السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مانى» و«ميسى» وجهان لنحس دولى واحد

«مانى» و«ميسى» وجهان لنحس دولى واحد
«مانى» و«ميسى» وجهان لنحس دولى واحد




كتب - وليد العدوى


بات السنغالى ساديو مانى نجم ليفربول الإنجليزى على غرار أسطورة الكرة العالمية الأرجنتينى ليونيل ميسى نجم برشلونة الإسبانى فى «النحس الدولي» الذى بات عنصرًا مشتركا بينهما، لعجزهما عن تحقيق أى إنجازات تذكر لمنتخبات بلادهما، رغم النجاح الرهيب الذى يحققانه مع أنديتهما، ولعبهما أدوارًا محورية فى أوروبا، وإن كان ميسى صاحب البشرة البيضاء السباق بهذا النحس منذ سنوات، إلا أن إخفاق مانى الأخير فى نهائى بطولة الأمم الإفريقية رقم «32» بخسارة منتخب «أسود التيرانجا» بهدف أمام الجزائر، باتت يؤكد هذه المعتقدات، خصوصًا أنه ليس الإخفاق الأول من نوعه فى زمن قياسى ومتقاربة بشدة. أقيمت بطولة إفريقيا لأول مرة فى الصيف بمشاركة 24 منتخبًا، وبتنظيم مفاجئ لمصر، نجحت فى عبوره باقتدار شديد، لكنها تزامنت مع بطولة كوبا أمريكا فى البرازيل التى اقتنصت اللقب، وجاء مرور البرازيل على حساب الأرجنتين فى نصف النهائي، ليخسر مجددًا ميسى رهانه مع «راقصو التانجو»، مكرراً مشهد دموعه الشهير، فرغم نجاحاته المدوية والأسطورية مع برشلونة، إلا أنه ما زال عاجزًا عن تحقيق أى لقب أو بطولة، فلم يعرف ميسى منصات التتويج مع قميص بلاده. مانى تألق كثيرًا خلال هذا العام كما حقق نجاحات عدة على مدار الموسم، وشارك أساسيًا فى تحقيق ناديه ليفربول الإنجليزى بطولة دورى أبطال أوروبا، وكاد يقترب من حصد لقب بطولة إفريقيا الأولى فى تاريخ بلاده وتعويض غخفاق 2002، عندما خسرت السنغال النهائى أمام الكاميرون بضربات الترجيح، إلا أنه خسر مجددًا أمام منتخب الجزائر الذى رفع رصيده من البطولات إلى لقبين، ومع ترشيحه لنيل لقب الأفضل فى إفريقيا هذا العام والتى إخفق فيها مانى العامين الماضيين، بسبب تفوق زميله المصرى فى ليفربول محمد صلاح عليه فى ذلك، بجانب العديد من النجاحات وحصوله على هداف الدورى الإنجليزى مناصفة مع صلاح ومهاجم الجابون أوباميانج المحترف فى آرسنال الإنجليزي، فإن هناك بعض الإخفاقات التى مر بها نجم ليفربول خلال الفترة الأخيرة مع منتخب بلاده، سواء بوداع كأس العالم الأخير فى روسيا من الدور الأول بشكل درامي، بسبب إنذار كانت الغلبة فيه لصالح اليابان، بعد التساوى فى النقاط والأهداف، ليخرج «أسود التيرانجا» بعد عروض وأداء مشرف للقارة السمراء. لعب ساديو مانى دورًا مؤثرًا وتمكن من إيصال منتخب بلاده إلى نهائى الأمم الإفريقية 2019، لكنه فشل فى قيادة بلاده للفوز أمام منتخب الجزائر، ولم يستطع الأسد السنغالى المرور من عقبة محاربى الصحراء فى المباراة النهائية، وخسر بهدف، وفشل فى هز شباك رايس مبولحى حارس الجزائر، فلم تنقذه مهاراته التى شهد له بها الكثير من النقاد والمحللين الرياضيين والجمهور أيضا والتى كانت سببا فى تفوق ليفربول فى كثير من المباريات وجعلته ينافس على الدورى الإنجليزى برفقة صلاح حتى الثوانى الأخيرة، ليخسر لقب الدورى الإنجليزى بفارق نقطة لصالح مانشستر سيتى الذى يتواجد بها غريمه الجزائري، وزميل دكه مقاعد البدلاء باستمرار رياض محرز، لكن إنجازه بإحراز اللقب الإفريقى سيقربه حتما من لقب هذا العام، حيث استمرت المنافسة على اللقب بين فريقى مانشستر سيتى وليفربول الموسم المنصرم حتى الجولة الأخيرة، التى انتهت بفوز السيتى باللقب بإحرازه 98 نقطة، مقابل 97 نقطة لليفربول، ليتفوق محرز فى النهاية على مانى وصلاح نجمى «الريدز» كما تفوق عليهما أيضا فى إحرازه بطولة إفريقيا مع منتخبه الجزائر، سواء مانى فى النهائي، أو صلاح باقتناص اللقب من على أرضه ووسط جماهيره.
لم يكن هذا الإخفاق الوحيد لمانى هذا العام، بل ودع فريق ليفربول الإنجليزى فى يناير الماضي، بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، لتوالى إخفاقات مانى أحد أصحاب أعلى القيم التسويقية فى إفريقيا هذا العام بـ120 مليون يورو، وكأنه يسير على خطى ميسى الذى واصل الحظ السيئ الوقوف فى وجهه مرة أخرى، بعدما ودعت الأرجنتين بطولة كوبا أمريكا، بخسارتها بهدفين دون رد أمام البرازيل، غريمتها الأزلية، فى نصف نهائى البطولة، عانى ميسى طوال مسيرته مع المنتخب الأرجنتينى الأول منذ أن ارتدى قميصه فى العام 2005، إذ لعب خلال 14 عامًا فى 11 بطولة كبرى، 4 كؤوس عالم، 2006 و2010 و2014 و2018، و5 فى بطولات كوبا أمريكا، 2007 و2011 و2015 و2016 و2019 ولم يستطع الفوز بأى من هذه البطولات طوال هذه السنوات، كما يعانى ميسى من مقارنته بمواطنه الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا، الفائز ببطولة كأس العالم 1986، كونه لم يحرز أى بطولة مع المنتخب رغم إنجازاته وأرقامه الكبيرة على مستوى ناديه برشلونة الإسباني، وفوزه بخمس كرات ذهبية، أفضل لاعب فى العالم، ما جعل التتويج بقميص الأرجنتين بالنسبة لميسى هاجسًا يحاول الوصول إليه فى كل مرة.
ما زاد من معاناة ميسى بالتتويج مع الأرجنتين، هو خسارته فى 3 نهائيات متتالية من مونديال 2014 أمام ألمانيا، وكوبا أمريكا 2015 و2016 أمام تشيلى بركلات الترجيح، والتى دعته إلى إعلان اعتزاله بسبب الإحباط قبل أن يعود ويلعب لمنتخبه فى وقت لاحق، وتوالت الاحباطات بالخسارة الأخيرة، والخروج أمام الغريم التقليدى البرازيل، ليخرج عن شعوره بتصريحات حادة على غير عادته هاجم فيها الجميع، أما مانى فواصل هدوءه الشديد رغم الخسارة، وقدم نموذجًا للأدب والاحترام فى التعامل، رغم حزنه على عدم الوفاء بوعده لجماهير السنغال بتحقيق اللقب هذه المرة، لتعويض إخفاق الأسطورة السنغالية السابقة  الحاج ضيوف الذى فشل وزملاؤه بالجيل الذهبى فى تحقيق لقب كأس أمم إفريقيا، رغم الوصول لدور الثمانية بكأس العالم العام 2002.