الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وسام الاحترام محمد فضل الجندى المعلوم

وسام الاحترام محمد فضل الجندى المعلوم
وسام الاحترام محمد فضل الجندى المعلوم




من الانكسارات تصنع المعجزات.. من المحن توهب المنح.. تفقد أقرب المقربين منك فتصير لك مصر عائلة ومسكنًا ووطنًا..
تحمل المسئولية رغم آلامه وما مر به من ظروف إنسانية إلا أنه كان على قدر الأمانة التى حملها فاستحق هتافات الجماهير التى باركت وقدرت ما قدم لها ولمصر من تنظيم عالمى لبطولة كأس الأمم الإفريقية..
محمد فضل ذاك الشاب الذى تجاوزت أعماله ومسئولياته حجم التوقعات.. معجزة بكل المقاييس بلغة إدارات الموارد البشرية.. شاب مصرى لم يكمل عقده الرابع يعرفه الجميع بدماثة الخلق والأدب مع البساطة والتواضع حتى بات رمزًا للنجاح المغلف بالكثير من عبارات الثناء والمديح والفخر.
■ ■
محمد فضل مدير بطولة كأس الأمم الإفريقية التى احتضنتها مصر أرض الفراعنة على مدار قرابة الـ 30 يومًا أخرجها ومعه فريق من المخلصين العاشقين لوطنهم، المؤمنين بترابه المقدرين لقيمة الانتماء إليه فى أبهى صورة جعلت من اللجنة المنظمة ومعها مديرها محط إشادة من القاصى والدانى.
«فضل» قصة كفاح حقيقية تكرس معانى عظيمة مثل الإرادة والتحدى وتحقيق النجاحات من رحم المعاناة.. قصة يجب أن نتعلم منها قبل أن نرويها.. حكاية شاب شرب من كأس الصعاب ما كان كفيلًا لقهر أعتى الرجال، لكنه صمد وكافح وخرج منتصرًا ومعه كتيبة من المبدعين.
محمد المولود مع مطلع ثمانينيات القرن الماضى نجل المستشار فضل زهران, بدأ ناشئًا فى نادى الصيد ثم سرعان ما لفت إليه الأنظار كمشروع مهاجم شاب مميز لينتقل بعدها للأهلى ثم العديد من الأندية الأخرى خلال رحلة طويلة مع الساحرة المستديرة سجل فيها 104 أهداف لـ 8 أندية مختلفة.
■ ■

لعب فضل لأكبر الأندية فى مصر، كما كان له تجربة بنادى كاظمة الكويتى وفى كل مكان كان اللاعب يترك بصمة تهديفية من خلال أهدافه الغزيرة وأخرى أخلاقية بسلوكياته داخل وخارج المستطيل الأخضر.. ويكفيه أنه قضى حياته الكروية فوق العشب الأخضر ولم يتصدر ولو مرة واحدة المشهد فى أزمة أو مشكلة كبيرة.
كعادة أى ناجح أو متفوق فى عمله تعرض أحيانًا لانتقادات، لكن ذلك لم يزده إلا نجاحًا سواء مع كل الأندية التى لعب لها أو حتى بعد اعتزاله وتوليه مسئولية ملف تعاقدات النادى الأهلى - وما أدراك ما الأهلى -، فخلال تلك الفترة كان الرجل فى مرمى النيران والانتقادات ثم رحل فى هدوء ليتم اختياره بعدها مديرًا لبطولة إفريقيا مشرفًا ومسئولا عن تنظيمها, فكان أن أبهر الجميع داخل مصر وخارجها بفقرات مصرية خالصة تروى جذور الوطن وامتداده إلى محيطه الإفريقي.
تحمل فضل الانتقادات والمعاناة والاختبارات الإلهية التى كانت تلاحقه، فخرج بتصميم وعزيمة على النجاح مساهما وهو على رأس فريق من المنظمين والمنظمات ضمن اللجنة المنظمة فى خروج أفضل نسخة للبطولة الإفريقية عبر تاريخها «كان 2019».
■ ■

محمد فضل الذى درس القانون فى كلية الحقوق قسم اللغة الإنجليزية شهدت حياته الشخصية معاناة وجراحًا تكفى لهد الجبال الرواسى، خاصة خلال الـ 7 سنوات الأخيرة بداية من وفاة شقيقته التى كان متعلقًا بها ثم ست الحبايب والدته فى غضون أيام قليلة وبعدها والده وصولا إلى وفاة نجله إسماعيل إثر حادث سيارة أليم.
4 ضربات إنسانية متتالية من فقدان الأحبة تحملها قلب «فضل» ومع كل هذه الجراح ظل صابرا صامدا ومجتهدا فى كل عمل يتولاه حتى توج بإخراج بطولة هى الروع، شهد لها الأشقاء العرب والأفارقة وحتى الفيفا أثنت عليها.
■ ■

فضل نموذج رائع يعكس المعدن المصرى النفيس الذى يتحدى الصعاب ليحقق المعجزات ولعل المستقبل القريب يحمل له تحديات جديدة فى فلك الكرة المصرية مع رصيد هائل من الثقة لديه وفيه.. فهو نموذج لقاهر الصعاب.. لمتحمل المسئولية دون تراجع أو تخاذل..
هو الابتكار دون ضجيج.. هو العمل والإبداع فى صمت هو نكران الذات.. هو أرقى وأغلى اللمسات وأعظم الفنيات.. لأجل الكثير والكثير مما قدم رغم سنه الصغيرة وجدناه عن جدارة يستحق «وسام الاحترام» كشاب حرص على اسم مصر وقدمها للعالم كعادتها فى مقدمة الأمم فاستحق الإشادة والثناء.