السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وسام الاحترام منال الغندور بنت مصر

وسام الاحترام منال الغندور بنت مصر
وسام الاحترام منال الغندور بنت مصر




القدماء المصريون قدسوا المرأة، واحترموها، وأنزلوها مكانة كبيرة فى قلوبهم وفى كل ما يخص حياتهم ووطنهم، فلا يوجد معبد أو أثر مصرى قديم لا يحتوى على تمثال أو نقش أو رسم يبرز ويسجل المكانة المتميزة التى تمتعت بها المرأة فى مصر القديمة، وهذه المكانة لم تأت من فراغ، لكنها جاءت من الأدوار المهمة التى كانت تلعبها والتاريخ مليء بآلاف الحكايات.
■ ■
المرأة  فى مصر 30 يونيو تعيش نفس المكانة، فالدولة قدمت العديد من المبادرات والسياسات المهمة التى من شأنها القضاء على كافة أشكال التمييز ضدها، وكذلك دعم مشاركتها فى عملية التنمية، بالإضافة إلى تحقيق إصلاح تشريعى يهدف فى المقام الأول إلى تغيير القيم والمفاهيم المجتمعية المؤثرة سلبا على المرأة وتفعيل دورها المجتمعى وهو ما شاهدنا ثماره فى منال الغندور رئيس مركز ومدينة ميت غمر، فهى نموذج نفخر به لامرأة عاملة، بل أكثر من ذلك أن تُعلم الدنيا أن المرأة المصرية قادرة عن جدارة أن تتسلم أصعب المناصب التنفيذية وسط أقوى المواقف وأشرسها تتعامل انطلاقا من مسئولية وطنية وحس مجتمعى.
■ ■
تملك الصفات التى أهلتها لتقود ، فهى تعرف جيدا الفارق بين الحزم والعنف، فالحزم هو القدرة على وضع الأمور وفق نصابها، ولكن باللين، كما أنها تحسن استخدام قدراتها وإمكانياتها، ولديها أهداف وطموحات تسعى جاهدة لتحقيقها متخطية كل المشاق والصعاب، هى تجد لذتها فى مساعدة الآخرين، ولديها قدرة هائلة على العطاء،  لذا تراها طوال الوقت وسط الناس تتابع أحوالها وتتحقق من مدى تطبيق القانون واحترامه فى الشارع.
■ ■
 لا تخشى فى الحق لومة لائم، ولكن بالرغم من ذلك فهى حريصة على مشاعر الآخرين، فنجدها تتخفى بين المواطنين كى تتابع بنفسها وتقف على التزام السائقين بالتعريفة المقررة.. ولا تجد حرجا فى الاشتباك المباشر مع المتجاوزين، ونراها وهى تأمر بالتحفظ على أتوبيس فقط لأن سائقه تلاعب بالأجرة وحصل من الركاب على أكثر مما يستحق، ثم تقرر أن تضع بنفسها على كل الأتوبيسات وسيارات السرفيس ملصقا بالتعريفة المقررة لكل خط سير بالسعر الرسمي، لذا وصفها المواطنون بأنها المرأة الحديدية بمحافظة الدقهلية.
 حياتها لم تكن عشوائية، تماما كما لا تحب أن ترى مدينتها، فقد وضعت لنفسها أهدافا وخططا تحاول جاهدة بلوغها ولا تستسلم للفشل واليأس، لذا نراها تقف أثناء إزالة العقارات المخالفة، ولحظة رفع الإشغالات من الطرقات، تقف بنفسها تتابع تنفيذ حملات التطهير وإعادة الشوارع إلى أصلها.. المنازل الآيلة للسقوط لا تنتظرها كى تسقط على قاطنيها بل تسبق الجميع وتذهب لإخلائها حماية لأرواح المواطنين.
 رغم حزمها فى العمل وحسمها فى قراراتها إلا أنها تستمع إلى شكاوى المواطن .. تعمل من أجله.. تعلنها صراحة أمام الجميع .. أنا فى خدمتكم وعملى ونزولى للشارع من أجلكم..
■ ■
فى الاستفتاء على الدستور لم تغب عن المشهد وسارعت قبل أن يذهب المصوتون إلى صناديق الاقتراع إلى اللجان بنفسها كى تطمئن على التجهيزات ومدى جاهزية كل اللجان فى نطاق عملها.
أعمال نظافة الطرق تتابعها بنفسها من الشارع.. تقدم حلولا استراتيجية كى تخفف من الاختناقات المرورية دون تردد فتأمر بنقل مواقف الميكروباصات خارج المدينة وتتابع عملية التنفيذ كالعادة.
هى امرأة تعرف قيمة الوقت والجهد، وتحاول استثمار طاقتها جيدا فيما يفيد، لذا القرارات عندها ليست مجرد أوامر من المكتب دون متابعة، بل سرعان ما تتابع كل الإجراءات التى أصدرتها أو أوكلت إليها على أرض الواقع.
■ ■
حتى الحملات التموينية تقودها بنفسها للوقوف على تقديم الدعم لمستحقيه وعدم التلاعب بحصص الخبز أو الدقيق المدعم.. لا تترك فرصة إلا وحرصت على التنكر بين المواطنين كواحدة منهم للتعرف عن قرب على حجم التجاوزات وكشفها فى أى من المواقع.
■ ■
 فى الليل تجدها على رأس المخالفين لتوقف أعمال بناء بدون ترخيص  بلا تردد، تتابع أعمال تجميل الشوارع وإزالة الحشائش الضارة من الحدائق العامة.. تصريحاتها تصريحات الرجال فتجدها تعلنها واضحة وبحزم: سنتابع ونتصدى بكل قوة لجشع بعض السائقين غير الملتزمين بالتعريفة ومن لا يلتزم ستسحب رخصه فورا.
هى قيادة نراها فى قطاعات كثيرة، ونتطلع إليها فى قطاعات أخرى.. هى امرأة تضرب أروع الأمثلة فى تحمل المسئولية بأصعب المواقف التنفيذية.. ولأجل الكثير والكثير مما قدمت وتقدم ولأنها قدوة وجهد وعمل أشاد به المواطنون والمحيطون بها وترك أثرا بين الجميع وجدناها عن جدارة تستحق «وسام الاحترام».