عبد الرحيم دويدار شيخ المبتهلين لـ «روزاليوسف»: الابتهال يتطلب الاحترام والوقار وتقديمه بالموسيقى مرفوض

الابتهالات والتواشيح فن مصرى أصيل فى وجدان المصريين، فهى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحب الله والتقرب إليه وبالصفاء الروحى والسمو بالذات، وكان فن المديح والابتهالات موجودًا منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
تطور هذا الفن وتعددت أشكاله على مر الزمن،  ولكن التطور الحالى للابتهال  أصبح محل انتقاد من قبل المتخصصين القدامي، الذين اعتبروا أن جيل المبتهلين الجديد ادخلوا على الابتهال ماليس منه كالموسيقى، وأن البعض يسطو على جهد من سبقوهم دون أن يشيروا إليهم.
وفى هذا الحوار مع شيخ المبتهلين الشيخ عبد الرحيم دويدار نكشف أهم سلبيات الابتهال الدينى فى مصر.. وحقيقة ما يقدمه المبتهلون السوريون الذى جاءوا إلى مصر منذ وقت ليس ببعيد.. ومستقبل الابتهال فى ظل تلك التغيرات المختلفة.
■ ما الأسس الذى يقوم عليها الابتهال؟
- الأسس التى يقوم عليها الابتهال  بداية: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له) و( ولا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله  عليها نحيا وعليها نموت وبها نبعث إن شاء الله ) ثم الدعاء بالمغفرة وستر العيوب، وتفريج الكروب، ثم الدعاء لمصر،  وهذا ما تعلمناه على يد مشايخ الابتهال.
■ من هم أشهر المبتهلين والقراء  الذين تحب أن تستمع لهم قديمًا وحديثًا؟
-  قديمًا من القراء الشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ  محمد المنشاوي، والشيخ أبو العينين شيشع، ومن المبتهلين أحب أن استمع للشيخ على محمود والشيخ الفشني، والشيخ النقشبندى ، والشيخ طوبار، وأما حديثًا  فمن القراء الشيخ محمد صابر، والشيخ الخشت، والشيخ الهنداوي، والشيخ عبد الناصر حرك، ومن المبتهلين  الشيخ رفيق النكلاوى والشيخ أحمد البشتيلي، والشيخ منتصر الكرت، والشيخ محمد السوهاجي، والشيخ محمود هلال.
■ ما حقيقة أنك تقوم بتأليف كلمات الابتهال؟  
- أكتب الشعر من نعومة أظفارى منذ بدايتى قمت بتأليف 55 إنشادًا دينيًا  للإذاعات المحلية، وعلى سبيل المثال فمن الابتهالات التى كتبتها:
يارب رفقًا بنا لا تشقنا أبدًا.. واجعل معونتك العظمى لنا سندا
يسر لنا أمرنا واحفظ جوارحنا.. من المعاصى وهب لنا الخير والمددا
أدم علينا صفاء الروح واحفظنا.. من الشررو ولا تشمت بنا أحدا
أدعوك يارب والإخلاص يسبقنى.. ثبت خطانا إلهى دائمًا أبدا
رحماك هبنا الرضا ياربنا لنا كرما .. فبحر جودك يروى كل من قصدا
■ كيف ترى استخدام الموسيقى مع الابتهال الدينى حاليًا؟
- الابتهال لا علاقة له بالموسيقى وهناك فرق بين الابتهال والإنشاد، فما يقدم  بالموسيقى من الممكن أن يكون الإنشاد والمدح، أما الابتهال فلا يصح أن يكون بالموسيقى لأننا نبتهل إلى الله، لأنه فى معظم نصوصه مناجاة لله تعالى، ولكن للأسف حاليًا بعض المبتهلين اعتاد أن يقدم جزءًا من ابتهاله  بالموسيقى، وحينما حاولت لفت انتباه أحد هؤلاء المبتهلين لهذا الخطأ قال إنه ينشأ مدرسة جديدة فى الابتهال،  مع أننى كشيخ للمبتهلين نصحت ووجهت بأن الابتهال لابد أن يكون فى إطار الاحترام والوقار مثل ما يتطلبه قراء القرآن والصلاة، ولا علاقة للموسيقى بالابتهال فنحن نبتهل إلى الله والابتهال فى أغلب نصوصه عبد يناجى مولاه لكن بعض المبتهلين توعد أن يؤدى جزءًا من ابتهاله بالموسيقى علمًا بأننى نصحت ووجهت بأن الابتهال لابد أن يوافق أداؤه  الاحترام والوقار مثل ما تتطلبه قراءة القرآن والصلاة .
■ ما رأيك فى مستوى  الابتهال فى مصر حاليًا ؟
- المبتهلون الحاليون لم يأتوا بجديد على الإطلاق، وهناك  بعض المنشدين يسطون على إبداعاتى دون أن يشيرون إلى صاحبها، وعلى العموم, فالمبتهلون يعترفون دائمًا بأسلوب الابتهال القديم، لكنهم حاليًا يسيرون على توليفة نغمة واحدة من الشيخ طوبار وبنوا عليها، ومع هذا فهناك مبتهلون فى مصر واحترم المبتهل الذى يكون أساسه قارئًا للقرآن.
■ ولماذا يميل المصريون للابتهال السورى حاليًا؟
- الابتهال السورى  أساسه  الإنشاد الأندلسى، والمبتهلون  السوريون لم يقدموا للمصريين  حتى الآن إنشادًا سوريًا على الإطلاق وإنما يقدمون الإنشاد الدينى  والمدائح المشهورة فى مصر،  وأخيرًا فهم يسطون على إبداعاتنا الإنشادية فى الابتهال، حيث سطوا على ابتهالاتى  التى قمت بتأليفها (كمدد يامولانا يا حسين)، و( الليلة حلوة) وغيرهما،  وللأسف حذا بعض المبتهلين المصريين حذوهم، وقد طالبت كثيرًا منهم أن يكون لهم إبداعتهم الخاصة دون السطو على جهد الآخرين، كما أبدعت من سنوات 55 أنشودة دينية قدمتها للإذاعات المحلية.
■ أترى وجود نقابة للابتهال والإنشاد الدينى يمثل خطوة إيجابية؟
- ننتظر من نقابة المبتهلين الكثير وأن تحدث طفرة فى الإنشاد الدينى حاليًا.
■ كيف يمكن أن نستخدم الابتهال  لنشر وسطية الدين؟
- هذا يعتمد على المبتهلين فمطلوب منهم البحث فى دواوين الشعراء الدينيين وسيجدون كثيرًا من النصوص التى تنشر قيم الإسلام وأخلاقه.