السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فريد عبدالعظيم: شعوبنا تقدس «الجنس» سراً وتلعنه علانية

فريد عبدالعظيم: شعوبنا تقدس «الجنس» سراً وتلعنه علانية
فريد عبدالعظيم: شعوبنا تقدس «الجنس» سراً وتلعنه علانية




فى روايته الأولى «خوفًا من العادي» يختار الكاتب فريد عبد العظيم مدينة القاهرة لتكون محوراً لأحداثها، حيث يجتمع العديد من الشخوص الغرباء القادمين من قرى ومجتمعات مختلفة بحثًا عن حياة أقل قسوة، وآملًا فى الصعود الاجتماعي.
 تتبع الرواية رحلة «كمال» ابن محفوظ الشهيد منذ مغادرة القرية للالتحاق بكلية التجارة مروراً بعمله بقطاع البناء و التشييد فى إحدى المدن الجديدة فى القاهرة، وصولًا إلى أن يتعرف على «نور» الصبى الهارب من نيران الحرب فى سوريا لتتغير حياته بصورة كبيرة ويدخل فى مسارات حياة جديدة.
عن روايته الأولى دار معه هذا الحوار

■ عنوان الرواية «خوفا من العادي» ما العادى الذى تخاف منه؟
الموت المجانى الذى أصبح للأسف عاديا، حادث إرهابى، انفجار أوغيره، ثم نسمع أرقاماً للضحايا، وتكرار حدوث الشيء جعلنا نعتاده، أول ما نسمع بالخبر يتبادر إلى أذهاننا الضحايا، نسأل كم العدد؟ ونحمد الله بأن من مات فرد او اثنين وكأن الموت أصبح أمرا عاديا.
_ واحدة من الأفكار الأساسية المطروحة فى الرواية هى ثنائية الريف والمدينة وهى فكرة تناولتها العديد من الأعمال الأدبية لماذا اخترت هذه الفكرة تحديدا؟
اعتقد أنة بالرغم من تناول عشرات الأعمال الأدبية لهذه التيمة إلا أنه كان تناولا كلاسيكيا بعض الشىء، تناول يقوم على أن الريف رمزا للسكون والرتابة أما المدينة فهى رمزاً للصخب، اعتمد فى «خوفا من العادى» لرؤية مغايرة للريف بعيدة كل البعد عن الصورة النمطية المعروفة، حاولت أن اظهر الريف الحديث المشتبك والمؤثر فى جميع الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، اعتقد أننى اخترت ثنائية القرية والمدينة كمدخل لدراسة الجيتو الريفى المنغلق على ذاته بالعاصمة.
■  فى السنوات الأخيرة التطور التكنولوجيا ونمط الحياة الاستهلاكية جعلوا من واقع الريف ما يشبه المدينة.. كيف ترى هذه التغيرات وآثارها على حياتنا؟
التغيرات مرعبة، التطور التكنولوجى أصابنا جميعا بتضخم الذات، الكل بات موقنا الآن بأنه يعرف كل شىء، بضغطة زر على العم جوجل تظهر الإجابات بلا تعب ولا تفكير، ربما يصاب العالم بالخرس بعد مائة عام لو استمرينا على هذا الوضع، الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعى جعلتنا وحيدون ومنعزلون ونحن لا ندرى.
■ الرواية ترصد أيضا حياة المدينة الجامعية بكل ما تحمله من آمال وآلام برأيك هل عشت هذه التجربة وكيف أثرت فيك؟
الحقيقة أنا قاهرى بامتياز، لم أولد أو اعش يوما فى قرية، بالتالى لم أقم فى المدينة الجامعية، بعض ما رصدته فى الرواية عن حياة المدن الجامعية كان نقلا عن أصدقاء مروا بالتجربة، أما اغلب الأحداث فهى من وحى خيالى.
 ■ سؤال الجسد والجنس لهما حضور بارز فى الرواية، كيف ترى علاقتنا فى مجتمعاتنا العربية بأجسادنا؟
ببساطة نحن شعوب تقدس الجنس سرا وتلعنه علانية، للأسف الجسد فى مجتمعاتنا العربية يرتبط بالخطيئة والدنس، هناك قيود منذ الطفولة تقيد الإنسان العربى فى التعامل مع جسده واستكشافه.
 _الرواية بترصد كذلك مرحلة قدوم السوريين وتنشأ بين بطل الرواية وأحد الأطفال السوريين علاقة تجمع بين الصداقة والأبوة برأيك إلى مدى لا يزال المجتمع المصرى يتمتع بروح التعددية وقبول الآخر؟
لم نعد نتمتع بروح التعددية، أصبحنا عنصريين بامتياز، نسخر من المختلف، أغلب نكاتنا تتمحور حول الصعيدى والأسود والفلاح والسمين، العلاقة بين بطل الرواية «كمال» والطفل السورى نور محورها الغربة، كمال النازح من الريف إلى العاصمة ونور الهارب من نيران الحرب، التقارب بينهما كان دافعه الرهبة من عنصرية أهل المدينة وليس شيئاً آخر.
 ■ الغربة والاغتراب والحنين للوطن أسئلة عديدة حاضرة على مدار الرواية ما الذى تعنيه لك كلمة وطن وبيت؟
ببساطه الوطن هو المكان الذى يشعر فيه الإنسان بالأمان سواء كان تراب أو حدود جغرافية أو بيت أو غرفة صديق، اعتقد المكان الذى تتواجد به الأم هو الوطن.
■ شاركت فى ورشة «قصص القاهرة» بمعهد جوته العام الماضى ورغم ذلك خرج أول أعمالك فى صورة رواية هل تعتبر القصة القصيرة تدريبا لكتابة الرواية؟
القصة القصيرة لون أدبى مستقل بذاته، اعتقد ان كتابة القصة القصيرة أكثر صعوبة من كتابة الرواية، بالتأكيد انوى يوما ما كتابة مجموعة قصصية ونشرها لكن الفكرة هى التى تحدد اللون الأدبى التى ستصاغ فى قالبه.
 ■ هناك العديد من الانتقادات توجه لورش الكتابة بوصفها تنتج كتابة مدرسية خالية من الابداع فقط مجموعة من القوالب تكرر نفسها كيف كانت تجربتك مع ورش الكتابة؟
تجربتى جيدة للغاية مع ورش الكتابة الأدبية، ويجب هنا أن نفرق بين الورش الجدية وأغلبها مجانية والاشتراك بها يكون عبر مسابقة ولجنة محكمين وبين ورش السبوبة، اشتركت فى ثلاثة ورش كتابة مجانية الأولى مع الروائى محمد عبدالنبى ونظمتها الهيئة العامة للكتاب والثانية مع الروائى عمرو العادلى ونظمته الدار المصرية اللبنانية والثالثة مع الروائى وجدى الكومى وكانت ضمن مشروع قصص القاهرة القصيرة الذى دشنه معهد جوته بالتعاون مع بنك التعمير الألمانى لدعم المبدعين الشباب بشمال إفريقيا، استفدت جدا من تجارب الروائيين الكبار الذين أداروا الورش ومن المناقشات والنقد البناء من جميع المشاركين، الخلاصة أى فاعلية ادبية أو ورشة للكتابة تنمى مهاراتك وتجعلك تكتشف قدرات بداخلك لم تكن تعرفها، ورش الكتابة لا تصنع مبدعا وإنما تدل كل من يمتلك موهبة إلى الطريق الصحيح.
■ ما عملك القادم؟
رواية بعنوان» يوميات رجل يركض»، أمُل أن تنشر قبيل معرض الكتاب القادم.