السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مفتاح: «جواد» ليست رواية تاريخية.. وبطلها «فارس مهزوم»




استضاف المقهى الثقافى ظهيرة الأحد مناقشة رواية «جواد» للروائى جمال مقار، الذى بدأ اهتمامه بالخيل من وقت رؤيته لأحد أصحاب «عربات الكارو» يعذب حصانه ويوسعه ضربا لأنه غير قادر على مواصلة السير بثقل أحماله، وكان يبدو الألم والضعف على الحصان تألمه وضعفه عن مواصلة السير، ويومها عاد لمنزله وكتب قصة قصيرة عن هذا المشهد وأدارت الكاتبة سامية أبوزيد الندوة بينما ناقشها الناقد والمترجم والروائى ربيع مفتاح والقاص د.محمد ابراهيم طه بدلا من الناقد الدكتور مصطفى الضبع، تناول مفتاح إضاءات على الرواية حيث أكد أن الرواية ليست رواية تاريخية لأنه لم يتعامل مع أى من الشخصيات التاريخية المعروفة فى ذاك الوقت فليس معنى أنه تعامل مع زمن تاريخى بدأه من العام 1949 محدد أنها رواية تاريخية بل لا بد من التعامل مع إحدى الشخصيات التاريخية.
 
فى تعرضه لشخصيات الرواية كان البطل عنده هو مما سمى roman أى الفارس المهزوم لكنه لم ينزع عنه إحساسه بذاته وكرامته وعزة نفسه وكل الصفات النبيلة للفارس حتى لو كان مهزوما.
 
أردف مفتاح: لا أعرف لماذا تذكرنى هذه الرواية برواية «أنا كارنينا» لتولستوى رغم عدم وجود التشابه، لأن تولستوى من خلال البطلة تحدث عن الأمراض الطبقية، وفى رواية مقار مفاصل تاريخية وصراع بين العبودية والعدالة، عندما يقوم مقار بتشابك الشخصيات معا خاصة أنها تعبر عن جيلين، كما تحفل الرواية بعالم شيق جدا وهو الجاسوسية لأنه عالم تجتمع فيه إغراءات المال والجنس والسياسة وفيها نقابل الراقصة الشهيرة حكمت فهمى التى عرف عنها تعاملها مع الألمان والمعروفة بالوطنية الشديدة لأن مساعدتها للألمان كانت بهدف الإطاحة بالاحتلال الإنجليزى لمصر وهو ما سجله السادات فى مذكراته.
 
أكمل مفتاح: مقار يتميز بقدرة خاصة على كل السرد الخطى والمتوازى -الذى استخدمه كثيرون- لكن الجمع بينهما غير منتشر، إضافة لفصاحة اللغة العربية بالرواية وقوة الحوار، من أجمل المشاهد بالرواية هو مشهد زواج الحصان «شهاب» والفرس «عفراء» وكان غاية فى الإنسانية والنعومة، عن الرسالة من الرواية يقول مفتاح: تقول الرواية إنه مهما اختلف الزمن هناك قيم لا يختلف عليها، فمصر التى ظلمت كثيرا وحرماننا من خيراتها...والامتزاج ما بين السياسة والعاطفة.
 
وأوضح طه فى كلمته أن بنية الرواية تعتمد على المشهد السينمائى منتقدا غياب المنظور بالرواية الذى يتيح لبعض عناصر الرواية كبيرة أو صغيرة حسب موقعها باللوحة بالنسبة للرواية هناك زمن حاضر وطويل بالرواية ووصفه لهذه التفاصيل مقبول لكن امتداد مقار لماضى هذه الشخوص بهذا الاهتمام من التفاصيل أربك القارئ وجعله يخلط ما بين ماضى وحاضر هذه الشخوص وأفقد الرواية منظورها الثابت وأصبحت بلا بعد، الملحوظة الثانية أتساءل فيها هل كان من الممكن أن تقصر هذه الرواية قليلا؟ أعتقد أنه نعم إذا ما أقللنا فى تفاصيل الشخصيات الهامشية والثانوية.