الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فضائح «إمارة الإرهاب»




كشفت منصة «قطر يليكس»، الإعلامية المتخصصة، فى نشر فضائح قطر، ودعمها للإرهاب عن فضيحة جديدة، لنظام الحمدين، حيث يكشف الادعاء الأمريكى عن تورط قطر فى صفقات تسلح مشبوهة مع وزير الداخلية السابق فى الحكومة المحلية لإقليم هونج كونج الخاضع للسيادة الصينية، والذى سيمثل قريبًا أمام القضاء فى نيويورك بتهمة الضلوع فى عملية تقديم رشى لمسئولين فى أوغندا وتشاد.

واتهم محققون فى ملف حافل بالوثائق قدم إلى المحكمة التى تنظر القضية، الوزير السابق، «باتريك هو شي-بينج» بأنه باع على نحو غير مشروع أسلحة إلى قطر وجهات ليبية خلال النصف الأول من عام 2015. وتضمن الملف رسائل بريد إلكترونى تشير إلى ضلوع هذا الوزير فى توريد الأسلحة إلى نظام الحمدين، من خلال وسيط لم يتم الكشف عن اسمه حتى الآن.
وفى إشارةٍ إلى الدور التخريبى الذى تضطلع به الدوحة على الصعيد الإقليمى، أثبتت الوثائق المقدمة إلى المحكمة الأمريكية أن الأسلحة التى باعها بينج، الذى تولى منصبه الوزارى بين عامى 2002 و2005، ذهبت كذلك إلى جنوب السودان، الذى شكلت أراضيه ساحة لحرب أهلية منذ عام 2013، ما أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص.
كما أظهرت الوثائق أن الوزير السابق بدأ أولًا بتصدير صفقات السلاح إلى ليبيا التى يحظر المجتمع الدولى إمدادها بالأسلحة، بسبب النزاع الدموى الدائر على أراضيها منذ 2011.
وفى إبريل  2015، بدأت الاتصالات بين بينج والنظام القطرى لإبرام صفقة سلاحٍ بينهما، فى ضوء عدم وجود أى حظر دولى على توريد الأسلحة لقطر، وهو ما يوحى بأن دور القطريين فى هذا الشأن كان ينحصر فى جعل الدوحة محطةً يتم من خلالها تزويد حلفائهم من التنظيمات المتطرفة فى ليبيا بالسلاح.
وفى دليلٍ على الطابع غير المشروع للصفقات التى أبرمها الوزير السابق مع حكام قطر، كشفت رسائل البريد الإلكترونى عن أن بينج استخدم الرموز فى الحديث عن الأسلحة التى باعها لنظام تميم بن حمد.. ونقلت الصحيفة عن بينج قوله فى إحدى هذه الرسائل: «إن قطر تريد دمى جديدة على وجه السرعة.. زعيمهم قادم إلى الصين، ونأمل فى أن نخبره ببعض الأخبار الجيدة».
ولم يكشف الادعاء الأمريكى النقاب عن حجم الأسلحة التى اشترتها الدوحة من الوزير السابق فى هونج كونج، ولا عن نوعية المعدات المشمولة بالصفقة التى أبرمت بين الجانبين. كما لم يكشف عن هوية المسئول القطرى الرفيع الذى زار بكين فى 2015، وورد ذكره فى الرسائل على أنه زعيم قطري، ولا حتى عن الوسطاء الذين ساعدوا على تسهيل إجراء الصفقة المشبوهة.
وربما يكون الزائر القطرى الغامض الذى تحدثت عنه الوثائق واحدًا من المعاونين البارزين لتميم، خاصةً أن هذه المعاملات المثيرة للجدل جرت بعد شهورٍ قليلة من زيارةٍ قام بها لبكين فى نوفمبر 2014 فى إطار جولة آسيوية كانت الأولى له منذ وصوله للسلطة خلفًا لوالده منتصف 2013.
ومن المقرر أن يبدأ النظر فى هذه القضية فى وقت لاحق من الشهر الجارى فى نيويورك، بعدما أوقف المسئول السابق فى هونج كونج على ذمتها منذ نوفمبر الماضى، متهمًا بالرشوة وغسل الأموال.
فى سياق متصل، ادعت وزارة الخارجية القطرية إن الصاروخ الفرنسى الذى كان مملوكا للجيش القطرى، وعثرت عليه السلطات الإيطالية، أثناء مداهمات لمنازل متعاطفين مع النازيين الجدد، ضمن ترسانة أسلحة ضخمة، باعته قطر قبل 25 عاما إلى بلد ثالث، لم تكشف عن اسمها.