراج الخام بعد اكتشاف رواسب الحديد فى الواحات البحرية نظراً للتكاليف الباهظة لنقل خام أسوان إلى مصنع الحديد والصلب بحلوان.


الحديد بالصحراء الشرقية

تتواجد هذه الرواسب فى القطاع الأوسط من الصحراء الشرقية جنوب القصير بالقرب من ساحل البحر الأحمر وهى رواسب كانت رسوبية الأصل ثم أصبحت متحولة بفعل الحرارة العالية والضغط الشديد ومن أهم المواقع جبل الحديد ووادى كريم والدباح وأم نار وأم غميس وتقدر الاحتياطيات بحوالى 40 مليون طن.
ويوجد الخام على هيئة عدسات أو شرائط من الماجنتيت والهيماتيت والسيليكا الموجودة فى صورة معدن الجاسبر حيث يتراوح السمك من عدة سنتيمترات إلى خمسة أمتار تقريباً. وتتمثل الفائدة الاقتصادية فى خامات الحديد المختلفة فى هدف رئيسى وهو إنتاج الحديد الزهر الذى يمكن بعد ذلك إنتاج أنواع الصلب المختلفة لاسيما أن الحديد من العناصر الأساسية اللازمة فى كل مجال سواء على المستوى المدنى أو العسكرى.
ومن المشاريع الكبرى التى اتجهت لها الدولة لزيادة الإنتاج المحلى من خام الحديد «البليت» مشروع تطوير الدلتا للصلب بتكلفة مليار جنيه استثمارات ورفع طاقته الإنتاجية 10 أضعاف.
مشروع تطوير شركة الدلتا للصلب يتم من خلال تحديث كامل للمصانع بمعدات والآلات جديدة، ورفع الطاقة الإنتاجية لحديد التسليح إلى 500 ألف طن، والمسبوكات إلى 10 آلاف طن.
ووفقا لمشروع التطوير الذى ستموله الشركة القابضة للصناعات المعدنية من خلال الاستفادة من أصول الدلتا غير المستغلة حيث تقام مصانع الشركة على مساحة 80فدانا منها ما يقرب من 30فدانا غير مستغلة سيتم استخدامها فى مجال التطوير العقارى واستغلال حصيلتها فى تمويل مشروع تحديث مصنعين جديدين الدلتا للصلب مصنع لحديد التسليح ومصنع للمسبوكات على مساحة 50فدانا بتكلفة قد تصل إلى مليار جنيه ومدة تنفيذ المشروع تستغرق 22شهرا.
وتمت الاستعانة باستشارى عالمى لتطوير تلك الشركة، التى من المتوقع أن تحصل على حصة جيدة من سوق الحديد فى مصر، وستتم الاستعانة بـ 4 أفران تعمل بتكنولوجيا جديدة تعتمد على تقنية الحس الكهربائى بدلا من تقنية القوس الكهربائى القديمة المكلفة وهو ما يحقق زيادة فى الإنتاج مع ترشيد فى التكلفة واستهلاك الطاقة وتقديم منتج جيد وإنشاء مسبك جديد بمواصفات مختلفة للدخول إلى أسواق جديدة.
وقال خالد الفقى عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية: إن توافر خام الحديد فى مصر كان السبب الرئيسى فى الاتجاه لإنشاء مصنع الحديد والصلب فى الخمسينات حيث تتوافر العديد من المناجم التى تحتوى على خام الحديد فى مصر وأشهرها التى تعتمد عليها الحديد والصلب بحلوان هى مناجم الواحات البحرية التى تعد بمثابة ثروة لا تزال تحتاج إلى مزيد من الاستغلال الأمثل من ناحية تنقية خام الحديد المستخرج منها من الشوائب وبالفعل كان هناك العديد من المباحثات لعمل مشروع لرفع تنقية الحديد الخام من مناجم الواحات البحرية من الشوائب من ٤٥٪ إلى ٨٠ ٪مع شركة أوكرانية، ولفت إلى أن ما تملكه مصر من خام الحديد يمكن أن تنافس به أكبر الدول المصدرة للخام الحديد كالصين وتركيا وأوكرانيا فى حال الاهتمام بهذه الثروة واستغلالها الاستغلال الأمثل.
وأشار المهندس سامى عبدالرحمن، رئيس شركة الحديد والصلب السابق، إلى أن لدى مصر ثروة ضخمة من خام الحديد فى مناطق عديدة أبرزها الواحات البحرية، وبالنسبة لشركة الحديد والصلب لديها احتياطى استراتيجى من خام الحديد يقرب من 200 مليون طن، بالإضافة لـ 60 مليون طن خام بمنجم «الجديدة» الذى تعمل به الآن، وتبلغ نسبة الحديد فيه 53% وهذه النسبة مناسبة لطبيعة الأفران الموجودة فى شركة الحديد والصلب كذلك يوجد احتياطى 137 مليون طن موجودة فى 3 مناجم بالواحات البحرية لم يتم استغلالها حتى الآن، وكمية هذا الخام من الحديد يكفى الشركة لمدة تتجاوز الـ60عاما، هذا بالطبع بخلاف خام الحديد بمناجم أخرى فى مصر ولكن هذا فيما يتعلق بالجزء الذى تعتمد عليه الشركة، وتعد الحديد والصلب شركة متكاملة لأنها تبدأ من أول مراحل الإنتاج وهى مناجم الحديد وحتى آخره، وتعتمد على مصادر وطنية من خامات الحديد، وسعرها لا يزيد على 20% من سعر الخام المستورد الذى تعتمد عليه الشركات الخاصة، وهو ما يمثل ميزة نسبية للشركة فى مواجهة المنافسين.