الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صورة جمال عبدالناصر فى الرواية المصرية

صورة جمال عبدالناصر فى الرواية المصرية
صورة جمال عبدالناصر فى الرواية المصرية




كتب – خالد بيومى

صدر حديثًا عن الهيئة العامة للكتاب دراسة جديدة بعنوان «صورة جمال عبدالناصر فى الخطاب الروائى» للدكتور «شحاتة محمد الحو» وقد فسر الباحث سبب اختياره لشخصية عبد الناصر محورًا لدراسته نظرًا لثراء شخصية الزعيم  الراحل التى شاع عنه الإباء الوطنى ورفض الخضوع للهيمنة الغربية والإيمان بالقومية العربية، ومن ثم نسجت حولها حكايات عدة إيجاباً وسلبًا؛ ومن ثم فإنها تنطوى على مادة خصبة يختلط فيها الواقعى بالمتخيل، والحقيقة بالأسطورة.
كما نجح الباحث فى رصد وتتبع كيفية تحول العنصر السياسى إلى صيغة أدبية جمالية من خلال توظيف للوسائل الفنية التى يستند إليها السارد عادة فى إظهار الأيديولوجيات المختلفة للشخصية الروائية.وقد اختار الباحث نصوصًا روائية ظهرت خلال الفترة من 1975 إلى 2010 استنادًا إلى عدد من المعايير الفنية والموضوعية من أهمها العامل الزمنى بحيث يكون النص الروائى قد كتب بعد رحيل عبد الناصر (1970) نفسه بفترة زمنية تسمح للكاتب بتأمل المرحلة الناصرية بعمق وتصوير وقائعها بحرية وجرأة دون اللجوء إلى القناع أو المراوغة التى تحاشى الوقوع فى تعدد التأويلات.
وناقشت الدراسة علاقة عبدالناصر بفن الرواية وكثير من النصوص التى أثارت جدلًا مثل روايتى  «ثرثرة فوق النيل» و«ميرامار» لنجيب محفوظ، ورواية «شيء من الخوف» لثروت أباظة»،وكان رد فعله الشخصى إيجابياً تجاه أصحابها حين تفهم دوافع هذه الروايات.ولعل تأثر عبدالناصر برواية» عودة الروح» لتوفيق الحكيم يمثل أحد أهم الدوافع التى حفزته فى صباه إلى محاولة كتابة رواية أدبية فكتب خمسة فصول من نص روائى أسماه (فى سبيل الحرية) تدور أحداث هذه الفصول حول تصدى أهل رشيد لحملة فريزر على مصر (1807) ونجاحهم فى مقاومتها.فهناك روايات تظهر عبدالناصر كضحية لأعوانه مثل رواية «وردة» لصنع الله إبراهيم، التى ذكرت مثالب المشير عامر وأعوانه.
وهناك روايات أبرزت الجانب الأسطورى فى شخصية جمال عبدالناصر مثل «جبال الكحل» للروائى النوبى يحيى مختار، فقد كان له تأثير طاغ على شخصيات الرواية «كنا نرى قامة عبدالناصر الفارعة لم تتضاءل كما تتضاءل سائر القامات عندما تقف أمام عظمة رمسيس وشموخه فى واجهة معبده».. ولكن يؤخذ على النصوص المتاحة أنها لم تتعمق فى الكشف عن المحتوى النفسى لشخصية عبدالناصر فجاءت فى إطار يفتقد الكثافة السيكولوجية.